بغداد ـ نجلاء الطائي
كشَفَ الرئيس الأميركي باراك أوباما عن أن عدم تصدِّي القوات الأمنية العراقية لعدد قليل من المتشدّدين يشير إلى مشاكل سياسية عميقة، مشددًا على أن الجنود العراقيين لا يبدون مستعدين للدفاع عن بلدهم بسبب مشكلات تتعلق بالسياسة، فيما أعلن أن بلاده صرَّفت ملايين الدولارات على تدريب القوّات العسكريّة والأمنيّة، لافتًا إلى أنّ الولايات المتحدة لن تشارك في عمل عسكري في العراق إلا بوجود خطة من سياسيّيه تؤكد أنهم سيعملون معًا، مشيرًا إلى أن دول الخليج "ستضخ مزيدًا من النفط منعًا لارتفاع الأسعار في العالم في حال تمكّن تنظيم "داعش" من السيطرة على آبار ومصافي النفط العراقية.
وبيّن أوباما في مؤتمر صحافي عُقد في واشنطن، أن "الولايات المتحدة انفقت اموالا طائلة لتدريب القوات الامنية في العراق، ولكن اذا لم يكن الجنود العراقيون مستعدين للدفاع عن اراضيهم والتصدي لعدد قليل من المتشددين فهذا يشير إلى وجود مشكلات تتعلق بالسياسة".
وأوضح الرئيس الأميركي أن "قدراتنا على تخطيط أي عمل عسكري ستستغرق بعض الوقت، ولن يكون بين ليلة وضحاها، واذا ما اصدرت امرا لشن أي ضربة عسكرية فان هذا مرهون بتحديدنا أهدافًا ومواقع لضربها".
وأعلن الرئيس الاميركي "نحن لا نريد التدخل في هذا النزاع لان هذه المشكلة اقليمية وستكون مشكلة لنا على المدى البعيد، واعتقد ان علينا ان نلجأ إلى خيارات لا تلحق الاذى بقواتنا خارج الولايات المتحدة".
وأكّد الرئيس الاميركي "لن نرسل جنودًا، من الممكن ان نقوم بعمليات قصيرة المدى، سنساعد في تدريب قوات مكافحة الارهاب، وسنقوم بمساعدة القوات العراقية بالتعاون مع دول اخرى، وسنلجأ الى الديبلوماسية لحل هذه المشكلة، لكننا لن نلجأ الى الحرب، الاولوية الاولى هي ان نبقى يقظين وحذرين،"، مبينًا "نحن سنقوم بدورنا لكننا لن نقوم بالقتال نيابة عن العراق، لن نتمكن من اداء العمل نيابة عن العراقيين، والمساعدة التي نقدمها مشروطة بتوحُّد قادتهم".
وأعلن أوباما ان "الخلافات الطائفية في العراق لا يمكن حلها بالتدخل العسكري والولايات المتحدة لن تنخرط في عمل عسكري بغياب خطة سياسية من العراقيين انفسهم تؤكد انهم سيعملون معا"، مؤكدا "لن نسمح لانفسنا بالعودة إلى الماضي، ونفرض الهدوء ما دمنا في العراق، وبمجرد خروجنا تعود الاوضاع للتوتر".
وشدد اوباما على ان "اذا نجحت داعش في السيطرة على مصافي وآبار النفط، فإننا سنعمل على ايجاد تعاون مع دول المنطقة لضمان عدم ارتفاع اسعار النفط في العالم، واذا كانت هناك مشاكل في العراق، فالخليجيون سيضخون المزيد من النفط لتعويض نفط العراق".