واشنطن - عادل سلامة
كشفت التحقيقات الفيدرالية أن العروس المتطرفة تاشفين مالك (29 عامًا) أطلقت النار أولًا في مذبحة سان برناردينو، وسط مزاعم تفيد بأنها كانت المسؤولة عن تحويل زوجها إلى متطرف.
وأوضح شهود العيان أن السيدة مالك كانت أول من أطلق النار على زملاء زوجها في حفل داخل مقر عمله الحكومي، في حين كان زوجها سيد رضوان فاروق (28 عامًا) مترددًا.
ولفتت جريدة "صنداي تايمز" إلى أن مصادر استخباراتية تخشى من كون تاشفين متطرفة مدربة على يد داعش، وأرسلت إلى الولايات المتحدة لتتزوج من فاروق بغرض تنفيذ المذبحة.
وبيّنت عائلة السيدة مالك كيف تحولت ابنتهم من فتاة غربية لعائلة ثرية إلى عروس متطرفة ترتدي البرقع بعد أن أصبحت متطرفة أثناء دراستها الصيدلة في جامعة بهاء الدين زكريا في مدينة مولتان في باكستان.
وأفادت العائلة بأنها مالك بدأت في نشر مشاركات متطرفة على "فيسبوك" في 2007 بعد عامين من التحاقها بالجامعة، موضحين أنها كانت مصدر قلق لعائلتها.
وتعرفت مالك على فاروق من خلال موقع تعارف عن طريق الإنترنت ثم وصلت إلى الولايات المتحدة وهي ترتدي الحجاب والتقت زوجها ووالدته في 27 تموز / يوليو من خلال تأشيرة سفر باعتبارها خطيبته حينها، ووصفت مالك بأن لها تأثيرًا كبيرًا على زوجها.
وأظهرت التحقيقات الفيدرالية أن مالك ربما استهدفت زوجها الخجول فاروق الذي كتب اهتماماته على موقع "آي ميلاب" للتعارف قائلًا إنه يستمتع بالخروج إلى الفناء الخلفي وممارسة التمرينات الرياضية وقراءة الكتب الدينية والعمل على السيارات القديمة والحديثة، وباعتبار أن فاروق وتاشفين يتبعان الديانة الإسلامية نفسها ولديهما خبرة في التعامل مع البنادق فربما أصبح فاروق هدفًا سهلًا بالنسبة لقادة داعش لتحويله إلى متطرف، كما أن جنسيته الأميركية تساعد تاشفين على الدخول إلى البلاد.
وأجرى الأمن الداخلي الأميركي تحريًا عن تاشفين عندما وصلت من رحلتها من جدة في السعودية إلى مطار شيكاغو، ولكن لم يتم العثور على أي مؤشر لنشاطها المتطرف، وعندما التقى الزوجان كان فاروق موظفًا محبوبًا في وزارة الصحة يقوم بفحص أطعمة المطاعم، في حين كانت تاشفين التي كانت أكبر من زوجها متدينة جدًا ومحافظة.
ووصف كريستيان نواديك لـ" سي بس إس" صباح الأحد التغير الذي حدث لفاروق عندما تزوج تاشفين قائلًا: "أعتقد أنه تزوج متطرفة، وتغير فاروق الذي كان لطيفًا بعد عودته من السعودية العام الماضي، وأعتقد أنه كان يعد لارتكاب مجزرة بزواجه من تاشفين".
وذكر صديق آخر من المسجد يدعى عبد العزيز أحمد: "توقف فاروق عن الحضور إلى المسجد بعد زفافه، وأصبح شكله جيدًا بعد عودت من السعودية لكنه اختفى بعد الزواج".
وأفاد صاحب العقار الذي كان يعيش في الزوجان في شارع دويل ميلر بأنه يعتقد أنهما وراء ارتكاب هذه الفظائع، مضيفًا: "كانت تاشافين لا ترغب في أن يراها أحد، ولم يبد عليها أنها أحبت الناس هنا، أما زوجها فبدا عاديًا وغير مقلق على الإطلاق، وربما تكون زوجته وراء كل هذه الأحداث البشعة".
وصرّحت المحللة السابقة في المخابرات المركزية الأميركية المتخصصة في تتبع نظام القاعدة ندى بيكوس: "إذا كانت تاشفين هي قائدة هذه العملية يغير ذلك قواعد اللعبة بالنسبة إلى الغرب".
