بقلم : جهاد الخازن-عمان اليوم
قال أبو الطيب:
إذا ما تأملت الزمان وصرفه / تيقنت أن الموت ضرب من القتل
هل الولد المحبوب إلا تعِلةٌ / وهل خلوة الحسناء إلا أذى البعل
وقال:
أبعين مفتقرٍ اليك نظرتني / فأهنتني وقذفتني من حالق
لستَ الملومَ أنا الملومُ لأنني / أنزلت آمالي بغير الخالق
وأيضاً:
بادٍ هواك صبرتَ أم لم تصبرا / وبكاك إن لم يجرِ دمعك أو جرى
كم غرّ صبرك وابتسامك صاحباً / لما رآك وفي الحشا ما لا يُرى
أمرَ الفؤاد لسانه وجفونه / فكتمنه وكفى بجسمك مخبرا
وقال في سيف الدولة:
واحرّ قلباه ممن قلبه شبم / ومن بجسمي وحالي عنده سقم
ما لي أكتم حباً قد برى جسدي / وتدّعي حب سيف الدولة الأمم
إن كان يجمعنا حب لغرته / فليت أنّا بقدر الحب نقتسم
وقال لما فارق سيف الدولة:
فراقٌ ومن فارقت غير مذمم / وأم ومن يمّمتُ خير ميمّم
وما منزل اللذات عندي بمنزلٍ / إذا لم أبجّل عنده وأكرم
أبا المسك أرجو منك نصراً على العدى / وآمل عزاً يخضب البيض بالدم
ويوماً يغيظ الحاسدين وحالة / أقيم الشقا فيها مقام التنعّم
وقال في شعب بوان:
مغاني الشعب طيباً في المغاني / بمنزلة الربيع من الزمان
ولكن الفتى العربي فيها / غريب الوجه واليد واللسان
ملاعب جنة لو سار فيها / سليمان لسارَ بترجمان
يقول بشعب بوّانٍ حصاني / أعن هذا يُسار الى الطعان
وله أيضاً:
بم التعلل لا أهل ولا وطن / ولا نديم ولا كأس ولا سكن
أريد من زمني ذا أن يبلغني / ما ليس يبلغه من نفسه الزمن
لا تلقَ دهرك إلا غير مكترث / ما دام يصحب فيه روحك البدن
ما كل ما يتمنى المرء يدركه / تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
وقال:
لا تحسبوا ربعكم ولا طلله / أول حيّ فراقكم قتله
قد تلفت قبله النفوس بكم / وأكثرت في هواكم العذله
أنا الذي بيّن الإله به / الأقدار والمرء حيثما جعله
وله أيضاً:
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى / حتى يُراق على جوانبه الدم
يؤذي القليل من اللئام بطبعه / من لا يقلّ كما يقل ويلؤم
والظلم من شيم النفوس فإن تجد / ذا عِفّةٍ فلعلةٍ لا يظلم
وقال:
فما ينفع الأسد الحياء من الطوى / ولا تُتّقى حتى تكون ضواريا
خلقتُ ألوفاً لو رحلت الى الصبا / لفارقتُ شيبي موجع القلب باكيا
وله أيضاً:
فقر الجهول بلا عقلٍ الى أدب / فقر الحمار بلا رأس الى رسن