القاهرة - محمود عبدالرحمن، أكرم علي
حذّر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من خطورة الأوضاع في المنطقة، إذا لم تُسارع بالعمل المشترك وتحقيق التكامل العربي بين دولها، مشددًا على أنَّ الفترة الراهنة تتطلب تكاتف الدول العربية مع بعضها البعض، وتنحية الخلافات وإعلاء مصلحة الشعوب، والتعاون والتنسيق مع مختلف الدول العربية على حلّ المشاكل والأزمات التي تواجهها.
وأوضح السيسي، في حوار لصحيفة "عكاظ" السعودية، أنَّ "مصر مع إرادة الشعب الليبي وإذا طلب منه هذا الشعب ما يراه مُحققًا لسلامة واستقرار بلاده، فإننا لن نتردّد في الوقوف إلى جانبه ودعم مطالبه، دون التدخُل في شؤون الآخرين بأي حال من الأحوال، كلنا سنقف إلى جانب الشعب الليبي وسلطته الشرعية وجيشه المؤمن بحقوق وطنه في الاستقرار والحفاظ على استقلاله وضمان سيادته على كامل أراضيه ومنع تفكك أجزائه، وعلينا أنَّ ندرك أنَّ تعرُّض ليبيا لأي أخطار يعني تضرُّر مصر بصورة مباشرة وهذا الأمر لن نسمح به بأي حال من الأحوال".
وأكد السيسي، في الجزء الرابع من الحوار، المنشور الخميس، أنَّ الوضع في ليبيا قلق للغاية؛ بعد التدهور الحادّ في الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية، وسيطرت الجماعات المتطرِّفة على العديد من المواقع داخل الأراضي الليبية.
وتابع السيسي: "أمن مصر القومي مرتبط ارتباط كامل باستقرار الأوضاع داخل ليبيا، لذا تسعى مصر جاهدًا إلى تقديم الدعم اللازم للحكومة الليبيّة ومساعدتها على تجاوز الأزمات الراهنة التي تمر بها".
وأكد الرئيس المصري: "لا صحة للاتهامات التي يروجّها البعض، حول توجيه مصر ضربات عسكرية داخل الأراضي الليبية عبر طائرات جوية"، مؤكدًا أنها شائعات لا أساس لها من الصحة، يحاول البعض ترويجها من أجل الوقيعة بين البلدين".
وبشأن التطورات في العلاقات المصرية- السودانية، وهل هي مطمئنة الآن، صرّح السيسي: "مصر تتمتع بعلاقات طيبية وجيدة مع السودان، وهناك تعاون وتنسيق كامل في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والخارجية؛ فنحن بلدان يجمعهما مصير واحد ولا خيار أمامهما إلا بالتكامل والتعاون والتشاور والتنسيق الدائم في كل صغيرة وكبيرة، ودعك مما يردده البعض من مثيري الفتن بين دولنا وشعوبنا لقد اتفقنا على أشياء كثيرة؛ فالسودان يحتاج إلى مصر ومصر لا تستغنى عن السودان، وباختصار شديد فإنَّ مصر تعرف جيدًا احتياجات وأولويات السودان ولن تتأخر عن دعمه بكل ما تستطيع وعلى كل المستويات من طرق ومشاريع وضرورات قصوى من شأنها أنَّ تساعده على استمرار عجلة التنمية دون توقف"، مؤكدًا عدم نجاح مساعي البعض للوقيعة بين البلدين.
وأشار السيسي إلى أنَّ مصر واعية لكل ما يدور حولها ومدركة لما يجب عليها أنَّ تفعل؛ لأن لديها رؤية واضحة ومحددة، وأولويات دقيقة تحكمها حسابات مدروسة؛ فبقدر ما نحن مهتمون كل الاهتمام بإعادة بناء بلادنا وتنمية كل أوجه الحياة فيها، فإننا نعيش هموم وأوضاع منطقتنا جيدًا، ولن نقف منها موقفًا سلبيًا لا يتجاوز حدود المشاهدة، لأن لمصر أدوارًا حيوية لا يمكن أنَّ تتخلى عنها".
وأضاف: "مصر لها سياسات ثابتة يجب التمسُّك بها والعمل على تنفيذها في المكان والزمان المناسبين دون تهور أو اندفاع، وبما يحافظ على دورنا الإقليمي ومساهمتنا الفعّالة في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، وإنَّ الاستدراج الذي تتحدثون عنه شيء والمشاركة الفعّالة في إنقاذ المنطقة من الانهيار شيء آخر، ونحن نزِن الأمور بميزان دقيق".
وأوضح السيسي أنه يسعى خلال الفترة المُقبلة إلى استغلال الموارد والإمكانيات التي تتمتع بها مصر لدفعها نحو التنمية والتقدم والاستقرار وتحقيق آمال وتطلعات الشعب المصري، منوهًا أنَّ هناك العديد من المشاريع والبرامج والتصورات يتم دراستها من أجل تنفيذها.
وأكد السيسي أنه حريص على تمكين الشباب من تولي المناصب القيادية داخل الدولة، وسيسعى جاهدًا إلى تحقيق آماله وتطلعاته.
وطالب السيسي من قيادات الأحزاب والقوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام، عقد لقاءات ونقاشات مع الشباب من أجل رفع الوعي لديهم وإعدادهم وتأهيلهم.
وأوضح السيسي أنَّ الدولة عازمة تمامًا على تنفيذ المرحلة الثالثة والأخيرة من خارطة الطريق، وإجراء الانتخابات البرلمانية.