القاهرة ـ العرب اليوم
العلكة العالقة بأفواه المتزوجين" يختي مستعجلة علي إيه"، "كله محصل بعضه"، "بلا حب بلا بتاع مش بيبانوا غير بعد الجواز"، و الجملة الأشهر "الجواز زي البطيخة"! والسؤال الذي
تبادر إلى ذهني، هل حقا لا يستحق الزواج التفكير قبل اتخاذ هذه الخطوة، هل البحث عن هدف حياة مستقرة، والطموح في الوصول إلى بيت مثالي، وزوج حنون، وزوجة عذبة، وأبناء
بارين بأهلهم، كل هذه أشياء لا تمت للواقع بصلة؟ وما استوقفني وجعل الإجابات تأتيني دون معاناة في التفكير، حب أراه منذ طفولتي، حب شديد بين رجل وامرأة كان مصيره الزواج،
وانجاب فتاتين وولد، حب يعتمد على الألفة، الرحمة، الصداقة، المودة، هو حب آراه دائما في عيون أبي و أمي. وهذا لا يعني أن كل زواج سبقه حب، هو فقط الزواج الناجح، إلا أن الأمر
يحتاج إلى التأني، والنظر إلى المستقبل، والإجابة على سؤال واحد فقط، "هل بعد مرور ثلاثين عاما من الزواج، ستحمد الله على هذا الاختيار، أم أنك غير متأكد من الإجابة؟!". و يخشى
البعض الزواج عن حب، لاجئين إلى زواج الصالونات، خوفا من الحب، وفشل العلاقة بعد هذا الأمر، فيحدث لهم أثرا نفسيا سيئا. وقامت بوابة أخبار اليوم بعمل جولة مع الشباب والفتيات،
بخصوص الزواج، لماذا الزواج عن حب، أو زواج الصالونات، وكانت الإجابات كالتالي: أجابت خلود 25 عاما، النوعان لهما مميزاتهما وعيوبهما، فمثلا الزواج عن الحب، يمكن معه
التغاضي عن الكثير من المشاكل، وحلها، أما في زواج الصالونات، فليس هناك من المشاعر التي تجعل الشخص يتحمل أي خطأ قد يحدث، وفي نفس الوقت زواج الصالونات لا يعطي
الفرصة الكافية لمعرفة الشخص، هذا في حالة قصر فترة الخطوبة، ومن رأيي الزواج عن حب أفضل، إذا تم فيه استخدام العقل مع القلب، ولكن ليس كل زواج عن حب هو زواج ناجح،
وفي الآخر "الجواز زي البطيخة". وقالت دينا 22 عاما، الطريقتان واحد، والمشاكل واحدة، لكن زواج الصالونات من رأيي هو الأفضل، حيث لا يحدث تنازلات، كما يحدث في الزواج
عن حب. و علق محمد 29 عاما، الزواج يأتي على غير ترتيباتنا له، فالطبيعي أن كلنا يحتاج إلى الزواج عن حب، ولكن مشاغل الحياة والأزمات الاقتصادية، قد تدفع الحبيبين إلى طريق"
أي جوازة والسلام"، ربما لإرضاء الأهل، أو للهروب مما حدث نتيجة هذا الحب، وأحياناً ضغوطات الحياة، ومشاغلها، تجعل الإنسان يلجأ إلى جواز الصالونات. وقال كريم 26 عاما،
الحب لأنه يساعد في إعطاء فرصة أكبر على التعرف قبل أي ارتباط رسمي، وخصوصا ان في زواج الصونات من الممكن أن يحدث اتفاق قبل الزواج، ويتحول بعد الزواج إلى عدم
توافق، وفي الحب البنت والولد في استطاعتهما التعبير عن كل ما بداخلهما دون حرج، أو خوف، أما في زواج الصالونات، فيظل دائما الخوف من رد الفعل موجود. و أوضح المستشار
النفسي والأسري "إبراهيم خطاب"، أن الزواج سواء عن حب أو صالونات، ففي النهاية كلاهما زواج، إلا أن الزواج عن حب يحدث فيه نوع أكبر من الاتفاق، ولكن لكل نوع مميزاته
وعيوبه. فتظهر مميزات زواج الصالونات في أن الطرفين بشكل عام يكونونان في الأغلب بينهما علاقات أسرية، ويكون بينهما نوعا ما من الثقة، والصراحة. أما العيوب تكون غالبا في
عدم معرفتهما ببعض جيدا، مما يحدث الكثير من الخلافات، وعيب آخر في منظور البعض أنهم ينظرون إلى زواج الصالونات بأنها عملية بيع وشراء، وتشعر الفتاة بأنها بضاعة تعرض
ليشاهدها المشتري ثم يبدي رأيه. و يشير إلى مميزات الزواج عن حب، بأن الطرفين يعرفان بعضهما جيدا، مما يحدث نوعا من التناغم، والتفاهم، وخصوصا وأنهما من قاما باختيار بعضهما
وليس باجبار من الآخرين، ويساعدهما هذا في تقبل عيوب بعضهما والتعامل معها بحب. و ذكر أن عيوب الزواج عن حب تتمثل في أن الطرفين يتوقعان قبل الزواج بأنهما سيعيشان على
نفس القدر من الحب، وأن الحب سيكون أعمق، وهذه حقيقة، إلا أن المشاكل التي تحدث بعد الزواح وبرغم من أنها أحيانا تكون أبسط بكثير من المشاكل التي واجهتهما قبل الزواج، إلا أنهم يرونها قلة حب، وقلة تفاهم، وأحيانا طرف يضحي أكثر من الآخر فيحدث صدام نفسي داخلي، يحدث مع مرور الوقت فجوة.