نصائح للتعامل مع أطفالك الرضع أثناء الزيارات

حينما كانت ابنتي الكبري حديثة الولادة وحتي خلال السنة الأولي، كانت فكرة الخروج معها أو زيارة أحد الأقارب مشكلة تستدعي القلق، ولكنني مع الوقت اكتسبت بعض المهارات والأفكار للتعامل بسلاسة مع طفلتي خارج المنزل، فالأم تشعر دوماً أن التعامل مع الطفل الرضيع خارج نطاق البيت سيكون أصعب، وستفقد بعضاً من قدرتها في السيطرة علي حدوث أي مشكلة أو تفادي أي إحراج.

إليكِ بعض الأفكار والقواعد البسيطة التي ستسهل عليكِ التعامل مع البيبي الصغير خارج المنزل وفي الزيارات.
لا تغيري من طبيعتك الاجتماعية:

بغض النظر عن حقك في الاستمتاع بالفسحة وبزيارة أقاربك وصديقاتك، فإن طفلك الصغير كذلك يستفيد من هذا التواصل الاجتماعي حينما تزورين أحداً أو تصطحبينه في نزهة، فهو يري العالم معكِ ويقابل الأشخاص ويري وجوهاً مختلفة، وفي كل فرصة تتكلمين أنتِ معه وتخبرينه من هذا وما اسم هذا أو ذاك، فأنتِ تساهمين في تطوير حصيلته اللغوية واستيعابه وقدرته علي التواصل مع الآخرين، وكلها عوامل ستساعده علي أن يصبح طفلاً متوازن السلوك واجتماعي.

قواعد اصطحاب الرضيع خارج المنزل:

    ينصح الأطباء بأن تنتظري علي الأقل بضعة أسابيع بعد ولادة الطفل وقبل اصطحابة للخارج «باستثناء زيارات الطبيب بالطبع»، فحينما يكون صغيراً يكون شديد التأثر بالعوامل الخارجية كالضوضاء والحر والبرد، وكذلك لحمايته من التقاط أي عدوي محتملة.
    من الضروري أن يأخذ طفلك كل التطعيمات في وقتها تماماً بلا تأخير، فهذا سيحميه من الكثير من الأمراض المنتشرة بحسب كل موسم، وستكونين أكثر اطمئنانا عند اصطحابة للخارج.
    ابتعدي قدر الإمكان عن الأماكن شديدة الازدحام، أو الأماكن التي بها الكثير من الأصوات والضوضاء، خاصة إذا كان طفلك حساس وسريع التأثر بالأصوات العالية، كذلك قللي من خروج الطفل في الأجواء شديدة الحرارة أو شديدة البرودة، وإذا اضطررتي للخروج فألبسيه دوماً ملابس ملائمة للجو.
    لا تزوري أحداً مريضاً ولا تجعلي صديقتك تزورك بطفلتها حينما تكونين مريض، فالأطفال يلتقطون العدوي بسرعة
    احرصي دائما حينما تخرجين مع رضيعك أن لا يطول وقت الزيارة أو النزهة.
     لكي تتجنبي بكاء طفلك الرضيع، تأكدي دوما من ثلاثة أشياء: أن يكون الطفل شبعان غير جائع، وأن تكون الحفاضه جافه، وأن لا يشعر بالملل أو الحر أو البرد، لذلك فاعدي حقيبتك قبل الخروج وضعي فيها كل ما قد تحتاجين لضمان تلبية احتياجات طفلك، خذي معكِ ملابس إضافية وحفاضات كافية وطعام للطفل أو اللبن الصناعي في حال كان طفلك يرضع لبناً صناعياً، كذلك خذي معكِ «عضاضة» الطفل إذا كان في مرحلة التسنين، ولعبته المفضلة لكي يتسلي بها ولا يبكي، إذا كان الطفل يستعمل «السكاته أو التيتينه» «pacifier» فخذي معكِ اثنتان وعقميهما جيداً، بحيث تجدين بديلاً نظيفاً إذا ما سقطت الأولي علي الأرض أو اتسخت.
    من المهم أن تعرفي كم ساعة ستقضين خارج المنزل، فلو كنتِ ستمكثين لوقت أطول أو كنتِ في رحلة أو سفر، فخذي لطفلك عدة وجبات صغيرة كمكعبات من الخضروات والفاكهة المجمدة في قوالب الثلج أو بعض الفواكة أو الخضروات المهروسة «بيورية» التي أعددتها في المنزل، كذلك خذي معكِ بيبرونة معقمة لتضعي له فيها الحليب الصناعي وأخري للماء المغلي والمبرد تماماً، ولتحافظي علي تلك الوجبات خلال ساعات بقائك خارج المنزل ولكي لا تفسد الأطعمة.. أملئي بضعة أكياس صغيرة من تلك الأكياس المخصصة للسندوتشات بكمية قليلة من الماء، ثم ضعيها في الفريزر لتتجمد، وأحيطي بها عبوات الطعام المطبوخ لكي لا يفسد، خاصة في الأجواء الحارة.
     اوضحي لمن تزورين بأدب سياستك في السماح بحمل الطفل، فبعض الأمهات لا يفضلن أن يحمل أحداً أطفالهن وخصوصاً حديثي الولادة، اذكري هذه النقطة مسبقاً بأدب ووضحي السبب لكي لا يسبب ذلك غضباً من أحد، وإذا كنتِ لا تمانعين أن يحملوا طفلك، فتأكدي من أن تكون أيدي من يحمله نظيفة سواء بالغسل بالماء والصابون أو بمسحها بالقليل من معقم الأيدي «hand sanitizer»، ومن الأفضل أن تتركي رضيعك داخل عربة الأطفال «بوسيت» أو داخل «الكاريكوت» خلال فترة الزيارة، لإبعاده عن أيدي الأطفال المتسخة والعطسات والكحة وما شابه.
    حاولي أن لا تكون حقيبة الطفل ثقيلة إذا كنتِ تخرجين بمفردك، وتذكري أنكِ تحملين طفلك وحقيبة الطفل وعربته وحقيبتك الشخصية، قد تتحملين ذلك.. لكن هذا سيسبب لكِ ألم الظهر حينما تعودين للمنزل أخر اليوم!


دور الأب:

كالعادة دور الأب مهم في أن يصاحبك إلي تلك الزيارات لكي يكون بجانبك ويساعدك إذا ما احتاج الطفل لمن يحمله وأنتِ تتحدثين مع قريبتك أو منشغلة في أمراً ما، وكذلك لكي يحمل كل تلك الحقائب والأحمال الثقيلة التي تصطحبها الأم حينما تخرج بطفلها خارج المنزل! أشعريه دوما بأهمية تواجده معكِ وكم أنكِ تشعرين بالثقة وبالقدرة علي التعامل بشكل أفضل مع العوائق والمشاكل حينما يكون متواجداً، فهو أيضاً مسئول عن هذا الطفل ولست أنتِ وحدك التي ينبغي أن تحمل المسئولية كاملة.