القاهرة - العرب اليوم
جميعُنا نطمح إلى جسدٍ مثاليٍّ رشيق، ونبذل الغالي والرخيص في سبيل إنقاص بضعة كيلوغرامات من وزننا بطرقٍ شتى، “دون الحاجة إلى ممارسة الرّياضة”، وتتنوّع الأسباب بين ضيق الوقت والانشغال بتفاصيل الحياة اليومية، أو لأنَّ الكثيرات لا يفضّلن ممارستها لما بها من مشقّة، لذلك تلجأ بعض الفتيات والسيّدات إلى اتباع حمياتٍ غريبة، ربما تعطي النتيجة المطلوبة لكنّ تأثيراتها الجانبية كارثيّة!.
فهناك فتياتٌ يلجأن لـ “حمية القطن” تشبُّهاً بعارضات الأزياء حول العالم، اللواتي يتبعن هذه الحمية دون التفكير بنتائجها السلبية، فالمهم بالنسبة لهن “الشكل الخارجي”، وقد انتشرت هذه الحمية على نطاقٍ عالميٍّ واسع، حتّى أنها غزت البلدان العربية، وعلى الرّغم من التّحذيرات الطبّية الشديدة بخصوصها، فهي لا تزال متَّبعة حتى الآن.
وتقوم الحمية على تناول كرات القطن بعد تغميسها بأحد أنواع عصائر الفواكه كالبرتقال أو الكريب فروت أو الليمون أو ربما بالجيلاتين وابتلاعها، مما يعطي شعوراً وهمياً بالشّبع لكن دون الحصول على أية فائدةٍ غذائية أو سعرة حراريّة، وهذا ما يؤدي لنقصان الوزن، حيث تقلّ كمية الطعام المتناولة بعدها خلال اليوم.
ولكن ماذا يحصل للقطن الذي تم تناوله؟
هناك احتمالاتٌ عدة، فمن الممكن أن يتحلّل القطن داخل الجسم، ولكن هناك احتمالٌ كبير أن يتسبّب بالاختناق مؤدّياً إلى الوفاة الفوريّة، كما يتسبّب عادةً بانسدادٍ في الأمعاء، خاصةً أنه غير قابل للهضم، فضلاً عن أنه مكوّن من أنسجة السيللوز، مع الكثير من المبيّضات والمواد الكيميائية التي تضر بالصّحة.
كما أنّ تناول قطع القطن يسبّب سوءاً في التغذية ويحول دون امتصاص الفيتامينات والمعادن داخل الجسم، مما يؤدي بدوره الى هشاشة العظام وتساقط الشعر وتقصف الأظافر وفقر الدم الحاد والدوار الشديد، فالإغماء ونوبات التّعب وتقلّب المزاج هي أمورٌ شائعة عند تجويع الجسم عمداً.
لذلك عزيزتي فوشيا تنصحكِ بالابتعاد نهائيّاً عن حمية القطن وغيرها من الحميات المشابهة، لانّ خطورتها تشكّل تهديداً حقيقيّاً لحياتكِ، ومهما كانت رغبتك بالحصول على جسدٍ رشيق عالية، إلا انّها لا ينبغي أن تتفوّق على رغبتك بجسدٍ صحّي، خاصّةً وأنّ هناك العديد من الأنظمة الغذائية المتوازنة التي يمكنك اتباعها، وتؤّدي بالنتيجة إلى جسدٍ رشيق وصحّي في آنٍ معاً.