الاستخبارات الأميركيَّة

تعدُّ اعترافات المتهمين بارتكاب أعمال تخريبية في الولايات المتحدة الأميركية، أمرًا مدهشًا خصوصًا وان زوج ابنة أسامة بن لادن، الذي حرض على القيام بأعمال عنف، لم يكن من المتوقع أن يتحدث بكل سلاسة، ويكشف عن تفاصيل دقيقة في أقواله أمام جهات التحقيقات، قبل أن يلوح باستخدام حقه القانوني.
وقدّم سليمان أبو غيثت، الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة معلومات دقيقة عن تنظيم "القاعدة"، ولم يكن الوحيد الذي فعل ذلك، بل لجأ بعض المتهمين المتشددين بالاعتراف عن خطط وعلاقات تربطهم بجهات ودول لتنفيذ تلك الأعمال التخريبية.
ويعتبر فيصل شاهزاد الباكستاني الذي حاول تفجير سيارة مفخخة في ميدان "التايمز" عام 2010، وقضى ما يقرب من أسبوعين في التحقيقات، كشف عن تفاصيل الواقعة، واعترف بجريمته أخيرًا بعد أن طالب بتوكيل محام خاص عند سؤاله عن قضايا الأمن القومي الشائكة، وحكم عليه بالسجن مدة الحياة.

وتنازل نزيه الرقي، المواطن الليبي الذي اتهم بالانتماء إلى تنظيم "القاعدة"، واعتقال العام
الماضي في طرابلس وتنازل عن حقوقه القانونية، بعد أن ألقى كلمة أثناء التحقيق معه يجرم فيها المكتب الاتحادي للتحقيقات، قائلا "كنت مقتنعاً بأن الحال سينتهي بي داخل أحد سجون الاستخبارات الأميركية."

واعترف منصور أربابسير الإيراني المتهم بالتخطيط لقتل السفير السعودي في واشنطن عام 2010، بأسرار الخطة، وزود الاستخبارات بمعلومات خطيرة تخص الدور الإيراني.
ويكشف الرئيس السابق لوحدة محاربة التطرف في مكتب المدعي العام في مانهاتن، ديفيد راكسن، عن أسباب اعتراف المتشددين أمام جهات التحقيق، موضحًا أن بعضهم "يرغب في الفخر في إيذاء من يصفه بـ"الملحد"، كونهم أعداء للولايات المتحدة بات الأمر يمثل مصدر فخر وحماسة"، حسب قوله.

وأكدت محامية الدفاع في قضايا التطرف، ليندا مورينيو، أنها تعتقد أن ذلك ضمن ثقافة المتهمين الذين لم يتعرفوا على النظم القانونية والأعراف التي تعطي  الحق في الصمت الذي أصبح متأصلا في نفوسهم".

وخلص العميل الاستخباراتي المتقاعد، داني لجيه كولمن، إلى أن "ليس كل ما يذكره هؤلاء المتهمون يعد حقيقيا، فهناك من المعلومات التي يدلون بها فقط تأتي من أجل مصالحهم الشخصية، لكنهم في حقيقة الأمر يتحدثون بكل ما يلقي بهم في التهلكة، فالمتهمون السابق ذكرهم يقضون الآن فترة عقوبة بالسجن مدى الحياة".