ثقة طفلك بنفسه ستذهلك

عندما تتركين طفلك يواجه بعض الصعوبات بمفرده قد يخطئ في طريقة تعامله لحلها، لكنه إذا أخطأ فسيتعلم بالتأكيد من أخطائه في المرات المقبلة. وفي المقابل، إذا تمكن من تخطي العقبات وتجاوزها بمفرده فستزيد ثقته بنفسه بشكل مذهل.

ويواجه الطفل مجموعة من الضغوطات والصعوبات التي يفرضها عليها محيطه في مختلف مراحل تكوين شخصيته، منذ طفولته، مروراً بمرحلة مراهقته وخلال شبابه. وغالبا ما تترك هذه الضغوطات آثارا سلبية تنقص من ثقة الطفل بنفسه.

سنقدم لك خلال هذا المقال مجموعة من النصائح والإرشادات التي تساعد طفلك على مواجهة هذه الحالات والصعوبات، مما سيجعل ذكاءه العاطفي ينمو بشكل متوازن.
تأكدي أنك تلعبين دوراً هاماً في تكوين شخصية طفلك:

نعم، تتمثل الخطوة الأولى في اقتناعك بأن تصرفك وطريقة تعاملك مع طفلك تؤثر بشكل مباشر على ثقته بنفسه. فقد يكون تدخلك الشديد في بعض أموره الخاصة سبباً في انقاص قوة شخصيته وارتباطه دوماً بالآخر، حيث يصير عاجزاً تماماً عن أخذ أي قرار بمفرده مهما كان صغيراً.

إن لاحظت أن طفلك لا يقدر شخصيته بشكل جيد، حاولي أن تجعليه يفهم أن هذا الأمر لا يليق به، وحاولي أن تساعديه على أن يحدد بمفرده الأسباب والدواعي التي تجعله في هذه الوضعية، حتى يتمكن من التغلب عليها.
ماذا يخفي نقص الثقة بالنفس؟

لماذا لا يثق الطفل بنفسه؟ ربما تبادر هذا السؤال إلى ذهنك عندما وقعت عينك على أول حرف من هذا المقال. نقص الثقة بالنفس يخفي شعور الطفل بالعجز عن تمثل الشخصية التي يحلم أن يكونها.

وهنا يجب التفريق بين أمرين المتعلقين بتقة الطفل بنفسه:
فهناك بعض الأمور التي يمكن العمل على تحسينها كالشخصية وبعض القدرات العقلية والجسمانية.

وهناك بعض الأمور التي لا يمكن تغييرها مثل الشكل واللون والمظهر الخارجي بشكل عام.

إذا كان طفلك يشعر بالنقص من الأمور التي يمكن تحسينها، فشجعيه على العمل والمثابرة على تحقيق ما يصبو إليه، وساعديه في وضع التحديات المعقولة التي يسعى إلى تحقيقها. وفي المقابل، إذا كان غير راض عن الأمور التي لا مناص منها، فاشرحي له أنه يجب عليه تقبل هذه الأمور والتعايش معها.
تأثير الأصدقاء على ثقة الطفل بنفسه:

يؤثر الأصدقاء على شخصية طفلك، فهو غالباً ما ينبهر بقدرات البعض منهم ويشعر نوعا ما بالعجز من اللحاق ببعض مهاراتهم، وهو ما قد يجعل ثقته بنفسه تهتز. ويقوم الطفل غالباً بمقارنة قدراته ومهارته بمهارات أقرانه وأصدقائه، ما قد يجعله يغفل عن الصفات الإيجابية التي يتحلى بها والتي يجدر به العمل على إنمائها، ويحصر تفكيره في الأشياء التي يتفوق فيها أصدقاؤه عليه، وهو ما يجعل ثقته بنفسه مهتزة.

لتعيني طفلك على تجاوز هذا الأمر، ننصحك بهذه اللعبة:
لعبة لرفع الثقة بنفس طفلك :

اجمعي أصدقاء طفلك في حلقة وليتحدث كل واحد منهم عن الأشياء التي لا تعجبه في نفسه والتي يتمنى أن يغيرها. ثم يقوم كل واحد منهم بالحديث عن الأمور التي تعجبه في أصدقائه.

