واشنطن - عادل سلامة
بدأ المؤتمر الوطني للحزب "الديمقراطي" الأميركي أعماله بالإطاحة برئيسة الحزب، وسط احتجاجات في الشوارع واضطرابات تصاحبها العواصف الرعدية. ومع مواجهة احتمالية الفوضى حاولت مجموعة من قادة الحزب بمن فيهم ميشيل اوباما وأعضاء مجلس الشيوخ مثل بيرني ساندرز واليزابيث وران رأب الصدع في الحزب مع بعض النجاح.
وكانت ميشيل اوباما نجمة يوم الاثنين في مؤتمر الحزب الديمقراطي لاختيار مرشحه الرئاسي. فقد أدلت بخطابها في وقت الذروة كي تعكس التفاؤل من التقدم الاجتماعي الأميركي ودعت الى تبني السيدة هيلاري كلينتون كوريث طبيعي للرئاسة بعد باراك اوباما.
وأشادت ميشيل أوباما بكلينتون كموظفة حكومية كبيرة القلب وكامرأة تعمل في مجال السياسة، ووبخت دونالد ترامب بدون أن تذكر أسمه، والأهم من ذلك انها سردت في كلمتها ما حققته البلاد خلال رئاسة زوجها، واحتفلت بصورة العائلة السوداء في البيت الابيض وذهبت للقول بأن انتخاب السيدة كلينتون سيكون علامة فارقة أخرى في تاريخ بلادهم.
وجاء في خطابها " لا تدعوا أي أحد يقول لكم أن هذه البلاد ليست عظيمة، ففي هذا الوقت هي أعظم دولة على وجه الأرض." وكان خطابها ايجابيا بشكل لافت للنظر في موسم انتخابات مر وصعب، وقدمت وجهة نظر حية وواقعية عن النظرة السياسية التي كانت وراء وصولها هي وزوجها الى قمة الحزب الديمقراطي في المقام الأول، وأظهرت الاستجابة القوية للسيدة أوباما من الجمهور أنها ستكون داعمة قوية في الحملة الانتخابية.
واحتاجت كلينتون الى دعم من الديمقراطيين الليبراليين ليلة الاثنين كي يكون لديها فرصة في تخفيف التوترات مع أنصار سانرز الذين جاءوا الى المؤتمر في حالة من الغضب على دور اللجنة الوطنية الديمقراطية لعام 2016 في الانتخابات التمهيدية.
وأعطى ساندرز في خطابه المطول دعمه الكامل لهيلاري كلينتون قائلا: انها يجب أن تصبح الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأميركية، بينما قدمت اليزابيث وارن خطابا هاجمت فيه السيد ترامب وأشادت بجدول أعمال كلينتون الليبراليي والديمقراطي، وحثت على العمل لجعل كلينتون الرئيس المقبل لأميركا، وحثت الديمقراطية من مينيسوتا والنائبة كيث اليسون معسكر ساندرز الى الالتفاف حول كلينتون ودعمها، ولكن من غير المرجح أن تؤدي هذه الخطابات الى تهدئة المتظاهرين في شوارع فيلادلفيا، ويبقى السؤال اليوم مرهونا بمواقف مؤيدي ساندرز.
وبدا في بداية المؤتمر أن برنامجه سيبدأ بكارثة حيث هتف النشطاء المؤيدون لساندرز بغضب ومن بين هؤلاء النشطاء كانت الممثلة عن ولاية ماريلاند ايليا كامينغز والسيناتور جيف ماركلي من ولاية اريغون، وبالكاد تجنب الحزب أمسية اشتباكات سيئة.
وقاطع بعض من الحضور السناتور عن ولاية نيو جيرسي كوري بوكر وهو الأسود الديمقراطي الوحيد بهتافات " أسود يعيش القضية" فيما قاطع البعض الأخر السيدة وران قائلين لها " لقد وثقنا بك" ويدل كلا الهتافين عن الغضب لدعمهما السيدة كلينتون.
وكان الموضوع الوحيد الذي وحد مؤتمر الحزب الجمهوري الأسبوع الماضي هو هيلاري كلينتون فقد تردد اسمها بين الجمهوريين بغضب منذ الليلة الاولى وذكرت قضية استخدامها للبريد الالكتروني الخاص بها وطريقة تعاملها مع قضية بنغازي وتعدى الهجوم عليها اكثر من ذلك، وعلى النقيض لم يأخذ ترامب هذا المكان المركزي في مؤتمر الحزب الديمقراطي، وكان هدفا لهجوم عدد من المتحدثين أهمهم كانت السيدة وارن، ولكن لم ترضِ انتقادات ترامب جمهور الديمقراطيين، ولم يبدُ في ذات الوقت أن مجرد ذكر أسمه قادرا على تحريك الجمهور.
ويعتقد البعض أن هذه الأدوار ربما تتغير على مدى الأسبوع وسيتحول تركيز المؤتمر من تحقيق وحدة الحزب الى الفوز في الانتخابات العامة، ولكن يوم الاثنين كان السيد ترامب في أقل مكان يفضله في حياته وهو الخلفية.