تشهد صناعة البتروكيماويات العالمية أكبر رواج لها منذ 75 سنة، بحسب مجلس الكيمياء الأميركي. وخلال الحرب العالمية الثانية، كان هناك العديد من الاكتشافات كالنايلون والمطاط الاصطناعي وبلاستيك البـ”ي في سي والبوليسترين” التي أحدثت طفرة في صناعة البتروكيماويات. أما هذه المرة، فالطفرة لا تخص صناعة البتروكيماويات ذاتها، ولكنها في نشاط النفط والغاز، ذلك أن ما حدث من تطور في عمليات الحفر الأفقي والتفتيت الهيدروليكي كشف عن احتياطيات نفط وغاز صخري كان من غير الممكن استغلالها من قبل، الأمر الذي قاد إلى تعاظم إنتاج النفط والغاز الأميركي، وخفض أسعار المدخلات اللازمة في صناعة البتروكيماويات المتمثلة في سوائل الغاز الطبيعي المستخدمة كمواد أولية أساسية وخصوصاً الإيثان. هذه المواد الأولية رخيصة الثمن تعيد رسم الساحة التنافسية العالمية للكيماويات، وقال خبراء، إن لدى الولايات المتحدة الآن ميزة كبرى في هذا المجال. فالأسعار في الولايات المتحدة حالياً أقل منها في أوروبا وأميركا اللاتينية والصين، ويرجح مستقبلاً أن تكون أقل منها حتى في الشرق الأوسط. منذ ثلاث سنوات فقط بدا كما لو كان نشاط البتروكيماويات بالولايات المتحدة في تناقص طويل الأجل. ورأت شركات مثل داو كيميكال أن مستقبلها يعتمد على الاستثمار في الشرق الأوسط والتحول إلى منتجات أكثر تخصصية. تغير ذلك تغيراً جذرياً الآن بفضل ثورة النفط والغاز الصخري، الأمر الذي يشجع الشركات على وضع خطط استثمار في زيادة سعة إنتاج الكيماويات بالولايات المتحدة. مشروعات جديدة وحسب مجلس البتروكيماويات الأميركي، هناك 17 مشروعاً بالولايات المتحدة الآن إما قيد التخطيط أو الدراسة لزيادة سعة عملية واحدة فقط، هي تكسير الإيثان لتصنيع الإيثلين المكون الرئيسي لصناعة المواد البلاستيكية مثل البوليثين.