من شأن هذه اللعبة أن تطلع الطفل على أن كل واحد له صفات لا تعجبه ويتمنى أن يغيرها، كما أنها قد تفتح عينيه على بعض الصفات الإيجابية التي يتحلى بها والتي يقدرها أصحابه، مما سيجعله يعمل على تنميتها.
التعلم والاكتشاف والتطور:

يحتاج ذكاء طفلك العاطفي إلى تعلم مستمر من أجل التطور وتحقيق ثقة عالية بالنفس. وهكذا، علمي طفلك أن الحياة مدرسة كبيرة، عليه أن يتعلم منها من النجاحات ومن الإخفاقات، وشجعيه على اعتماده على نفسه عبر منحه بعض الاستقلالية، واحرصي على أن يتخذ قدوة حسنة من الشخصيات الناجحة، يعمل على الاستفادة من تفوقها وخبرتها عبر المطالعة في سيرتها.

واعلمي أن المفتاح الأساس هو منح الطفل بعض الاستقلالية وعدم التدخل دوما في شؤونه بصفة تجعل شخصيته غير حاضرة بتاتاً، فهذا الأمر يربي فيه الارتباط بالغير وعدم الجرأة والقدرة على مواجهة أبسط الحالات التي تتطلب اتخاذ قرار أو موقف معين.
استقلالية أكثر واعتماد على النفس:

جربي أن تمنحي طفلك استقلالية أكثر، ودعيه يعتمد على نفسه ويتخذ قراراته بمفرده وستلاحظين تطوراً مهماً في حياته.. ستكتشفين أنه سيعود إليك ويطلب نصيحتك كلما واجه صعوبة ما.

إن الإحساس بالخوف من الإقدام واتخاذ القرار ناتج بالأساس من الخوف الذي يبثه الآباء في نفسية الطفل عبر التدخل في جميع شؤونه صغيرة كانت أم مصيرية، مما يجعله غير قادر أبداً على تحمل المسؤولية واتخاذ القرار، لأنه يواجه حاجز الخوف الذي زرعه الآباء في داخله عبر تصرفاتهم وهو ما يكبح جميع محاولاته في الإقدام ومواجهة المخاطر.

عندما يشعر الطفل باستقلاليته، فإن إقدامه على اقتحام الأمور ومواجهة الحالات التي تواجهه سيزيد، فإن تمكن من النجاح فسيزيد هذا الإنجاز من ثقته بنفسه، أما إذا لم يوفق، فسيتفيد من خطئه، وسيتعلم تحمل المسؤوليات وعدم إلقاء اللوم دائما على الآخرين.
زهور الدكتور باخ Bach وزيادة الثقة في النفس: 

وهناك بعض العلاجات المهمة التي يوفرها الطب البديل، والتي أثبتت نجاعتها لعلاج حالات النقص من الثقة بالنفس. ومن بين هذه العلاجات : زهور الدكتور باخ، والتي تمثل دواء مثالياً لزيادة الثقة بالنفس عند الطفل والشاب.

ولا تؤدي هذه الزهور إلى الإدمان عليها فيما بعد، كما أنها لا تظهر أية أعراض جانبية أو آثار سلبية عند استخدامها. وهناك العديد من أنواع هذه الزهور حيث أن لكل نوع خاصية تساهم في التقليص من جانب معين من جوانب اهتزاز الثقة بالنفس، فعلى سبيل المثال، ينصح باستخدام زهرة شيكوري لعلاج الأشخاص الذين يرتبط عندهم نقص الثقة بالنفس بشعورهم بأنهم غير محبوبين من طرف الغير.

وعلى العموم، فإن تربية الأطفال على الاعتماد على نفسهم ومواجهة تحديات حياتهم بمفردهم يساعدهم على زيادة ثقتهم بنفسهم، وتكوين شخصية قوية تظل ثابتة في وجه كل الصعوبات، إن أنت سقيتها بحنانك وبدعمك عبر منحهم استقلالية أكثر منذ نعومة أظافرهم.