سنة أولى صيام

بداية الصيام لا يفرض كالصلاة في سن صغيرة بل يفرض عند البلوغ، لكن من الأفضل أن يبدأ طفلك في التعود على الصيام مبكرًا ليكون قادرًا على الصيام في سن العاشرة إلا إن كان يعاني من مشكلة صحية أو ضعف ما يجعلك تؤخرين ذلك. نذكر لكِ ذلك حتى لا تضغطي عليه بشدة ولا تتركيه نهائيًا فخير الأمور أوسطها.
يمكنك أن تبدأي في تعويد الصغار منذ سن الخامسة بأن يتسحر فور استيقاظه صباحًا ويتناول الفطور معكم أو يتسحر معكم قبل الفجر إن استطاع الاستيقاظ ويصوم إلى الظهر عدة أيام ثم إلى العصر عدة أيام أخرى وهكذا.
في هذا الصيف، يمكنه بعد أن يصبح قادرًا على صيام اليوم كله أن يصوم عن الطعام مع السماح بالماء
ماذا تتوقع الأم من طفلها الذي يصوم أول مرة؟
    في الحقيقة يختلف الأمر من طفل إلى آخر، فقد يكون الطفل شديد الحماس للصيام وتقليد الكبار، ويساعده في ذلك قوة عزيمة وصحة جيدة ويستطيع الصيام دون جهد ظاهر، وقد يكون الأمر صعبًا على الصغير ويلح في طلب الطعام أو الشراب.
    إن كان الطفل لا يزال في عمر الخامسة أو أكبر قليلاً فأرى أن تسمحي له ببعض الدلال، مع الاهتمام بتناوله أكل صحي ومفيد في اليوم التالي ليستطيع الصيام فترة جيدة.
    إن كنت تظنين أنه فقط مجرد دلال وأنه قد تناول ما يشبعه فيمكنك التحايل عليه كي ينسى طلب الطعام إلى الفترة المتفق عليها وهي الظهر أو العصر مثلًا.
    توقعي من طفلك أن يطلب الماء أو الطعام أو حتي يتوجه إليهما ناسيًا غير معتادًا على الصيام، لا تنهريه أو تعنفيه بشدة حتي لا يرتبط الأمر معه بالحدة والعنف.
    توقعي التذمر من صيامه بينما أخوته الصغار لازالوا يفطرون، وهنا عليكِ أن تفهميه المغزي من الصيام برفق بل وتكافئيه على قدرته واحتماله.
    إذا ظهرت على طفلك أيًا من علامات الإعياء أو التعب نتيجة الحر أو نقص المياه، اجعليه يفطر فورًا ولا تنتظري حتي يتفاقم الأمر.
    في النهاية لاتحاولي أن تنهري صغيرك أو تقللي من حماسه إذا لم يستطع الصيام طوال النهار، اجعلي الأمر محبب بالنسبة له وتقبلي تصرفاته بصدر رحب وكوني متوقعة وصبورة.