مسيرات جماهيرية حاشدة في غزة والضفة تضامناً مع الأسرى


انطلقت مسيرات جماهيرية حاشدة، ظهر الجمعة، في مدن مختلفة في قطاع غزة، والضفة الغربية، دعماً وإسناداً لقضية الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الخامس والعشرين على التوالي.
ورفع المشاركون في المسيرات، التي دعت لها حركة "حماس" وسط مدينة غزة، صوراً للأسرى الإداريين المضربين عن الطعام، والأعلام الفلسطينية، ولافتات ترفض الاعتقال الإداري، وتطالب بمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين، مردّدين هتافات تندد بالاعتقال الإداري، وصمت المجتمع الدولي على عنجهية الاحتلال، والقوانين الإسرائيلية، التي تمنع الإفراج عن الأسرى، بعد انقضاء فترة محكوميتهم.
ونظمت حركة "فتح" مسيرات منفصلة ومشتركة، في الخليل، ونابلس، وطولكرم، ورام الله، تخللها ترديد هتافات مطالبة بزيادة الفعاليات التضامنية مع الأسرى، بمشاركة نواب ومسؤولين من الحركتين.
وأكّد وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع أنَّ "القيادة والشعب الفلسطيني لن تسمح لسلطات الاحتلال بالاستفراد بالأسرى، في هذه المعركة التي يخوضونها بغية إنهاء سياسة عنصرية، هي سياسة الاعتقال الإداري، التي لا تستند إلى قانون أو تهمة واضحة، وإنما هي نهج تنفرد فيه دولة الاحتلال من بين دول العالم".
وحمّل قراقع حكومة الاحتلال المسؤولية عن الجريمة التي ترتكب في حق الأسرى المضربين عن الطعام، وفرض عقوبات عليهم، عبر منع الملح عنهم، ومنعهم من زيارة المحامين، وتشتيتهم عبر السجون، وتحويلهم إلى العزل، داعيًا أبناء الشعب الفلسطيني إلى "الوقوف خلف الأسرى في هذه المعركة الحاسمة".
من جهته، اعتبر رئيس نادي الأسير قدورة فارس أنَّ 'الأسرى الإداريين علقوا الجرس، وأمامنا فرصة لدفن هذا القانون العنصري، قانون الاعتقال الإداري"، مبيّنًا أنَّ "الجماهير هي التي ستحسم انتصار الأسرى الإداريين، وإنهاء قانون الاعتقال الإداري".
وأضاف "الجماهير الفلسطينية هي التي تقرر إن كان هذا الإضراب سينتصر وينهي معه الاعتقال الإداري، أو ستفتح الطريق أمام (تغوّل) هذا القانون"، مطالبًا بأن تكون هذه القضية شأن كل فلسطيني، موضحًا أنَّ "الأسرى سيحققون، في حال انتصارهم، نصرًا مضاعفًا، وسيمضون إلى خطوات أخرى".
وأشاد رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز دويك، في كلمة ألقاها في نهاية مسيرة الخليل، بالفعاليات التضامنية المشتركة، ورأى أنها تقرّب من تحقيق الأسرى لمطالبهم.
وانطلقت مسيرة من مسجد الخلفاء في جباليا، شمال قطاع غزة، بمشاركة عدد من قادة "حماس"، على رأسهم رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية، وهم يرددون هتافات مناصرة للأسرى.
وفي خان يونس، جنوب قطاع غزة، شارك المئات في مسيرة لـ"الجهاد الإسلامي"، تخللتها مطالبات بتكثيف "الحراك الشعبي والمقاوم" لنصرة قضية الأسرى.
ودعا القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" أحمد المدلل إلى "الانتفاض في وجه الاحتلال، ضد ما يمارسه من جرائم بشعة في حق الأسرى، المتمثلة في سياسة الإهمال الطبي، والعزل، والاعتقال الإداري".
وأعلنت الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة "حماس"، صباح الجمعة، عن "فتح باب التطوع للدخول في الإضراب المفتوح عن الطعام، تضامناً مع الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام لليوم الثالث والعشرين على التوالي".
وأكّدت الهيئة القيادية، في بيان لها، أنَّ "رئيس الهيئة سينضم للإضراب يوم الأحد المقبل، وسيلتحق بالإضراب أقسام جديدة ستضم قيادات الحركة الأسيرة".
وتابعت "نحن على استعداد للموت كي يحيا إخواننا، فلسنا ممن يهرب من ميدان نصرة المظلوم"، داعية أبناء الشعب الفلسطيني، وأحرار الأمة، إلى "التحرك لنصرة الأسرى الإداريّين، والخروج عن الصمت وتفعيل روح التضامن".
وأشارت الهيئة إلى أنَّ "كل الفعاليات التصعيدية ستستمر بوتيرة متزايدة، ليعلم السّجان، ومن يمسك بخيوط ملف الاعتقال الإداري، أنَّ صبرنا لن يطول أكثر".
وفي سياق متّصل، أكّد مدير مركز الأسرى للدراسات الأسير المحرر رأفت حمدونة أنَّ "الأسرى قرروا توسيع مساحة المعركة مع السجان، عبرفتح باب التطوع لمن أراد الدخول في الإضراب في كل السجون".