وخرج فاروق من مكتبه في مقر عمله في سان بيرناردينو في يوم الهجوم الساعة العاشرة والنصف صباحًا متجهًا إلى المنزل لإحضار زوجته كجزء من خطة مدبرة بعناية، وترك الزوجان طفلهما البالغ من العمر (6 أشهر) مع والدة فاروق وأخبراها بأنهما على موعد مع الأطباء، وبدلًا من ذلك عاد الزوجان إلى مقر عمل فاروق مرتديين ملابس سوداء وسترات تكتيكية وبحوزتهما بنادق هجومية من طراز "AR-15" ومسدسات 9 مللي وأكثر من 1600 طلقة من الذخيرة.
وأكد شهود العيان أن فاروق بدا مترددًا من فكرة قتال زملائه في العمل أو محاولة قتل زميله اليهودي نيكولاس ثالسينوس (52 عامًا) الذي تشاجر معه في الصباح.
وأطلقت زوجته النار أولًا على زملائه اللذين التفوا حول شجرة الكريسمس للاحتفال، وانبطح البعض تحت الطاولات في حين فر بعضهم آمنين، ثم بدأ فاروق في إطلاق النار مع زوجته، وحاولا تفجير قنبلة من خلال التحكم عن بعد لكنها لم تنفجر، وأسفر الهجوم عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 21 آخرين، ويعتبر هذا الهجوم الأكثر عنفًا من الجانب الإسلامي المتطرف على الأراضي الأميركية منذ هجمات 11 سبتمبر.
وكشفت السلطات أن تاشفين أقسمت بالولاء لتنظيم داعش وزعيمه أبو بكر البغدادي على "فيسبوك" قبل دقائق من الهجوم، وتم إزالة حسابها سريعًا ونقلت محتوياته إلى هيئات إنفاذ القانون.
وهرب الزوجان بعد الهجوم في سيارة "4×4" مستأجرة ونجحا في تجنب الشرطة لمدة أربع ساعات قبل تعقبهما أخيرًا، وأفاد شهود العيان بأن فاروق كان يقود السيارة بينما زوجته تجلس القرفصاء في المقعد الخلفي وتطلق النار على الشرطة من خلال النافذة المحطمة، وألقى الزوجان قنبلة على الشرطة أثناء المطاردة فيما قتل الزوجان أثناء معركة بالأسلحة النارية مع الشرطة.
وأوضح ضابط سابق في المخابرات المركزية الأميركية أن قدرة الزوجين على قتل الناس بهدوء تشير إلى تلقيهما بعض التدريب ربما في باكستان، ولفت مساعد مدير مكتب لوس أنجلوس لمكتب التحقيقات الفيدرالي ديفيد بوديش الجمعة إلى أن المهاجمين حاولوا تدمير الأدلة بما في ذلك سحق الهواتف المحمولة والتخلص منها في سلة المهملات.
وأشار رئيس التحقيقات الفيدرالية إلى وجود اتصالات هاتفية بين الزوجين وغيرهما من الناس موضع الاهتمام بالنسبة إلى التحقيقات الفيدرالية، مضيفا أنه لا يعلم ما إذا كانت الزوجة حولت زوجها إلى متطرف أم أنه أصبح متطرفًا بنفسه.
وفي الوقت نفسه أكد الأصدقاء أن فاروق كان معروفًا بابتسامته وإخلاصه للإسلام وحديثه عن استعادة السيارات، وولد فاروق في شيكاغو في 14 حزيران / يونيو 1987 لأبوين ولدا في باكستان، ونشأ فاروق في جنوب كاليفورنيا.
وأفاد أصدقاء فاروق بأنهم لم يكونوا على علم بأن فاروق مشغولًا مع زوجته بصنع القنابل وتخزين الذخيرة للهجوم على زملائه في مقاطعة سان بيرناردينو، فيما أوضح روشان عباسي وهو المعلم المساعد في مسجد دار العلوم الإسلامية "آل عامر" حيث كان يتعبد فاروق، أن مالك كانت ترتدي ملابس متواضعة ولم تكن تكشف وجهها، وأفاد بأن حديثه مع فاروق كان حديثًا سطحيًا يقتصر على السؤال عن الأحوال.
وذكرت شبكة "فوكس نيوز" أنه يعتقد بأن أحد أو كلا الزوجين تواصلا مع أعضاء مشتبه فيهم من تنظيم القاعدة أثناء رحلتهما إلى السعودية في عامي 2013 و 2014، وأشارت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" إلى أن مصادر من الشرطة أوضحت أن فاروق على صلة بتنظيم جبهة النصرة التي يدعمها تنظيم القاعدة في سورية وحركة الشباب في الصومال.
