لندن ـ ماريا طبراني
أصبحت تجربة أنحف امرأة في العالم والتي تزن25 كيلو غرامًا فقط بعد سنوات من اتباع نظام غذائي قاسٍ، أشبه بالقصة الحزينة والمأساوية. ولكن صاحبة هذا الوزن بدلا من أن تشعر بالحزن الشديد على نفسها، قالت فاليريا يفيتين إن "جسمها الهزيل ينبغي أن يكون دعوة لكل الفتيات للاستيقاظ من حلم الرشاقة والنحافة الزائدة". فقد وصلت فاليريا إلى وزن 25 كيلو غرامًا، وهو أقل من نصف وزنها الذي يجب أن تكون عليه. ويعتبر الأكثر إثارة من نحافتها القاتلة، هي الرسائل الإلكترونية التي تتلقاها من فتيات للحصول منها على معلومات ليصبحن نحيفات مثلها. وقالت فاليريا "39 عامًا" لـ صحيفة"ذي صن"إنها " تلقت رسائل عبر البريد الإلكتروني من فتيات صغيرات يريدن أن أعلمهن كيف يكن مثلي، لاسيما اللواتي يبلغن من العمر 20 عامًا". ونتيجة لذلك، أوضحت فاليريا أنها "اتخذت الخطوة الشجاعة للتحدث عن حالتها وشن حملة واسعة ضد مرض فقدان الشهية"، وأكدت أنها "ترفض تعليم الفتيات كيف يكون الانتحار". فقد اختارت فاليريا، التي تطور مرض اضطراب الأكل معها في سن المراهقة، التحدث عن كواليس تدمير هذا المرض لحياتها، إذ قالت إنها "تريد أن تحكي قصتها لمنع الفتيات من الوقوع ضحية للمصير نفسه"، وأوضحت أن "مرض فقدان الشهية جعلها "وحيدة" غير جذابة ومثيرة للاشمئزاز". وقالت إن "أساس المشكلة هي أن والدتها التي كانت تخشى عليها من مرض السمنة المفرطة خوفًا من أن تعاني منه مثل بقية أقاربها، وحتى عندما كانت طفلة صغيرة كانت والدتها تفرض قيودًا على نظامها الغذائي". إذ كانت والدة فاليريا تقوم بقياس وزنها بشكل منتظم حتى تتأكد من أنها لم تكتسب المزيد من الوزن. وعندما تمت فاليريا عامها الـ 16، انتقلت إلى شيكاغو مع والديها وكان وزنها 63 كيلوغرامًا. وبعدما فشلت في جذب الأنظارفي مدرستها الجديدة، اعتقدت أنه بفقدانها بعض الوزن، ستنجح وتجد الحب الحقيقي. ونتيجة لذلك، قامت بالامتناع عن السكريات والنشويات بشكل نهائي. وبعد أن تخلت عن هذه الأطعمة لفترة طويلة، رفضها جسدها تمامًا بعد ذلك، ولا يمكن معالجتها حتى لو أرادت.وعندها أصبحت فاليريا أكثر تصميمًا على إنقاص وزنها. وقالت فاليريا "كنا نلعب كرة القدم وخلال المباراة قال رجل" أعرف كيف يمكننا الفوز نحن في حاجة لوضع مؤخرة فاليريا الكبيرة في المرمى، وهنا تحطمت حياتي بأكملها". وأضافت"وعندما أتممت عامي الـ 23، فقد وزني بشكل كبير، حتى أن قياسي انخفض من مقاس 12 إلى 6". وعندما قررت فاليريا أن تصبح عارضة أزياء، أصبح الوضع أسوأ من ذلك، فقد قيل لها أنها "لا تزال بدينة للغاية لتحقيق النجاح في هذه المهنة". وواصلت فاليريا حميتها الغذائية على مدى السنوات الماضية حتى أضطرت للمتابعة عند أكثر من طبيب تغذية ولكنها اليوم، لا تستطيع الأكل حتى لو أرادت. ولقد تسبب هذا المرض في وحدة فاليريا، فقد أصبحت شخصية غير مرغوب فيها، لأنها غير قادرة على القيام بالأشياء العادية التي تقوم بها أي سيدة مثل الذهاب إلى المطاعم. وأضافت أنها "تعتقد أن مرضها لا يمكن علاجه ببساطة عن طريق الذهاب إلى الطبيب". ولكن المشكلة الأكبر الآن ، كما تقول "هي عدم وجود انسجام بين الجسد والروح". وأصبحت فاليريا اليوم تعامل مثلها مثل كوب من الزجاج، إذ أنها تواجه مخاطر شديدة إذا وقعت على الأرض. وتعتقد فاليريا أن "الحل يكمن في العودة إلى موسكو، إذ تشعر براحة أكبر مع نفسها وتحاول تحقيق حلمها في أن تصبح أمًا عن طريق بديل". ويعتقد الأطباء أن "رغبتها في الحصول على طفل يمكن أن تغير حياتها وشهيتها التي فقدتها منذ عشرات السنين".