الرئيس المصري محمد مرسي يترأس القمة الإسلامية الـ12
القاهرة ـ أكرم علي
أكد الرئيس المصري محمد مرسي، في كلمته أمام القمة الإسلامية الـ12 التي انطلقت الأربعاء في القاهرة، أن "أزمتي سورية وفسلطين وغيرها تعرقل عجلة التنمية الإسلامية. وأعتبر مرسي أن بؤر الصراع والتوتر في العالم الإسلامي تتزايد، وأن الأمة الإسلامية تعقد الكثير من الآمال علينا، للتغلب على التحديات التي
تواجهها"، فيما انتقد "التمثيل غير العادل في المؤسسات الحوكمة الدولية مع استمرار ازدواجية المعايير".
وقال مرسي "لاتزال بؤر الصراع والتوتر بين جروح فلسطين وسورية المثخنة بالدماء، كل ذلك في ظل استمرار التمثيل غير العادل في مؤسسات الحوكمة الدولية مع استمرار إزدواجية المعايير وبخاصة عندما يتعلق الأمر بالقضايا التي تهم المسلمين والدول الإسلامية.
ودعا مرسي النظام الحاكم في سورية، "أن يقرأ التاريخ ويعي درسه الخالد، وهو أن الشعوب هي الباقية وأن من يعلون مصالحهم الشخصية فوق مصالح شعوبهم، ذاهبون لا محالة، وأن جرح سورية لا يزال ينزف وتدمي معه قلوبنا، وما تزال المأساة الإنسانية مستمرة، وما تزال دماؤهم مستباحة، وأن مصر حريصة أشد الحرص على إنهاء الأزمة السورية في أسرع وقت ممكن".
وتابع الرئيس المصري قوله "يجب علينا تعظيم الاستفادة من موارد أمتنا الإسلامية للدفع بها إلى مكانتها الطبيعية بين العالم، وإن الواقع الاقتصادي لأمتنا يشير إلى رصيد متواضع من الناتج العالمي.
وأكد "إن الجميع وقف بجانب الثورة التى قام بها الشعب المصري، وإنها تمثل حجر الزاوية لانطلاق هذه الأمة إلى آفاق كثيرة من التقدم والعدالة الاجتماعية، فلقد قامت الثورة في مرحلة كان يجب أن يقوم بها المصري بسبب التزوير والظلم الذي شهده المجتمع، والآن يعمل المصريون على بناء واقع جديد وتأسيس واقع جديد على أسس الكرامة والديمقراطية والشورى، كما يعمل المصريون في هذه المرحلة على توثيق العلاقات مع محيطهم العربي والإسلامي والأفريقي، ويتطلعون للانفتاح على العالم بأجمعه على أسس الاحترام، مع التأكيد على احترام الهوية الحضارية للشعوب الأخرى".
وتعهد مرسي انه "سيبذل جهده خلال فترة رئاسته للدورة الثانية عشرة للقمة الاسلامية" معتبرا أن هناك مؤامرت خارجية تسعى إلى تشويه صورة الإسلام، وعلينا جميعًا أن نصحح هذه الصورة، وأن نعمل على تقديم المعاني الصحيحة، من خلال تطوير مناهج تعليم الدين الإسلامي، لنبذ التطرف وتصحيح صورته، و أن هناك العديد من الجاليات الإسلامية التي تعاني من ظاهرة "الإسلاموفوبيا
وطالب الرئيس بضرورة احترام حقوق الأقليات"، فيما تعهد أمام قادة الدول الإسلامية بـ"بذل قصارى جهدي لتطوير عمل المنظمة خلال فترة رئاسة مصر لها"، مضيفًا أن "الدول الإسلامية تملك أرقى أنواع العقائد وهي عقيدة التوحيد، وسنعمل على تطوير مناهج التعليم الإسلامى لنبذ التطرف وتصحيح الصورة المغلوطة عن الكثير من الإسلام، وعلينا تكثيف العمل والجهد لتصحيح الصورة السلبية عن الإسلام والمسلمين"، مطالبًا جميع الدول بالاهتمام بتعزيز وضع المرأة ودروها، والسعي إلى التواصل مع الشباب.
وتستمر أعمال القمة الإسلامية الثانية عشرة التي تستضيفها القاهرة على مدى يومين، بمشاركة 56 دولة، يمثلها رؤساء ووزراء ومسؤولين رفيعي المستوى، يناقشون قضايا النزاع في الدول الأعضاء والتعاون على مختلف الصعد العلمية والدينية والثقافية والاقتصادية، ويبحثون في الأزمات الإقليمية وبخاصة التدخل العسكري في مالي، والوضع في سورية التي تشهد حربًا أهلية دامية.
وبدأت "الجلسة الافتتاحية بكلمه ترحيبية من الرئيس المصري، اعقبها كلمة لرئيس جمهورية السنغال رئيس القمة الحادية عشره، ثم انتخاب أعضاء المكتب التنفيذي للمنظمة، ثم كلمة رئيس الدورة الحالية الرئيس مرسي، ثم كلمة الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي.