وقالت مصادر لـ "الديلي ميل" إن مسؤولين أميركيين تواصلوا مع نظرائهم الباكستانيين لمعرفة صلة مالك بالمسجد الأحمر في إسلام آباد الذي يعرف بالتطرف، حيث كان مركزًا للحصار الدموي عام 2007 واشتبك الأصوليون مع قوات الأمن لمدة ثمانية أيام.
وبيّن أقارب مالك في باكستان المبعدين عن أفراد العائلة الأثرياء الذين يعيشون في السعودية، أن مالك كانت ترتدي ملابس على النمط الغربي لكنها تحولت لاحقًا إلى الملابس التقليدية مثل البرقع الذي يغطى كامل الجسم، وتشترط السعودية ارتداء الحجاب لكنها لا تشترط ارتداء البرقع، في حين لا تفرض باكستان حيث عادت مالك لاستكمال دراستها في جامعة بهاء الدين زكريا زيًا محددًا بالنسبة إلى النساء.
وأشارت جريدة "لوس أنجلوس تايمز" إلى أن أحد أقارب مالك الذي طلب عدم الكشف عن هويته أوضح أن العائلة أصبحت قلقلة إزاء شعور مالك بعد ذهابها إلى دراسة الصيدلة، وأضاف: "بدأت مالك المشاركة في أنشطة دينية وأخذت تطلب من نساء الأسرة والنساء المحليين أن يصبحن مسلمات صالحات، واعتادت على الحديث إلى شخص ما باللغة العربية ليلًا عبر الإنترنت، في حين أن عائلتنا لا تعرف العربية ولذلك لم نعرف فيما كانت تتحدث".
ولفتت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن أقارب مالك يتحدثون اللغة الأردية الرسمية في باكستان، بالإضافة إلى لهجة محلية أكثر تخصصًا تدعى "ساراكي".
وبيّن الأستاذ في جامعة بهاء الدين زكريا وكان يعلم مالك الدكتور نزار حسين، أنها كانت ذكية ومتدينة وترتدي الحجاب ولم تبدو متطرفة، وأضاف: "كانت متدينة لكنها لم تكن متطرفة ولم تحاول التأثير على الفصل من خلال الدين".
وأفاد آخرون بأن عائلة مالك كانت مؤثرة سياسيًا وعلى صلة بالإسلام المتطرف وخصوصًا في كارور ايسان وهي بلدتهم التي جاؤوا منها، وأضاف أحد أقربائها: "سمعت مؤخرًا من العائلة أنها أصبحت متدينة وتخبر الناس بأن يعيشوا وفقا لتعاليم الإسلام، ولم ألتقي تاشفين لأن والداها كانا أغنياء ولم يحبا لقاء أقاربهما الفقراء".
وينظر المحققون إلى الهجوم على مركز الإعاقة في سان برناردينو باعتباره مجزرة متطرفة، فيما أعلن داعش عبر راديو على الإنترنت أن اثنين من أتباعه نفذا هجوم سان برناردينو الأربعاء قبل أن يقتلا إثر تبادل لإطلاق النار مع الشرطة.
وجاء في البيان الذي بث عبر الراديو: "هاجم اثنان من أتباع داعش قبل أيام عدة مركزًا في سان برناردينو في كاليفورنيا"، وأشارت مصادر في الحكومة الأميركية إلى عدم وجود أي دليل على أن الهجوم تم من قبل جماعة مسلحة أو أن التنظيم يعرف المهاجمين، ولم يتضح بعد كيف أصبح الزوجان من المتطرفين إلا أن البعض يشتبه في أن تكون مالك هي من دفعت زوجها إلى التطرف.
وتحقق وكالات الاستخبارات في علاقة مالك بالمسجد الأحمر سيء السمعة في إسلام آباد، وقال خطيب المسجد مولانا عبد العزيز العام الماضي لصحيفة باكستانية إنه يدعم داعش على الرغم من أنه ليس على صلة بالتنظيم المتطرف.
وكشف مكتب التحقيقات الفيدرالي أن الزوجين لم يكونا على قوائم المراقبة المتطرفة، وأوضح مصدر مقرب من الحكومة السعودية أن المسؤولين في المملكة لا يراقبون مالك، وكشف المحاميان اللذان يمثلان عائلة الزوجين وهما محمد أبو رشيد ودانيال تشيسلي المزيد عن حياة مالك، موضحين أنها ترتدي البرقع ولم تكن تتحدث إلى أقاربها الذكور كما أن أقاربها الذكور لم يروا وجهها أبدًا.
