ابو ظبي ـ وكالات
افتتح صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة صباح الأربعاء 26/12/2012 في قاعة الرازي في جامعة الشارقة المؤتمر العام الأول لكتاب وأدباء الإمارات بحضور معالي عبد الرحمن العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وسعادة محمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي وحبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وحشد من الكتاب والمبدعين ورجال الأعمال وممثلي المؤسسات والفعاليات الثقافية والاقتصادية ومنظمات المجتمع المدني. وفي كلمة توجيهية ألقاها سموه تحدث عن الكاتب الذي يحاول دخول ميدان الآداب، وليس لديه الإمكانيات العلمية التي تؤهله الولوج في ذلك الميدان، ثم عن الكاتب الذي تزود بالعلم والمعرفة لكن له ناصية كاذبة خاطئة، مما يحوج المشرع إلى التدخل لصون الآداب العامة من معتقدات وتقاليد. وانتقل سموه إلى الكاتب المثقف الذي يمتلك جذوراً في المجتمع، ويعلم أنه لا توجد له حقيقة نهائية، ولكنها تتشكل بالاحتكاك بالرجال وبالأشياء. وهو كذلك الذي يبين للقاضي ما هو عدل وما هو ظلم. وفي سياقه رؤيته للعلاقة بين الكاتب المثقف والمسؤول قال: "المسؤول يحكم الجميع، والكاتب المثقف يعلّم المسؤول منبع سلطته وحدودها. كل إنسان عليه واجبات، ينبغي أن يقوم بها في أسرته وفي المجتمع، والكاتب المثقف يعلم كل فرد ما هي واجباته، وعليه كذلك أن ينشر فكره، وأن يتخذ موقفاً في كل ما من شأنه أن يمس مصير الإنسان، فهو كاتب ملتزم، قبل أن يوجد هذا التعبير". وتوقف سموه في كلمته عند تعبير (الكاتب الملتزم)، وقال: "هو ذلك الكاتب الذي يجسد حريةً أبدية، هي حرية الحكم على الأشياء، ويملك العقل الذي يكشف أكثر الأكاذيب خداعاً، وهو الذي يخفف من الآمال قبل أوانها، ويدعم اليقينيات المستندة إلى العقل". واستعرض سموه في كلمته بعض المعطيات الجديدة التي دخلت الساحة، ومنها طغيان وسائل الإعلام الحديثة، وظهور ما سمي بالمجتمع ذي الوسائط الإعلامية والمعربة بالميديا، ما أدى إلى فقدان مركز المثقف، ونهاية سيادة المكتوب، وانتصار الثقافة السمع بصرية، وبروز سلطة الخبير الذي يمكن اعتباره المضاد للمثقف. وختم سموه كلمته بدعوة كتاب وأدباء الإمارات إلى أن يجعلوا من مؤتمرهم الأول نقطة انطلاق لظاهرة الكاتب الملتزم، والالتزام بخاصياته وهي الالتزام الجماعي، ومراجعة الأحكام لقضايا كبرى مثل العدالة والحقيقة، والتدخل لحسم كل القضايا التي تفرق بين المواطنين.