القاهرة ـ وكالات
حذر وزير الدولة لشؤون الآثار د.محمد إبراهيم من خطورة انهيار مبنى المتحف المصري بوسط القاهرة، والملاصق لمقر الحزب الوطني المنحل، والذي تعرض للحريق في المعروف إعلاميا بـ"جمعة الغضب" أثناء ثورة 25 يناير. وخاطب إبراهيم ، رئيس الوزراء هشام قنديل، الإثنين، محذرا من أن استمرار المبنى المحترق بهذا الحجم بجانب المتحف المصري يهدد بانهيار الأخير في أي وقت، "وهو ما أكده مهندسون مختصون من الجيش ومحافظة القاهرة بأن حدوث أي هزة أرضية تعرض المبنى كله للانهيار، ما قد يؤدي إلى تدمير المتحف وثروة مصر الأثرية داخله، حيث يضم المتحف ومخازنه أكثر من 100 ألف قطعة أثرية". وقال إنه لا يفصل المبنى عن المتحف سوى سور متهالك وحديقة لا يتجاوز عرضها 50 مترا ما يشكل خطورة دائمة على المتحف بوضعه الحالي، "كما أن استمرار ظهور هذه المباني بحالتها القائمة وتداول صورها على صفحات التواصل الاجتماعي والصحف ووسائل الإعلام يعكس صورة لعدم الاستقرار في البلاد، ويضر بالقطاع السياحي والاستثمار في مصر ويقلل من مكانتها الثقافية في العالم". ودفعت كل الإيضاحات السابقة بوزير الآثار إلى مطالبة قنديل بضرورة تسليم الأرض المقام عليها مقر الحزب إلى الوزارة لإدراجها ضمن خطتها لإعادة توظيف حديقة المتحف وموقع الحزب بما يتناسب وأهمية المتحف على مستوى العالم، وذلك على خلفية أن موقع الحزب ذاته كان يمثل امتدادا في السابق للمتحف المصري. وأوضح إبراهيم أن الأرض كانت ملكا للآثار قبل إقامة مبنى الحزب، وأنه بعودتها سيتم إخلاء المنطقة الملاصقة للمتحف لحمايته من جانب، وعودة زيارته من جهة النيل من جانب آخر كعلاقة مترابطة بين النيل والمتحف وهى التي أرساها أصحاب فكرة بناء المتحف، كون النيل هو شريان الحياة في مصر قديما وحديثا وعلى ضفتيه قامت الحضارة الفرعونية، وأن إعادة ربط المتحف بالنيل يعد مظهرا حضاريا وجماليا ويعيد إلى الأذهان ارتباط الحضارة المصرية بنهر النيل. وعرض إبراهيم استغلال موقع الحزب كحديقة فرعونية تضم الأشجار والنباتات المصرية القديمة، وإضافة معرض دائم إليها يوثق الثمانية عشر يوما الأولى لثورة 25 يناير. ويستهدف التخطيط الجديد المقترح لحديقة المتحف أن تشمل قاعة متعددة الأغراض تقام عليها المعارض الخاصة بصفة دورية تزيد من قيمة المتحف، وتجذب أنواع جديدة من السياحة رفيعة المستوى والمرتبطة بهذه النوعية من الاهتمامات الثقافية، ما يعيد أمجاد المتحف بتقاليده واستعادة وضعه ضمن قائمة المتاحف العريقة.