القاهرة ـ العرب اليوم
أوصت دراسة اجتماعية، بضرورة مراجعة وتقييم التدخلات والخدمات المقدمة من المؤسسات لحالات العنف الأسري، والتعرف على مدى فاعليتها؛ نظرًا لارتفاع نسبة تكرار ممارسة العنف الأسري المُتعَامل معها التي تبين أنه أصبح نتاج ثقافة أسرية تنتهج العنف باعتباره وسيلة للعلاقات الأسرية، وبصورة تعكس ضعف مهارات التواصل والحوار بين أفراد الأسرة.
ويلاحظ من خلال استعراض أسباب العنف الأسري -حسب الدراسة- وجود توافق لدى المسيئين والمُساء إليهم -على حد سواء- على أن من أهم أسباب العنف الأسري هو الخلافات العائلية والسمات الشخصية لأفراد الأسرة.
ودعت الدراسة -الصادرة حديثاً عن المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالأردن- إلى نشر برامج الإرشاد الأسري على المستوى الوطني، بصورة تساعد على محاربة ثقافة العنف لدى الأسر الأردنية، وتمكينها من تعزيز أطر التواصل والحوار فيما بينها.
وكشفت نتائج الدراسة فيما يتعلق بخصائص المُساء إليهم أن غالبيتهم من الإناث، وبنسبة 75.9%، وأن 30.2% من المُساء إليهم ممن هم من الأطفال أقل من 18 سنة، في حين أن 69.8% هم من البالغين (18 سنة فأكثر).
العاطلين هم الأكثر عنفاً
وبينت نتائج الدراسة أن نحو ثلاثة أرباع المُساء إليهم (74.3%) هم من ذوي المستوى التعليمي المنخفض (ثانوي فما دون)، وأن غالبية المُساء إليهم (64.2%) من العاطلين من العمل، وأن 49.5% من المُساء إليهم من المتزوجين.
وذكرت الدراسة أن أعلى نسبة ممارسة للعنف الأسري 27.8% تقع على أفراد الفئة العمرية 16 إلى 25 سنة، وأن تكرر ممارسة العنف أكثر من مرة على 46.9% من المُساء إليهم.
ورأت الدراسة اجتماعية أن أبرز أسباب العنف الاسري، تتمثل في تعاطي المسيء للمخدرات والمشروبات الروحية "الخمور"، إضافة إلى لعب القمار من جانب المسيئين لأسرهم.
وأضافت الدراسة أن من الاسباب المباشرة لحالات الإساءة داخل الأسرة: تدخل أهل الزوج والزوجة في شؤون الأسرة، والعوامل المادية والصعوبات المالية التي تواجه الأسرة. وخلصت الدراسة إلى أن أسباب العنف من وجهة نظر الأفراد المُساء إليهم، تمثلت بالسمات الشخصية للمسيئين، وهي العصبية الزائدة، والجهل وعدم المعرفة، والمرض النفسي أو العقلي، والبخل، والمرور في مرحلة مراهقة، والغيرة، والاتكالية، والأنانية، وعدم تحمل المسؤولية.
التقصير في الحقوق الشرعية
ومن الأسباب -وفق الدراسة- الخلافات بين الزوجين وبين أفراد الأسرة، وهي خلاف على مكان الإقامة، والشك في سلوكيات الزوج، وعلاقات غير شرعية لأحد الزوجين، والتقصير في الحقوق الشرعية، وانفصال الزوجين والطلاق، وغياب أحد الأبوين، وعدم الاحترام بين أفراد الأسرة والزوجين، وعدم التفاهم بين أفراد الأسرة والزوجين.
أما أسباب العنف من وجهة نظر مرتكبي العنف، فتمثلت بـ"الفرق في العمر بين الزوجين، وعدم احترام أفراد الأسرة لبعضهم بعضا، والرغبة في الزواج بأخرى، وتعدد الزوجات، وغياب أحد الوالدين، ووجود علاقات غير مشروعة لأحد الزوجين، والاختلاف على تربية الأبناء، والمعاملة السيئة بين أفراد الأسرة، والخلاف حول الحقوق الشرعية ومشكلات الإرث، وإنجاب الزوجة للإناث".
مرض نفسي
وفيما يتعلق بالسمات الشخصية للمساء إليهم، تمثلت: في الغيرة، والمرض، والمرض النفسي، والعصبية والصراخ، والخوف الزائد على الأولاد، وعدم تحمل المسؤولية، والعوامل والصعوبات المادية، وتدخل أهل الزوج والزوجة في الشؤون الأسرية، اضافة الى الإدمان على المخدرات والكحول.