جدة ـ عمر العجلاني
استطاع المصور الفوتوغرافي السعودي فيصل المالكي ان يوثق بعدسته الخاصة المشاهد التي تراها المرأة من خلف "النقاب"، وذلك بالتقاط مشاهد باستخدام النقاب.
ويقول «المالكي» إن المسألة بدأت كتجربة بصرية استقصائية، فطالما تساءلت عن تأثير النقاب على الرؤية والبصر، وأردت ان أفهم هذه الثقافة السرية، وأعتقد أنني استطعت من خلال هذه التجربة أن أري العالم ما تراه النساء من خلال النقاب .
وفي استقصائه الفوتوغرافي، يعتبر «المالكي» انه استمد إلهامه من عالم البيولوجي الألماني في القرن العشرين، جاكوب فون أوكسكول، خاصة في فكرته عن «أنفيلت» umwelt أو العالم الذاتي بحسب ما تستقبله الكائنات التي تعيش فيه.
ويقول انه حاول لعب دور عالم البيولوجيا ليغمس نفسه في هذه الطريقة الغريبة من طرق الحياة فغمس نفسه في دور المرأة خلف النقاب؛ ليوثق كيفية رؤيتها للمشاهد الخارجية، وتأثير النقاب على هذه الرؤية وتوثيقها في سلسلة صور .
وأضاف انه مع استخدام النقاب لاحظ أن شكل العملية التصويرية يتغير، مبينا أنه التقط بضع صور لزهور من وراء النقاب، ووجد ان تلك الزهور لم تظهر من خلف النقاب بشكل حقيقي معتبرا انه يغير الرؤية الحقيقية للأشياء ، والمرأة بوضعها للنقاب لايمكنها ان تدرك هذا الفارق، وفي تلك اللحظة أدركت أنني لم أكن أحاول أن أفهم المنتقبة بل أحكم عليها».
وفي حين بدأ المشروع كمحاولة لرؤية ما تراه المنتقبة، توصل «المالكي» إلى اكتشاف الفنان لنفسه لما لديه من آراء وتحيزات، وقال: «أصبحت تلك الصور بورتريهات لتحيزاتي أنا، فطالما كنت أحتقر تصوير الإعلام الغربي للمسلمين والشرق أوسطيين، ثم تبين لي أنني أحذو حذو هذا الإعلام، فأحول النقاب إلى حاجز بيننا وبين الآخر، مهما يكن هذا الآخر».
ومع استمرار «المالكي» في مشروعه، بدأت الرموز المرتبطة بالنقاب في التغير، وقال: «حينما بدأت العمل على المشروع، ظللت أقول لنفسي إنني لا مع النقاب ولا ضده، أنا فقط أريد أن أسجل منظور النقاب للعالم، ثم أدركت أن النقاب بالنسبة لكثيرين ليس رمزا لاختلاف بل لدونية، وفجأة بات النقاب رمزا للتحيز، لجدار قائم بين الذات والآخر».
وأطلق «المالكي» عنوان «الوادي الموحش» على سلسلة صوره التي عرضها في جدة، ن، في إشارة إلى الفجوة القائمة بين المرأة ونقابها.