لندن ـ عمان اليوم
سيتمكن مستخدمو «لنكدإن ليرننغ (LinkedIn Learning)» قريباً من الاستفادة من خدمات مدرب مطوَّر بنظم الذكاء الاصطناعي، للحصول على نصائح مدعومة بالدروس المستفادة من آلاف المدربين الخبراء البشريين في المنصة.وقد ركزت «منصة التعليم في إدارة الأعمال» هذه، بشكل تقليدي، على توفير تعليمات الفيديو، حيث يقدم الخبراء دروساً في كل شيء؛ بدءاً من كيفية تطوير العلاقات التجارية، إلى فهم عمل البرامج الحاسوبية.
أما «مدربها» الجديد، المدعوم بالذكاء الاصطناعي، فسوف يسمح للمستخدمين بطلب المشورة بشأن أسئلة عمل معينة، بدءاً من موضوعات القيادة والإدارة، كما سيقدم إجابات مصمَّمة خصوصاً لوظيفتهم وحالتهم الخاصة، بناءً على ما ينهله من الموارد المستخلَصة من مكتبة الفيديو.
ونقلت مجلة «فاست كومباني» عن هاري سرينيفاسان، رئيس قسم المنتجات في «قسم الحلول الإبداعية في لنكدإن (LinkedIn Talent Solutions)» قوله: «إننا نعرف دورك (أي المستخدم) الحالي، ونعرف المهارات التي تتبعها على المنصة... ونظراً لأننا نعرف الكثير عنك، يمكننا أن نبدأ تخصيص الإجابات أثناء تقدمك».
ويضيف أن هذا يجعل الإجابات، في كثير من الأحيان، أكثر فائدة من الردود الواردة من محرك بحث أو أداة دردشة ذات أغراض عامة تعمل بالذكاء الاصطناعي، مثل «تشات جي بي تي (ChatGPT)».
ومثلما يعمل مدرب الأعمال البشري، غالباً ما يطرح نظام الذكاء الاصطناعي الجديد الأسئلة أثناء عمله، ما يشجع المستخدمين على مناقشة التحديات التي يواجهونها، والتجارب المماثلة التي مرّوا بها هم وزملاؤهم في الماضي. ويقول سرينيفاسان: «لقد ذهبنا وفهمنا كيف سيفعل المدربون ذلك اليوم».
وبالإضافة إلى تقديم توصيات سريعة، سيُوصي الروبوت بمقاطع فيديو «LinkedIn Learning»، التي تتعلق بالموضوع المطروح. إلا أن سرينيفاسان يقول إنه لا يتوقع أن يحل محل التدريب بالفيديو الخاص بالخدمة. ويضيف أنه إذا كان هناك أي تقدم هنا، فمن المرجح أن يؤدي المدرب الجديد إلى زيادة عدد الزيارات إلى الدروس المسجلة؛ لأنه يقدم توصيات، كما قد يلجأ المستخدمون إلى الذكاء الاصطناعي للحصول على معلومات إضافية أثناء دراسة دروس المنصة التعليمية التقليدية.
ويشابه هذا التوجه النهج الذي اتبعته المنظمات الأخرى التي تركز على التعلم، والتي قامت بنشر مساعدي الذكاء الاصطناعي، مثل أكاديمية خان. لكن الروبوت الجديد قد يساعد في الوصول إلى المستخدمين الذين لا يفكرون في مشاهدة مقطع فيديو تعليمي.
ويقول سرينيفاسان إنه في الاختبارات المبكرة، كان عدد الأشخاص، الذين يشغلون مناصب عليا، الذين قدّموا ردود فعل نشطة حول كفاءة المدرب الذكي، أعلى، مقارنة بالأعداد التي قيّمت كفاءة أدوات التعلم الأخرى، وهو ما يُعزَى إلى سهولة وسرعة الاستخدام.
وهذا يعني أنه حتى المديرون التنفيذيون المشغولون يمكنهم طرح سؤال بسرعة على المدرب الافتراضي في أوقات تفرُّغهم للعمل بين الاجتماعات. ويقول سرينيفاسان إنه يحتفظ بشكل عام بعلامة تبويب مفتوحة في المتصفح مع مدرب الذكاء الاصطناعي، حيث تكون جاهزة للإجابة على أي أسئلة قد تكون لديه حول اجتماع مقبل أو تفاعل في مكان العمل.
ويستخدم غالبية مستخدمي «LinkedIn Learning» المنصة من خلال اشتراك مدفوع الأجر من قِبل صاحب العمل. ويؤكد سرينيفاسان أن النظام سيحافظ على خصوصية المستخدمين، لذلك لن يقوم موظفو «لنكدإن» أو زملاء العمل بمراقبة أنواع الأسئلة التي يطرحها المستخدمون. وتخطط الشركة لطرح الميزة الجديدة للعملاء الذين لديهم بالفعل اشتراكات في قسم التعليم بالمنصة على مدار العام ، دون أي رسوم إضافية.