الخرطوم- أنس الحداد
اتهم أمين عام مؤتمر الأحزاب العربية قاسم صالح دولًا أجنبية بالسعي إلى نشر مفهوم مشوَّه للحرية والديمقراطية في الدول الإفريقية والعربية، مؤكدًا أنَّ ما يحدث في بعض الدول من تعميم الفوضى تسبّبت فيه الدول الأجنبية.
وشدَّد صالح، في ندوة في العاصمة السودانية الخرطوم، الجمعة، على أنَّ الديمقراطيات المستوردة لا يمكن أن تكون حلًا ناجحًا لأوضاع الأنظمة المحلية، موضحًا أنَّ شعارات الديمقراطية التي تنادي بها الدول الأجنبية تريد منها فرض مفهومها التخريبي على المجتمع العربي والإفريقي.
وطالب الأحزاب الإفريقية والعربية بإنقاذ الديمقراطية وأن ترعى خصوصياتها بنفسها، داعيًا إلى تحويل الأحزاب من أفكار شخصية إلى مؤسساتية، مؤكدًا أنَّ الديمقراطية ينبغي أن تكون نابعة من المفاهيم التي تحملها الدول وتطبق عن طريق الشورى.
وأشار صالح إلى أنَّ الحوافز الأساسية لاعتناق الديمقراطية هي التداول السلمي للسلطة، ونبذ العنف والعنصرية، بجانب اعتماد مبدأ المواطنة قاعدة للتعاون مع المجتمع من قبل الدولة والحوار مبدأ أساسيًا لحل المشاكل الداخلية، داعيًا إلى مكافحة التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول العربية والأفريقية.
من جانبه، استبعد أمين عام مجلس الأحزاب الإفريقية د. نافع علي نافع وجود تجربة ديمقراطية مكملة تفرض على الدول العربية والإفريقية استيرادها من الخارج، مؤكدًا أنَّه لن يكون هنالك حزب قوي ما لم يكن ديمقراطيًا، أو توفر له مساحة واسعة للديمقراطية.
وأكد نافع أنَّ الديمقراطية وسيلة لبناء الأحزاب، وأنَّ شعوب العالم اليوم تحرَّرت ولن تُحكم بحزب أو غيره، وإنما عن طريق الشورى والديمقراطية وتبادل الرأي، كاشفًا عن تحديات تواجه الديمقراطية في الدول الإفريقية منها محاولة الاستغلال من الداخل والخارج.
وأوضح أنَّ الدول الخارجية التي تنادي بالحريات تريد تمزيق دول العالم الثالث، مشددًا على ضرورة أن تهزم ديمقراطية الشعوب الأهداف والأجندة الخارجية، مبينًا أنَّ شعارات الحرية التي تتحدث عنها الدول الأجنبية لا تطبقها في أرجائها على الوجه الأكمل، معتبرًا أنَّ الدول التي تستغل الحريات تهدف إلى هدم وتأخير تنمية دول العالم الثالث.