وتم إلقاء ثلاث كلمات نيابة عن المجموعات الرئيسة في المنظمة العربية والأسيوية والأفريقية، فيما تتضمن جلسة العمل الأولى اعتماد مشروع جدول الأعمال وبرنامج العمل، وتقرير رؤساء اللجان الدائمة، لجنة القدس، اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري في منظمة التعاون الإسلامي "كومسيك"، اللجنة الدائمة لشؤون الإعلام والثقافة "كومياك"، واللجنة الدائمة للتعاون العلمي والتقني "كومستيك"، كما سيعرض على القادة تقرير اجتماع مجلس وزراء خارجية المنظمة التحضيري"،.
وتناقش جلسة العمل الثانية بنود جدول الأعمال، "تحت شعار تحديات وفرص متنامية" والتي تتضمن حالات النزاع في العالم الإسلامي، والوضع الإنساني، ظاهرة "الإسلاموفوبيا"، تنمية التعاون العلمي بين الدول الأعضاء، تعزيز التعاون الثقافي والاجتماعي والإعلامي في العالم الإسلامي، وتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وتختتم أعمال اليوم الأول للقمة بعقد جلسة خاصة حول الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي اليوم الثاني للقمة الخميس الموافق 7 شباط/فبراير، تنعقد جلسة العمل الثالثة التي يستأنف خلالها النقاش حول بقية بنود جدول الأعمال "تحديات جديدة وفرص متنامية"، ثم جلستين رابعة وخامسة لاستئناف النقاش.
وقد دارت خلال الأيام الأخيرة جلسات العمل التحضيرية للقمة، التي تم خلالها إعداد البيان الختامي واختيار رئيس القمة والأعضاء، وأظهرت مسودة للبيان الختامي لقمة "منظمة التعاون الإسلامي" أن زعماء العالم الإسلامي سيدعون إلى إجراء حوار بين المعارضة السورية ومسؤولين حكوميين غير ضالعين في "القمع" لإنهاء الحرب الأهلية الدموية المستمرة منذ عامين، ولم تذكر المسودة اسم الرئيس السوري بشار الأسد، فيما اعتبرت حكومته هي المسؤول الأول عن العنف المستمر في البلاد، حيث تدين المسودة المذابح التي ترتكبها السلطات السورية بحق المدنيين وتدعو المعارضة إلى التعجيل بتشكيل حكومة انتقالية.
وقالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان لها، إنها "ستطرح قضية كشمير في الدورة الـ12 لمؤتمر قمة التعاون الإسلامي، وأن ممثل باكستان في المؤتمر وزيرة الخارجية هينا رباني خار، ستستعرض وضع الجالية المسلمة في ولاية جامو وكشمير، إلى جانب موقف باكستان إزاء عدد من القضايا التي تمس العالم الإسلامي، ومن المقرر أن تشارك الوزيرة الباكستانية، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي، رئاسة اجتماع مجموعة اتصال منظمة التعاون الإسلامي حول جامو وكشمير.
من جانبه، ذكر الأمين العام للمنظمة أكمل الدين احسان اوغلو، الذي سيغادر المنظمة في نهاية 2013 بعد أن أمضى ولايتين مدتهما ثماني سنوات، في افتتاح الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة، الإثنين، "إننا ندعم جهود الحكومة الانتقالية الرسمية في مالي لاستعادة الأراضي التي سيطرت عليها الجماعات المسلحة"، مطالبًا الدول الأعضاء "بالعمل على القضاء على الجنوح والتطرف واستخدام السلاح باسم الدين"، مضيفًا أن "هذه القمة التي كان مقررًا أصلا انعقادها في القاهرة في 2011، وأرجئت بسبب الانتفاضات الشعبية والربيع العربي، ستناقش النزاعات الرئيسة في العالم الإسلامي سواء في الشرق الأوسط أو أفريقيا أو آسيا، وإذا كانت الدول الأعضاء تبنت مواقف متباينة إزاء التدخل العسكري الفرنسي في مالي أو الازمة السورية، فإن قمة القاهرة ستكون مناسبة لتنسيق المواقف ودعم سيادة واستقلال الدول وتقديم الحل السياسي على الحل العسكري".
ووفقًا لجدول أعمال القمة، فإن القادة سيعقدون جلسة خاصة لمناقشة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، ويشمل جدول أعمالها أيضًا قضايا عدة أخرى بينها الأقليات المسلمة في العالم وبخاصة في بورما والتعاون الاقتصادي بين دول العالم الإسلامي، وهي سوق كبيرة إذ يبلغ عدد سكانها قرابة مليار ونصف المليار شخص، ورجحت مصادر أن يتولى وزير الإعلام السعودي السابق إياد مدني منصب الأمين العام للمنظمة خلفا لأوغلو مطلع 2014 بعد انسحاب ثلاثة مرشحين أفارقة.