الأزمة السورية

كشف رئيس الائتلاف السوري المعارض هادي البحرة، عن مبادرة سياسية لحل الأزمة وفق بيان "جنيف" وهو في انتظار موقف الحكومة السورية في دمشق منها، مشيرًا إلى أنَّ الحل السياسي في سورية ما زال مطروحًا في ضوء استحالة الحسم العسكري.

وأكد البحرة أنَّ القوات الحكومية لن تستطيع حسم الأزمة السورية عسكريًا والائتلاف لن يتمكن كذلك، ولهذا فالمعارضة تحاول إيجاد مخرج يجمع كل الشعب السوري ويسمح بعملية انتقال سياسي دون إراقة المزيد من الدماء.

وترتكز المبادرة على الاتفاق على تسوية سياسية بين الأطراف السورية تكون بمثابة إعلان دستوري مؤقت وتقضي بوجود هيئة حكم انتقالي تملك سلطة اتخاذ القرارات من بينها انسحاب جميع الجهات العسكرية من سورية على أن تكون الهيئة الانتقالية الجهة الشرعية الوحيدة المخولة بتمثيل الدولة.

وكشف البحرة، عن وجود أخطاء في صفوف المعارضة يجري العمل على تصحيحها، مشدّدًا على أنَّ المعارضة ﻻ تطرح نفسها بديلًا عن النظام السوري، وإنما تسعى إلى بناء السلام داخل سورية، مشيرًا إلى أهمية الحل السياسي ومشاركة المعارضة في مؤتمر "جنيف" وتقديم خارطة طريق تُمكّن الشعب السوري من اختيار من يحكمه مجددًا ومطالبة الدول العربية بالحصول على مقعد شاغر في الجامعة العربية.

ميدانيًا في دمشق، تعرَّضت العاصمة لقصف بقذائف الهاون أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 9 آخرين، وطال القصف منطقتي المهاجرين وجرمانا ويُرجّح أنَّ مصدر القذائف هو حي جوبر.

بينما تدور اشتباكات عنيفة في حي جوبر بين قوات الحرس الجمهوري من جهة، وفصائل من "جبهة النصرة" من جهة أخرى وتتركز الاشتباكات في محيط جسر زملكا، ولم تُحرز القوات الحكومية أي تقدم في الساعات الـ72 الماضية ولا معلومات عن حصيلة القتلى في الطرفين.

وفي دوما، زار قائد "جيش الإسلام" زهران علوش، قواته في منطقة حوش الفارة التي سيطر عليها مقاتلو "جيش الإسلام" بعد معارك شرسة مع قوات حكومية، وتهدف الزيارة إلى إظهار القوة ورفع معنويات المقاتلين وتكذيب الإشاعات التي تتحدث عن هروب علوش إلى دولة خليجية.

وفي حرستا، شنَّ مقاتلو "جبهة النصرة" و"جيش الأمة" هجومًا على مبنى المخابرات الجوية ودارت اشتباكات عنيفة استخدمت فيها القوات الحكومية المدفعية الثقيلة و الدبابات.

ولم تنجح القوات المهاجمة في احتلال المبنى الاستراتيجي، وانسحبت بعد أن ألحقت خسائر في الأرواح والعتاد في صفوف القوات الحكومية، فيما أعلنت الأخيرة عن قتلها 25 عنصرًا من "جبهة النصرة" ولم تفصح عن خسائرها، فيما أعلنت "النصرة" عن مقتل 20 جنديًا حكوميًا ومقتل 6 من عناصرها.

وتستمر غارات طائرات القوات الحكومية وسقوط صواريخ أرض أرض على بلدات الغوطة الشرقية، وشمل القصف بلدات عربين وسقبا وزملكا وأطراف دوما وحرستا وقصف مُركّز على جوبر، في الوقت الذي أعلنت فيه مواقع الفصائل المعارضة عن مقتل 36 في اليومين الماضيين اغلبهم مدنيون نتيجة هذا القصف.      

وفي خان الشيخ، أجرت القوات الحكومية عمليات تمشيط للمزارع بالأسلحة المتوسطة واندلعت بعدها اشتباكات هي الأعنف منذ أشهر بين عناصر "جبهة النصرة" المتحصنين في البلدة والقوات الحكومية، ولم يعلن أي من الطرفين عن خسائره.