قطر لجأت إلى الولايات المتّحدة لمواجهة دور الرّياض الإقليميّ

كشفت تسجيلات مسرّبة، يتحدث فيها رئيس الوزراء، وزير الخارجيّة القطري السابق، الشيخ حمد بن جاسم، عن أنَّ الدوحة أبرمت اتفاقًا طويل الأمد مع الأميركيّين، يتضمن وجود قواعد عسكريّة، بغية مواجهة دعم الرياض لعودة الأمير الأسبق الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، الذي أطاح بحكمه ابنه الشيخ حمد.
وأكّد وزير الخارجيّة القطري، في تسجيل مسرّب أنَّ "قطر سعت إلى امتلاك قوة يهابها السعوديون، ونحن نعلم أننا لا نستطيع خلق هذه القوة، وبالتالي لجأنا إلى الأميركيين".
ويأتي هذا التسجيل بعد أيام على تسريب تسجيل آخر للأمير السابق الشيخ حمد بن خليفة، يحمل بدوره هجومًا على السعوديّة، ما أثار ضجّة في الأوساط الخليجيّة، حيث رأى المحلّلون السياسيّون أنَّ التسجيلين يؤكّدان وجود عقدة قطرية من الدور الذي تلعبه المملكة إقليميًا، معتبرين أنَّ "لجوء قطر إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة وإسرائيل يعدُّ محاولة لمجاراة دور المملكة".
ولم يستبعد المراقبون أن تكون التسريبات متعمّدة من طرف دوائر الحرس القديم في قطر، بغية إفشال تعهدات الأمير تميم بن حمد، تجاه دول الخليج، وهي تعهدات من شأنها أن تعيد سفراء كل من السعوديّة والإمارات والبحرين إلى الدوحة، وإعادة قطر إلى الصف الخليجي.
واعتبر المراقبون أنَّ "الأشرطة المسجلة هدفها دفع السعودية إلى اتخاذ موقف صارم من المصالحة مع قطر، لتبدو وكأنها هي من أفشلتها، ما يعني أن تظلَّ الدّوحة فضاءً يتحرك فيه الإخوان، بكل حرية، بغية الإساءة إلى دول الخليج ومصر".
وأكّدت التسجيلات المسرّبة أنَّ "القيادة القطرية السابقة لم تقف عند الاستنجاد بالأميركيّين، الذين وجّهوا إنذارًا للرياض، بل طلبت الدعم الإسرائيلي".
يذكر أنَّ المسؤول القطري السابق حمد بن خليفة قد أشار، في التسجيل الذي تمَّ بينه وبين العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، إلى أنَّ "المنطقة مقبلة على بركان، وأنَّ السعوديّة مقبلة على ثورة"، ولفت إلى أنَّ "الولايات المتّحدة الأميركيّة تتخذ إستراتيجية واضحة، تبدأ بعد أن هدوء الأوضاع في العراق، وأنّهم (واشنطن) يفكرون في تقسيم السعوديّة إلى ثلاث دول".
واعترف وزير الخارجية القطري السابق أنّه اجتمع مع المخابرات الأميركية والإنجليزية في لندن، وطلبتا منه تحليل الوضع في السعودية، وأنّه بيّن لهم أنَّ "الوضع صعب، في ضوء وجود حكومة هرمة، لا تترك تسيير الأمور للشباب".
وأضاف "أكّدت لهم أنّه لا أمل في الصف الأول من الجيش السعودي لتنفيذ مخططهم، بل إن تعويلهم لا بد أن يكون على الصف الثاني، فهؤلاء أناس يذهبون إلى أوروبا، ولا بد من الإيقاع بهم عبر تقديم خدمات مجانيّة، وبناء علاقات شخصيّة معهم، عبر سفاراتنا في تلك الدول".