القاهرة ـ العرب اليوم
تواجه كل أم لحظات إحباط عندما تطعم ابنها. لا توجد من لم تواجه الرفض وسرعة الإنفعال والعصبية من قبل ابنها أو ابنتها أثناء الأكل. الطفل الأكبر من سنة من الطبيعي أن تتحول الأكلة المفضلة له في يوم وليلة إلي أسوأ شئ في الوجود. من الطبيعي لديه الإصرار علي أكلة معينة يوميا لتجدي أنه قد مر أسبوع ولم يأكل سوي الخبز مثلا أو المكرونة.
رفض الأكل ظاهرة طبيعية تمر بالطفل في مرحلة ما من عمره. تمر بها كل أم حتي وإن كان علي فترات متباعدة. من الصعب أن تحولي طفل متعب في الأكل وعصبي إلي طفل يأكل بسهولة ودون ضغط و"محايلة". ولكن يمكنك أن تعرفي سبب ملله وغضبه للحد منه.
اعرضي أفضل ما عندك: إذا كان ابنك شهيته ضعيفة ولقيمات تشبعه، لا تقدمي له البطاطس المحمرة وتحرميه من وجبة صحية مغذية مثل البازلاء باللحم أو السمك مثلا.
لا تعرضي الأكل إلا عندما يأتي الجوع: رغم أنه يبدو واضحاً إلا أن رفض الطعام غالباً بسبب أن طفلك ليس جائعًا أصلاً. لا تحاولي إطعام طفلك وفقاً لجدولك بل نظمي يومك وفقاً لشهية طفلك. هناك أطفال يقومون من السرير مستعدين لدس الملعقة في أفواههم وهناك من يحتاجون لبعض الوقت قبل إفطارهم (هذا الوقت يكون مثالي لتعويد طفلك علي تسريح شعره وتغيير البيجاما بلبس نهاري وترتيب السرير وربما حمام صباحي للإنتعاش)
اجعلي المناخ العام فاتح للشهية: الوجبة مهما كانت شهية ولذيذة قد لا يقبلها طفلك إذا كانت محاطة بجو من الإزعاج والأصوات العالية وضغطك المستمرعلي إطعامه بالعافية. حاولي أن تهيئي جوًا هادئًا مسترخيًا ولا تصري على إنهاء الوجبة إذا شعرت أنه اكتفى. لا تجبريه ولا تُرشيه ولا تحولي وقت الأكل لعدد لا نهائي من الألعاب والعروض المستمرة. وفري علي نفسك عددًا كبيرًا من المشاكل في الاكل والعادات السيئة في المستقبل.
امنحيه كل الوقت الذي يحتاجه: يأخذ الكثير من الأطفال وقتًا طويلًا في الأكل خصوصًا لو بدأوا إطعام أنفسهم. إن وجدت كل حبة أرز تؤكل علي حدة لا تتعجليه، بل مدي وقت الآكل في جدولك. لكن اذا تحول الاكل البطيء الي لعب بالطعام انهي الوجبة.
نوًعي: لا تجعلي عملية الأكل روتينية و متوقعة. أضيفي بعضًا من الإثارة علي المائدة. مرة طعام يؤكل باليد ومرة أكل بالملعقة. مرة أكل الإفطار وقت الإفطار ومرة أكل الإفطار وقت الغداء. نوعي في طريقة الطبخ مثلا مرة الخضروات بالصلصة ومرة سوتيه وهكذا.
اتركيه يختار طعامه: طالما أنت المتحكمة في الاختيارات المتاحة أمامه، اتركيه يختار وجبته حتي لو كانت أرزًا وخضروات علي الإفطار وسيريلاك علي الغداء .. شجعيه أن يأكل ما يأكله الآخرون و لكن لا تصري علي ذلك. إذا كنت عند أحد والاختيارات محدودة. علميه أن عليه الاختيار من المتاح أو لا أكل علي الإطلاق.
كوني ماكرة: لا تقدمي الأكل المغضوب عليه في شكله الأصلي، يمكنك دائما دسه وسط الأكل وليس فقط الأكل المغضوب عليه بل الأكل الجديد أيضا اذا كنت أول مرة تقدمي البازلاء قدميها وسط المكرونة الشهية التي يحبها طفلك.
غيري قائمة طعامك: معظم البيوت يأكلون 3 أنواع من الخضروات و4 أنواع من الفاكهة تكرر بشكل يومي في البيت مع أن هناك عشرات من الأنواع .. غيري كل فترة الأصناف التي تشترينها من السوق.
اجعلي الطبق مرحًا: أطلقي الفنانة التي بداخلك وقطعي الأكل علي شكل حلقات ودوائر ومثلثات وحروف. أنسب حجم ليد وفم ابنك هو حجم اللقمة قطعي التوست والسندويتشات مربعات صغيرة والجزر المطبوخ مكعبات صغيرة واشتري ورق الكاب كيك الصغير لعمل كيكات. جزء من المرح ان تتركي ابنك يشاركك في عمل أكله، الأطفال في سن ما قبل المدرسة يحبوا الاكتشاف وكل ما هو جديد.
افصلي الأصناف عن بعضها أو اخلطيها واغمسيها في الصلصة: بعض الأطفال يرفضوا الطعام إذا لمس الصنف صنفا آخر. حل هذه المشكلة سهل أما أطباق منفصلة وإما الطبق المقسم داخليا. وعلي العكس تماما هناك أطفال يحبوا الأكل مغموسا في صلصة مثل صلصة الطماطم أو الكاتشاب أو الزبادي.
لا تدققي في الإتيكيت: في هذه المرحلة عندما يتعلم الطفل إطعام نفسه تكون الفوضي والبقع هما السمة الأساسية لكل وجبة. اتركيه يتعلم ويأكل وآجلي دروس اللياقة لاحقا.
ابدأي بكميات صغيرة: لا تقدمي تلالًا من الطعام تغري طفلك باللعب بها أو سكبها علي الأرض أو حتي رفض أكلها. قدمي كميات صغيرة ثم زودي أولا بأول.
اقبلي " لا " كأجابة: اذا قدمتي اختيارات متعددة و برغم هذا ابدي ابنك شبعه لا تضغطي عليه من أجل "لقمة واحدة كمان".
كوني نموذجًا يحتذي به: إجعلي من عادات أكلك ومواعيدها صحية لتكوني مثلًا يحتذي به أمام ابنك ولكن إذا كنت من النوع الذي يبدأ بالقهوة وعلي الوجبات الجاهزة من المطاعم فلا تتوقعي أن يقبل ابنك البروكلي بسهولة.
الصبر مفتاح الفرج: كوني صبورة واعلمي أن ذوق ابنك وشهيته في الأكل سوف يتغيران كل فترة فلا داعي للقلق أو العصبية.