بيروت ـ وكالات
تعايشت الأسواق المالية في لبنان هذا الأسبوع مع انعكاسات الظروف الأمنية الناجمة عن أحداث بلدة عرسال، الواقعة على تخوم حدود لبنان الشرقية. ويذكر أن مسلحون قاموا بنصب كمين لدورية تابعة للجيش مما أسفر عن مقتل عسكريين اثنين وإصابة 10 آخرين . وقد أدت هذه الأحداث إلى تزايد موجة الإجماع المتعاطفة والمؤيدة للجيش اللبناني ودوره في حفظ الاستقرار الأمني في لبنان . واستمرت الأسواق بتجاهل مؤشرات الجدل الانتخابي في اللجنة الفرعية البرلمانية وخارجها لاقتناع المتعاملين بهشاشة النقاش واستمرار التباين. وكان العنصر الأكثر تأثيرا في الأسواق المالية خطوة مصرف لبنان الذي باشر بعملية استبدال شهادات إيداع كان يحملها بالليرة اللبنانية بسندات بالدولار الأمريكي ، حيث نفذ من نهاية شهر ديسمبر الماضي 2012 استبدال ما قيمته حوالي المليار دولار من الشهادات التي يحملها من استحقاقات عام 2019. وعلم في هذا المجال أن هذه الخطوة التي بدأ مصرف لبنان ينفذها انعكست ارتياحا، حيث تراجع الطلب على الأوراق اللبنانية التي استقرت عند حدود مقبولة. كما علم أن مصرف لبنان باع جزءا من هذه الأسهم بالدولار إلى المصارف اللبنانية ومدتها حتى نوفمبر عام 2019 بفائدة قدرها 5.45% ، الأمر الذي أدى إلى توافر سيولة الدولار في الأسواق بشكل جعل الطلب محدودا على الأوراق اللبنانية بالدولار في الخارج والداخل. وتأتي هذه العمليات جزءا من توجهات مصرف لبنان الذي يستمر بعملية الاستبدال خلال هذا الشهر لكونه يحضر لاستبدال حوالي 3 مليارات دولار مما يعزز احتياطه بالعملات الأجنبية ويجعله قادرا على الاستمرار بتمويل احتياجات الدولة بالعملات الأجنبية والتي بلغت حتى الآن حوالي 6 مليارات دولار ، لاسيما بالنسبة لفواتير استيراد النفط وحاجات الدولة للسلع المستوردة من الخارج.