لندن - حسَّان إبراهيم
فيما اعتبرت مجموعة "أصدقاء الشعب السوري" التي اجتمعت في لندن امس الخميس بأنها "مهزلة ديموقراطية"، وصفتها موسكو بأنها خطوة للحفاظ على المؤسسات، الامر الذي يؤكد استمرار الخلاف العميق بين معسكرين شرقي تقوده روسيا، وغربي تتزعمه الولايات المتحدة حول مستقبل الوضع في سورية وكيفية انهاء أزمتها.
ومع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي المقرر في 3حزيران / يونيو المقبل، الذي لا يتوقع ان يحدث مفاجأة وسيفضي الى اعادة انتخاب الرئيس بشار الاسد رئيساً للجمهورية السورية لولاية ثالثة، انتقدت الدول الـ11 في مجموعة "أصدقاء الشعب السوري" الانتخابات "غير الشرعية" التي وصفتها بانها تعد "مهزلة ديموقراطية".
وحضر الاجتماع وزراء الخارجية الاميركي جون كيري والبريطاني جون هيغ والفرنسي لوران فابيوس والالماني فرانك - فالتر شتاينماير والتركي أحمد داود أوغلو والسعودي الامير سعود الفيصل والاردني ناصر جودة والمصري نبيل فهمي والقطري خالد العطية والاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد وممثل لايطاليا ورئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" أحمد الجربا. وقرر المجتمعون زيادة المساعدات التي يقدمونها الى المعارضة السورية المعتدلة.
وتعليقا على تقارير تحدثت عن استخدام النظام السوري غاز الكلور في الحرب، قال كيري: "رأيت المعلومات الأولية التي تشير إلى أنه قد يكون هناك، كما اشارت فرنسا الى عدد من الامثلة التي استخدم فيها الكلور في الحرب، "إذا حدث ذلك وتم التحقق منه فعندئذ سيكون هذا خرقاً لاتفاق الأسلحة الكيميائية وضد اتفاق الأسلحة اللذين وقعتهما سوريا". وأضاف: "لقد أوضح الرئيس الأميركي باراك أوباما وآخرون ان استخدام ذلك ستكون له عواقب. لن نلزم أنفسنا بوقت وموعد واسلوب عمل محدد ولكن ستكون هناك عواقب".
ورداً على قرار "أصدقاء الشعب السوري" زيادة المساعدة للمعارضة السورية المعتدلة، نقلت وكالة "انترفاكس" الروسية المستقلة عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف انه "على عكس بعض الشركاء الغربيين المجتمعين في لندن نحن نعمل مع كل الأطراف السوريين وليس فقط مع طرف واحد كأننا ندعمه ضد الآخر بالنسبة الينا، هذا الأسلوب منحاز وهدام".
وعن الانتخابات السورية، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش بأن الانتخابات الرئاسية المرتقبة خطوة مهمة على طريق الحفاظ على مؤسسات الدولة.
ونقلت عنه وسائل إعلام روسية أن الانتخابات "من شأنها تلبية التطلعات المشروعة لمواطني البلاد، ومواصلة الجهود المثابرة لإيجاد حل سلمي للأزمة الطويلة في سوريا في أسرع وقت ممكن". ولم يستبعد حضور "ممثلين للبرلمان الروسي" إلى سوريا لمتابعة عملية الاقتراع. ورأى "أن الأهم هو ضمان أمن المراقبين الأجانب، فهناك مشاكل جديدة في هذا الشأن، لكنني آمل في أنها ستحل".
وأبرز ضرورة ضمان اجراء الانتخابات بصورة شفافة وبما يتفق ومعايير الديموقراطية، وذلك على رغم من الظروف الصعبة جداً في البلاد.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الصيني وانغ يي نية بلديهما تنسيق خطواتهما بشكل وثيق في مجلس الأمن إزاء عدد من المواضيع بما في ذلك التسوية في بسوريا.
وبعد ايام من اعلان الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي عزمه على الاستقالة من منصبه بحلول 31 ايار/ مايو الجاري ، صرح نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف بان على الوسيط الدولي الجديد لسوريا ان يكون "سياسياً يحظى باحترام" ويعترف به في آن واحد النظام السوري والمعارضة. واعلن ان اجتماعاً حول الازمة السورية بين روسيا والولايات المتحدة والامم المتحدة قد يعقد بعد تعيين الوسيط الجديد. ولاحظ ان "اجتماعا ثلاثياً لن يكون له معنى الا بعد تعيين الوسيط الجديد".