القاهرة - العرب اليوم
أعزائي القراء مسألة اليوم هي من المشاكل المضحكة جدا. لكنها وقعت ومع البعض منا، وهي أن بعض الزوجات تعرف أحداث زوجها اليومية من خلال الأحلام. ولا تتعجبوا من ذلك لأنها قصص حقيقية، وحدثت مع الكثير منا على تفاوت في درجات وأعداد الأحلام. أتذكر زوجا تزوج بعد طلاقه للأولى وظل 11 سنة يعامل طليقته بأحسن المعاملة، وبعض الحيان يرسل إليها بالهدايا مع أولاده منها فيفاجيء بأن زوجته الحالية ترى بالمنام أنه يهدي طليقته شيئا ما. ويكون هذا الشيء هو نفسه ما قدمه في الحقيقة. وتكرر الأمر كثيرا وذكر زوج أخر بأنه لاطف خادمته بالكلام فقط وتغزل في شعر الخادمة، ففي اليوم الثاني قالت له زوجته رأيت امرأة فلبينية بالمنام تكشف لك شعرها بدلال ودلع. وسألته: هل ستتزوج علي واحدة فلبينية ؟ وهكذا تكررت تلك القصص الواقعية. مما جعلني أكتب عنها بعدما حضر إلينا الزوج “سعيد” يشتكي من نفس الموضوع. وهو أن زوجته لا تتركه يتنفس إلا وترى كل تحركاته، خاصة أخطائه بالمنام فتشوقت لسماع حكايته وإليكم كلامه: يقول الزوج سعيد: تزوجت زوجتي سلمى من 7 سنوات، وأنا أعيش معها كالمهدد والخائف. صحيح أنني أحبها وهي امرأة صالحة لا تعرف اللف ولا الدوران. لكني أنا في النهاية بشر أصيب وأخطيء. وتصور رجعت أمس حاملا بعض الحلويات وقلت لها :أنني اشتريتها من المحل الفلاني. فقالت لي فجأة : كذاب يا سعيد. أنا شفت واحدة شكلها كذا وكذا، ووصفت زميلتي بالعمل التي لا تعرف زوجتي حتى اسمها ولا شكلها ولا تعرف أنها معي أصلا بالعمل. وصفتها حتى بلون البلوزة التي كانت تلبسها زميلتي، فارتعدت وتفاجأت واضططرت أن اعترف وأقول لها إنها أحضرتها لي لأني ساعدتها في بعض التقارير وليس بيني وبينها أي شيئ ولكني لم أخبرك خوفا من غيرتك. موقف أخر : كذبت عليها يوما بأنني قلت لها عندي سفر لأمارة دبي وسوف أبقى هناك 3 أيام. فقالت لي بالتليفون : أنت تكذب عليه شوفتك بالمنام وكأنك حصلت على تأشيرة ومسافر أمريكا وأنك مسافر وبالمطار فاتتك الطيارة. وتخيل يا سيدي بعد ما كذبتها فوجئت بي ثاني يوم راجع استسمحها وأخبرتها بالحقيقة، وأنه فعلا الطيارة فاتتني وقلت لها إنني إذا قلت لك من البداية ستعترضي على سفري وهذا سفر تابع لعملي وترقياتي. وظللت أتحايل عليها إنها تدعي لي أن ألحق طيارة غدا ولا يقع مكروه لأني خلاص تعبت من أحلامها، ولو أني لاأعرف زوجتي لقلت أن عليها جن يخبرها بما يحدث معي لكن حاشا لله فهي امرأة صالحة. لكنها كشفاني ومش عارف أتنفس من خوفي من أحلامها … فضحكت بصوت عال معه وأنا أسمعه وكان جوابي عليه بأن قلت له : احمد الله يا سعيد بأن الله عز وجل قيد لك أحلام زوجتك لتكون لك تحذير من الوقوع في الخطأ. فالله عز وجل قد ينبه العبد بمرض أو حادثة أو مشكلة تقع له فيعود لصوابه. أما انت فجعل الله لك تذكرتك في رؤى ولا أقول أحلام بل رؤى زوجتك. فمفروض أنك تتفرح ولا تتضايق فالرؤيا الصادقة يراها المؤمن أو ترى له وتكون بشرى أو تحذير. ثانيا : أليس من الممكن لو لم تكن زوجتك هذه في حياتك بمناماتها لكنت وقعت في ذنوب كثيرة وأخطاء أكبر؟ لكن خوفك من أحلامها ذكرك بخوفك من خالقها الذي يسمع ويرى ولا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها . ثالثا: ما يقع من زوجتك هو شفافية ربانية لتحميك وتحمى بيتها من الدمار. لأنها من الملتزمات على حسب شهادتك لها. ولابد أن تتقبل أنت ذلك برضى لا بضيق لأن المثل يقول (امش عدل يحتار عدوك فيك) فلو استقمت لن ترى زوجتك إلا الاستقامة وإن اعوججت فانتظر جزاءك).