وأكد أبو رشيد أن أفراد الأسرة يرون مالك كربة منزل معسولة الكلام وتهتم بأسرتها كما أنها تتحدث اللغة الإنجليزية بشكل ركيك، وأضاف: "كانت العائلة تقليدية جدًا، وتجلس النساء مع النساء والرجال مع الرجال وبالتالي لم يتحدث إليها رجل من قبل، وكانت مالك ترتدي البرقع ولذلك لم يرها الرجال قط".
وأضاف أنه لا يعرف إلا القليل عن مالك وعائلتها والتي يعتقد بأنها تعيش في المملكة العربية السعودية، وأردف: "كانت شخصية متحفظة جدًا ومعزولة، وتعلمت الصيدلة لكنها لم تعمل في هذا المجال في الولايات المتحدة وعاشت كربة منزل مع عائلتها وابن زوجها فاروق".
وأوضح عملاء المباحث الفيدرالية الذين فحصوا منزل الزوجين أن المنزل كان ممتلئًا بالصور العائلية والمصاحف والكتب الإسلامية، ووجد في المنزل بطاقة هوية خاصة بجامعة ولاية كاليفورنيا تنتمي إلى فاروق، وأضاف المحامى أن والدة فاروق تعيش في الطابق العلوي في منزل الزوجين ولم تكن تعلم بالهجوم المخطط له الأربعاء.
ولفت مصلى آخر يدعى ناصر شحاتة إلى أنه تحدث مع فاروق بانتظام ووصفه بكونه هادئًا وخجولًا، وتابع: "كان يعمل في المنطقة ويعيش في ريفرسايد، وكان هادئًا جدًا وكان يصلى ثم يغادر، وانتقل إلى السعودية منذ عامين وتزوج، لكنه لم يصبح متطرف هناك، وكان سعيدًا عندما أنجب طفله منذ ستة أشهر، وكان يتطلع إلى أن يعيش معه لكن شيًا ما تغير في الأشهر الستة الأخيرة".
وصرّح أحد أصدقاء فاروق نظام علي، بأن فارون لم يتحدث عن زوجته أو طفله ولم يعلن عن ولادة الطفل، وقال: "فاروق كان يأتي لصلاة الظهر يوميًا أثناء استراحة الغداء من العمل، وكان شخصًا جيدًا وكل من يعرفه يتحدث عنه بشكل جيد حتى هذا اليوم، إنه أمر صعب علينا".
وكان علي واحدًا من 300 شخص حضروا زفاف فاروق ومالك في أغسطس / آب 2014 في المسجد، وبيّن علي أن فاروق لم يكن يحضر زوجته أبدًا للصلاة، وأنه كان يرها وهي مغطاة بالكامل بالنقاب.
وأضاف: "لا يمكنني حتى أن أرى لون عينها أو ما إن كانت بدينة أو مناسبة، لأني لم أرها مطلقا ولم يتحدث عنها فاروق أبدًا ولم يصفها".
وكشف المسؤولون فى هذه المرحلة من التحقيقات أن الزوجين استلهما هجومهما من داعش أكثر من كونهما أمرا بتنفيذ الهجمات بشكل صريح، ويعتقد بعض المحققين بأن فاروق وزوجته أصبحا متطرفين بأنفسهما ولكن من الممكن أن يكون شخص ما حفزهما.
وفي تموز / يوليو 2010 تم التعاقد مع فاروق كموظف رسمي واستمر في عمله حتى كانون الأول / ديسمبر، وذلك حسبما أفاد تاريخه المهني المقدم من مقاطعة سان بيرناردينو، وفي كانون الثاني / يناير 2012 تم توظيفه كمتدرب متخصص في الصحة البيئية قبل أن يتم ترقيته بعدها بعامين.
وأفاد المحامى تشيسلي خلال مؤتمر صحافي الجمعة، بأن زملاء العمل كانوا يسخرون من لحية فاروق، وأصبح منعزلًا مع بعض الأصدقاء.
وأوضحت سيرا خان وهي الشقيقة الكبرى لفاروق، أنها عندما رأت الأخبار التي تتهم شقيقها وزوجته اعتقدت بأنهم ربما يقصدون الشخص الخطأ.
وأردفت خان: "شعرت بالصدمة ولم أصدق أن أخي المنطوي يفعل أشياء من هذا القبيل، لم يكن لدي أدنى فكرة أنهما متورطين في شيء مثل هذا، شقيقي الذي نشأت معه كان هادئًا وخجولًا، لكن هذا الشخص الذي أطلق النار في إحدى الحفلات على زملاءه في العمل بعيد كل البعد عن شقيقي الذي أعرفه".
