فيينا - العرب اليوم
توقعت أوبك أمس، انخفاض الطلب العالمي على خامها في العام المقبل مع تباطؤ نمو الاستهلاك وضخ منافسيها المزيد من الإمدادات، بما يشير إلى عودة الفائض في السوق، على الرغم من الاتفاق الذي تقوده المنظمة لكبح الإمدادات.
وفي أول توقعاتها لعام 2019 في تقريرها الشهري، قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول، إن العالم سيحتاج 32.18 مليون برميل يومياً من الخام من دولها الأعضاء البالغ عددهم 15 عضواً العام المقبل، بانخفاض 760 ألف برميل يومياً عن العام الجاري.
كما توقعت أوبك نمو الإمدادات من خارجها 2.10 مليون برميل يومياً في 2019 وعدلت توقعاتها لعام 2018 بالرفع إلى نمو يبلغ مليوني برميل يومياً.
وذكرت أوبك أن إنتاجها النفطي في يونيو ارتفع فوق توقعات الطلب لعام 2019. وضخت السعودية المزيد من النفط في ضوء مراعاتها لدعوات الولايات المتحدة وغيرها من المستهلكين إلى تعويض النقص في إمدادات بلدان أخرى وتهدئة الأسعار الآخذة في الصعود.
وارتفع النفط فوق 80 دولاراً للبرميل هذا العام للمرة الأولى منذ عام 2014 بدعم من تخفيضات الإنتاج التي قادتها أوبك والانخفاض الاضطراري في إنتاج فنزويلا وليبيا، فضلاً عن القلق بشأن تراجع الصادرات الإيرانية بسبب إعادة فرض عقوبات أميركية.
ومن المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.45 مليون برميل يومياً، وهو قدر أقل من العام الحالي مع تباطؤ النمو الاقتصادي. وذكر التقرير أن آفاق انخفاض الطلب على النفط من إنتاج أوبك ستسمح للمنظمة بالتعامل مع الزيادات المفاجئة.
وأضاف التقرير أن «أوبك سيظل لديها إمدادات كافية لدعم استقرار سوق النفط إذا حقق الاقتصاد العالمي أداء أفضل من المتوقع يقود إلى نمو أكبر في الطلب على النفط الخام».
واتفقت أوبك ومجموعة من المنتجين من خارجها في 22-23 يونيو على العودة إلى مستوى التزام بتخفيضات الإنتاج التي بدأت في يناير2017 عند 100% بعد أشهر من انخفاض في إنتاج فنزويلا ودول أخرى أدى إلى وصول مستوى الامتثال لما يزيد على 160%.
وفي يونيو، ارتفع إنتاج أوبك النفطي بمقدار 173 ألف برميل يومياً إلى 32.33 مليون برميل يومياً وفقاً للتقرير الذي استند إلى بيانات تجمعها أوبك من مصادر ثانوية. ويعني هذا أن مستوى الامتثال انخفض إلى 130%، وفقاً لحسابات «رويترز».
ويزيد مستوى إنتاج يونيو بمقدار 150 ألف برميل يومياً عن توقعات أوبك لمتوسط حجم الطلب على نفطها العام المقبل، وهو ما يشير إلى أن هناك فائضاً صغيراً في السوق إذا ظلت المنظمة تضخ الكمية ذاتها وظلت عوامل أخرى كما هي.
إلى ذلك، انخفض خام القياس العالمي مزيج برنت أكثر من دولارين، بعدما هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جديدة على الصين، وأعلنت ليبيا إعادة فتح موانئ رئيسة لتصدير النفط.
وأدى التهديد بفرض رسوم على سلع صينية أخرى بقيمة 200 مليار دولار إلى انخفاض أسعار السلع الأولية وأسواق الأسهم، مع تصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وهبط خام برنت 2.06 دولار أو 2.61% إلى 76.80 دولار للبرميل قبل أن يرتفع قليلا إلى 76.86 دولار للبرميل بانخفاض قدره دولارين بحلول الساعة 09.45 بتوقيت جرينتش.
وتراجع الخام الأميركي الخفيف 75 سنتاً إلى 73.36 دولار للبرميل.
وما أسهم في انخفاض الأسعار نبأ رفع المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس حالة القوة القاهرة عن أربعة موانئ نفط ليبية، قائلة إن الإنتاج والصادرات من الموانئ «ستعود إلى المستويات الطبيعية تدريجياً خلال الساعات القليلة القادمة».
وقالت المؤسسة الوطنية للنفط يوم الاثنين إن إنتاج ليبيا من الخام انخفض إلى 527 ألف برميل يوميا من المستوى المرتفع البالغ 1.28 مليون برميل يوميا في فبراير.
وما أذكى المعنويات السلبية، مؤشرات على أن الولايات المتحدة ربما تخفف تطبيق العقوبات الأميركية على صادرات النفط الإيرانية.