بيروت ـ العرب اليوم
يستطيع الطفل السمع منذ الولادة. وفيما بعد سيستخدم أذنيه في تلقي كميات هائلة من المعلومات عن العالم من حوله، والتي بدورها ستحفز تطوره العقلي، ويكتمل نمو قدرات طفلك السمعية مع نهاية شهره الأول، إلا أن فهم وتقدير كل ما يسمعه قد يستغرق وقتاً أطول قليلاً.
يوضح خبراء أنه من البداية، سينتبه طفلك بإمعان للأصوات، خاصة ذات النبرة العالية، وسيتجاوب مع الأصوات المألوفة (مثل طريقة كلامك، أو قصة تقرأ له باستمرار)، كما أنه قد يخاف لو سمع الأصوات العالية أو المباغتة.
وعند بلوغه الشهر الثالث، يصبح الفصّ الصدغي وهو الفص الدماغي المسؤول عن السمع وتعلم اللغة وحاسة الشم، أكثر نشاطاً واستقبالاً للمعلومات. لذا، عندما يسمع طفلك صوتك، قد يوجه بصره إليك مباشرة ويبدأ بالمناغاة أو محاولة الرد عليك. لكن قد يكون الكلام والسمع عملاً شاقاً بالنسبة له. في هذا العمر، إذا وجدت طفلك ينظر في اتجاه آخر أو يفقد تركيزه أثناء حديثك إليه أو أثناء قراءتك له أحد الكتب، فلا تقلقي على قدرته السمعية، ربما تعرّض لزخم من التنبيه لا أكثر.
وفي عمر الخمسة أشهر، سيدرك طفلك مصدر الصوت ويلتفت سريعاً صوب الأصوات الجديدة. كما يميز الأطفال في هذا السنّ أسماءهم. لاحظي كيف ينظر إليك طفلك عندما تناديه باسمه أو عندما تتحدثي عنه مع الآخرين.
ويتحدد دورك في الكثير لمساعدة طفلك على التعود على الأصوات الجديدة وتعلمها:
1- جربي أن تغني أغاني الأطفال أو دعيه يستمع إلى الموسيقى . إن قابلية الصغار لتلقي المعلومات مفتوحة، لذا لا يجب أن تحدّي المسألة بأغاني الأطفال فقط. ربما يستمتع طفلك بالاستماع إلى صوت الرياح أو دقات الساعة، فكلما تنوعت الأصوات المسموعة، كلما زاد تأثيرها الإيجابي عليه. من المؤكد أنك ستجدين لدى طفلك ردة فعل إيجابية تُؤثِر خياراً معيناً على غيره عندما تتطور قدرته على التفضيل بين الأشياء.
2- تأتي القراءة للطفل، مهما كان صغيراً، بمردود إيجابي. فهي تساعد الطفل على تعلم إيقاع اللغة. إن تغيير نبرة صوتك واستعمال لكنات مختلفة والغناء له، يزيد من حيوية العلاقة السمعية بينك وبينه. بالإضافة إلى ذلك، كلما تحدثت إليه وقرأت له، كلما تعلّم كلمات أكثر تؤهله للكلام .
عندما يبدأ صغيرك في إطلاق أصوات وكلمات غير مفهومة، معناه أن الجزء الأيسر من دماغه قد بدأ نشاطه، وعندما يستمع إلى أغنية الأطفال المفضّلة لديه أو ينبهر بما يدخل في الوعاء البلاستيكي، معناه أن الجزء الأيمن من دماغه هو الذي يقود حينذاك.
فيتحكّم الفصّ الأمامي من دماغ طفلك والموجود خلف الجبهة في التفكير والسلوكيات الإرادية، مثل المشي، والكلام، وحلّ المشاكل، وبعض أشكال المشاعر والانفعالات.وينطلق النمو الفعلي لهذه المنطقة من الدماغ ما بين الشهر السادس والثاني عشر من العمر، عندما يصبح طفلك أكثر حركة وقدرة على التعبير الكلامي.
ويؤكد خبراء ن الأنشطة المتعلقة بالكلام والنطق ترتبط بالجانب الأيسر، بينما ترتبط الموسيقى وبعض الأنماط الفضائية (الفراغ والحيّز) والذاكرة البصرية بالجانب الأيمن.
وتفترض بعض الأبحاث أن البنات يطوّرن الجانب الأيسر أولاً، فيما يطوّر الصبيان الجانب الأيمن أولاً. مع بلوغ السنة الثامنة من العمر، يحدث التوازن: يلحق الصبيان البنات في القدرات اللغوية، وتلحق الفتيات الصبيان في القدرات الفضائية (الفراغ والحيّز والمكان).