تونس - العرب اليوم
أعلنت وزارة السياحة التونسية الجمعة رصد “موازنة خاصة” لتجهيز كامل فنادق البلاد بكاميرات مراقبة, وذلك إثر تفجير انتحاري نفسه الأربعاء أمام فندق في منطقة سياحية في ولاية سوسة في حادثة لم تخلف ضحايا باستثناء الانتحاري. وقال وزير السياحة التونسي جمال قمرة في مؤتمر صحافي إن الوزارة “حثت أصحاب الفنادق على تجهيزها بكاميرات المراقبة, ورصدت ميزانية خاصة لتمكينهم من اقتناء هذه المعدات”. وذكر أن “الوزارة أخضعت في وقت سابق العاملين في الفنادق إلى دورات تأهيلية لكشف الأشخاص المشبوهين, وستخضعهم مجدداً إلى دورات إضافية في المجال نفسه”. وقال وزير السياحة إن “كاميرات المراقبة في الفندق الذي حصلت أمامه العملية الانتحارية سجلت الفيلم الكامل للإرهابيين الذين اقتربوا من الفندق”. وأضاف إن “ثمانية سياح فقط من نزلاء هذا الفندق غادروا تونس وعادوا إلى بلدانهم, في حين فضل 12 آخرون التوجه إلى فنادق أخرى في تونس”. وأوضح وزير السياحة أنه “حتى اليوم لم نسجل إلغاء الحجوزات السياحية المسبقة نحو تونس لكنه لفت إلى أن “وتيرة الحجوزات نحو تونس تقلص منذ يوم أمس”. وأعرب عن الأمل أن “تتجاوز بلاده خلال أسابيع تداعيات العملية الانتحارية على القطاع السياحي” الذي يساهم بنسبة 7% في الناتج المحلي الإجمالي في تونس, ويعمل فيه نحو 400 ألف شخص, ويوجد في تونس نحو 800 فندق وفق إحصائيات أعلنتها وزارة السياحة في وقت سابق. من جانب أخر بلغ عدد السياح الذين زاروا تونس منذ بداية العام وحتى شهر أغسطس أربعة ملايين ومائتي ألف سائح, وبلغ دخل السياحة خلال الفترة 1.75 مليار دولار, وعزا وزير السياحة هذه النتائج التي وصفها بالجيدة إلى تطور مؤشرات بعض الأسواق السياحية, ومنها السوق البريطانية التي نمت بنسبة 29% مقارنة بالعام الماضي, والسوق الألمانية التي نمت بنسبة 5% لكنه لفت إلى أن السوق الفرنسية سجلت تراجعا بنسبة 3.7% بالمقارنة مع النتائج المُسجلة خلال الفترة نفسها من العام الماضي. ووفقاً للبيانات الحكومية حافظت أسواق ليبيا والجزائر على نموها بنسبة 20%، و7% على التوالي، في حين تراجعت أعداد السياح الفرنسيين القادمين إلى تونس بنسبة 22%. وتستهدف تونس استقطاب نحو 7 ملايين سائح خلال العام الحالي مقابل 6 ملايين العام الماضي. والمؤشرات التي وصفها بن قمرة بالإيجابية تبقى بعيدة عن الأرقام التي تم تسجيلها سنة 2010 حيث زار تونس 7 مليون سائح أجنبي وبلغت مداخيل السياحة 3.5 مليار دينار. وكان قمرة قد توقع في وقت سابق أن تونس ستتمكن من استقطاب نحو سبعة ملايين سائح خلال العام الجاري الرقم المسجل سنة 2010, وذلك رغم تزايد تحذيرات الأوساط الاقتصادية من مخاطر استمرار تراجع أداء القطاع السياحي التونسي. وتستهدف تونس استقطاب نحو 7 ملايين سائح خلال العام الحالي مقابل 6 ملايين العام الماضي، وتحقيق إيرادات بأكثر من 3,4 مليار دينار، وتقترب هذه الأرقام من المعدلات العادية المسجلة خلال فترة ما قبل الثورة عام 2010.