وبيّنت خان أنها لا تعرف الكثير عن زوجة فاروق أو ماضيها وقالت: "كانت زوجته هنا منذ عامين، ولم نعرفها جيدًا"، مشيرة إلى أنها لم تر شيئًا يوحى بأنها متطرفة، وأوضحت أنها أصيبت بالحيرة من اتهام شقيقها وزوجته بفعل أشياء من هذا القبيل.
وأضاف زوجها فرحان خان أنه يجد صعوبة في مسامحة شقيق زوجته على المجزرة التي تسبب فيها، موضحًا أنه بدأ في الإجراءات القانونية لتبنى ابنة فاروق وهي الآن لدى خدمات حماية الطفل.
وأمضى المحاميان أربع ساعات من التحقيق والاستجواب مع أسرة فاروق من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي، ولم يتم العثور على أي شيء يشير إلى معرفة العائلة بالهجوم.
وأكد تشيسلي أن الأمر لا يرتبط بالدين أو النشاط المتطرف، مشيرًا إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي أبقى والدة فاروق في الحجز لحين استجواب بقية أبنائها، وأوضح أنه ليس من العدل إلقاء اللوم على المسلمين المتطرفين في الهجمات في حين لم يلقى باللوم على المتطرفين المسيحيين في الهجوم على منشآت لتنظيم الأسرة وعيادات الإجهاض.
وأفاد المحاميان أبو رشيد وتشيسلي بأنما شاهدا أدلة مكتب التحقيقات الفيدرالي لكنهما لم يقتنعا بأن الزوجين على صلة بالجماعات المتطرفة الأجنبية، واتهما المحققين والصحافيين والجمهور بالقفز إلى افتراضات لأن الزوجين مسلمين.
وذكر تشيسلي: "عندما يقوم مسيحي بإطلاق النار على منشآت لتنظيم الأسرة أو عندما يقذف متطرف كاثوليكي عيادة للإجهاض نجد أن كل العناوين لا تقول المتطرف الراديكالي المسيحي، ولكن الآن كل العناوين تقول متطرف مسلم، هناك اتجاه إلى إلصاق تهمة التطرف بالعقيدة الإسلامية، وأعتقد بأنه لا ينبغي أن نقفز إلى هذه الاستنتاجات ويجب علينا حماية المجتمع المسلم".
وعلق أبو رشيد: "أعتقد أن كل التحقيقات الفيدرالية التي تنطوي على مسلم تتضمن اتهاما بالتطرف"، وأضاف تشيسلي: "إن الدافع وراء ارتكاب الحادث ما زال خفيًا، وأعتقد أننا جميعًا نريد العدالة ونريد أن نعرف أي شخص على صلة بالهجوم، ونحن بحاجة إلى احترام كل الديانات، ونحن كأميركيين نريد حماية بعضنا البعض والعيش في مجتمع آمن، وباعتباري أملك مسدسًا ربما أمتلك ما لا يقل عن أربعة أو خمسة آلاف طلقة رصاص في منزلي".
وكشف المسؤولون الأحد، أن فاروق وزوجته غيرا بنادقهما بطريقة غير مشروعة بحيث يمكنهما قتل عدد كبير من الناس بطريقة أسهل.
وأكد ميريديث ديفيس من مكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات، أنه في حين تم شراء الأسلحة بطريقة قانونية إلا أنه تم تعديلها فيما بعد بشكل غير قانوني، وتم تعديل أحد الأسلحة للسماح لها بإطلاق النار بشكل تلقائي، كما تم إزالة زر الرصاص للسماح بإعادة الامتلاء بشكل أسرع.
ويحظر قانون ولاية كاليفورنيا بيع أسلحة تزيد محتوياتها عن 10 طلقات، إلا أنه من غير المعروف عدد الرصاصات في الأسلحة المستخدمة في تنفيذ هجوم هذا الأسبوع، ويحظر بيع الأسلحة الأوتوماتيكية، وكان فاروق وزوجته يحملان أربعة أسلحة منهما مسدسان وبنادق شبه أوتوماتيكية، وكان بحوزتهما 12 قنبلة أنبوبية وحوالي 4500 طلقة ذخيرة.
وأصر الرئيس أوباما على أن الولايات المتحدة لن يتم إرهابها، مجددًا دعوته إلى اتخاذ تدابير أكثر صرامة لمراقبة الأسلحة النارية.