القاهرة - العرب اليوم
مَن منا لا يهوى السعادة، ولا يسعى خلف كل شعاع أملٍ، يجلب الفرح، ورحابة الصدر، ما يجعل من الصعب سهلاً، ومن عقبات الحياة مجرد محطات عابرة؟! ومَن منا قادر على تحمُّل تناقضات تثير الحيرة، وتكدِّر حياتنا؟! لكن في المقابل: هل يحق لنا ممارسة سلطتنا كأهل بحسب أمزجتنا دون اكتراث بما يخلِّفه ذلك من أثرٍ على نفسية أبنائنا، ونتيجةٍ قد تدق ناقوس الخطر، وتسدل الستار على حياة سعيدة لأسرة كانت تعيش في يوم من الأيام بسلام؟
ولمناقشة ذلك، التقينا بالاختصاصية النفسية وعد حامد، التي قالت لنا: إن الشخصية المزاجية تتصف بتذبذب المشاعر، والتقلُّب سلوكياً بسبب خلل في وضعها العاطفي، فتجدها حيناً تُظهر ارتياحاً، ومرات تنفر دون أي سبب، فيصعب كشف وتحديد مشاعرها نحو موقف معين، ما يؤثر على محيطها.
أسباب اجتماعية تكوِّن الشخصية المزاجية
وأضافت أن أعباء الحياة وما يصاحبها من توتر, وقلق, وحزن شديد, وقسوة تخل بتوازن بعض الأشخاص، وتصيبهم بالأرق، ما يؤثر على مزاجهم، وقد تتفاقم الحالة لتصل إلى الاكتئاب, كما أن هناك أشخاصاً تعرضوا في طفولتهم إلى نفس الأسلوب من التعامل المضطرب، لذا تجدهم مشوشين، فاقدي الثقة، وخائفين، وغير قادرين على السيطرة على أفعالهم.
وقالت حامد: نستطيع إدراج هذه الحالة تحت خانة المرض النفسي حين تصل إلى حد تكرار المزاجية كنمط يومي، يعيق مسار حياة الشخص الاجتماعية دون أسباب مقنعة، أو عارض طارئ يعكر حياته, حينها لابد من أن يُكشف عليه من قِبل مختص لمعرفة طبيعة شخصيته: هل هو مكتئب، أم إن حالته تُصنَّف بأنها حالة مرضية, وهل هناك أسباب وراثية، أو أمراض عصبية تتحكَّم في اضطرابه وجدانياً؟