القاهرة ـ أكرم علي أطلق رموز عهد مبارك، المُفرج عنهم أخيرًا، حسابات خاصة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، للتواصل مع الجماهير بعد حصولهم على البراءة في التهم التي نُسبت إليهم بعد سقوط حكومة الرئيس السابق حسني مبارك، تمهيدًا لعودتهم إلى ممارسة العمل السياسي، وسط توقعات بمحاولات جديدة لإعادة ترتيب صفوف "الحزب الوطني" المنحل من الداخل، وخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة بعد قرار المحكمة العسكرية بأحقية نواب "الوطني" في خوضها .
فقد أنشأ رئيس مجلس الشورى الأسبق وأحد أبرز رجال مبارك في "الوطني المنحل" صفوت الشريف، صفحة على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" لبث أخباره وتصريحاته، والتواصل مع جموع الشعب المصري، حيث بث الشريف أول تغريدة له قال فيها "بعد أن أثبت قضائنا الشامخ براءتي قررت أن أتواصل مع الشعب المصري عبر (تويتر) لتصحيح ما يُقال أو سوف يُقال عني"، وتزامنًا أطلق رئيس ديوان مبارك السابق زكريا عزمي، صفحة جديدة، وأعلن أنه "يفتح ذراعيه ومستعد للتعاون مع الرئيس المنتخب محمد مرسي".
وحصل صفوت الشريف، على حكم  بإخلاء سبيله، بعد تسديده كفالة مالية قررتها المحكمة في اتهامه في إحدى قضايا الكسب غير المشروع، بعد حبس دام 21 شهرًا، وكذلك زكريا عزمي حصل على البراءة أخيرًا من تهم الفساد المالي.
فيما أطلق أيضا رجل الأعمال الهارب في إسبانيا حسين سالم، حسابًا على موقع "تويتر"، وتعهد في أول تغريدة له على حسابه، بالكشف عن "الكثير من المفاجآت التي لا يعلم الشعب المصري عنها شيئًا"، وكذلك أنشأ رئيس مجلس الشعب الأسبق أحمد فتحي سرور حسابًا على الموقع نفسه وكتب في أول تغريدة له "بعد فترة من المعاناة والظلم، قررت التواصل مع أبناء الوطن، والكشف عن حقائق كثيرة غائبة عن أذهان الجميع في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها البلاد".
ووصف سياسيون هذه الخطوة بـ"المريبة"، والتي تشير إلى عدد من الدلائل تؤكد عودتهم إلى الحياة السياسية، حيث علق أستاذ العلوم السياسية عمرو هشام ربيع على هذه الخطوات قائلاً لـ"العرب اليوم"، "أعتبر ذلك مؤشرًا قويًا على إعادة ترتيب صفوف رجال (الحزب الوطني) المنحل تحت مظلة جديدة، وخوض الانتخابات البرلمانية بالتعاون مع جماعة (الإخوان المسلمين) وأن يقدموا ولائهم لهم"، مضيفًا أنه "يجب رصد كل ما يكتبوه والتصدي لكل الخطوات التي يقمون بها من أجل استعادة دروهم في الدولة، سواء بالتحالف مع الإخوان أو غيرهم".
وقال الباحث السياسي عمار علي حسن لـ"العرب اليوم"، "أشعر بخطورة هذه الخطوات بعد أن حصل رجال مبارك على البراءة، فلا يمنعهم أحد من التواصل مع الجماهير، فلهم مؤيدون كثيرون في الشارع المصري، وربما يساعدوهم في الوصول إلى مجلس الشعب واستعادة دور (الحزب الوطني) المنحل"، محذرًا من "الاستهانة بفكرة إنشاء هذه الحسابات وعدم الالتفات لها، لأن ذلك يؤكد عودة رجال مبارك إلى الحياة السياسية مجددًا".
جدير بالذكر أن القضاء المصري قد برأ كل من رئيس مجلس الشعب الأسبق أحمد فتحي سرور في قضية "موقعة الجمل" بالتحريض على قتل المتظاهرين، وبرأ كل من صفوت الشريف أيضًا وزكريا عزمي في قضايا الفساد المالي.