مجلس الشورى السعودي

أكّد العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، أن الأمن هاجس أساسي للجميع في بلاده، مبيناً أن العام الفائت شهد "محاولات مستميتة من الفئة الضالة وعناصر التخريب ودعاة الفرقة للنيل من استقرار بلادكم ووحدتها، فكان الرد عليها في المواقف الرائعة من المواطنين على مستوياتهم كافة، مما أثلج الصدر وطمأننا إلى صلابة وحدتنا الوطنية وباءت تلك المحاولات بالفشل الذريع نتيجة هذه المواقف وما قامت به مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية، التي وقفت لهم بالمرصاد وأفشلت خططهم".

جاء ذلك ضمن الكلمة الملكية التي وجهها العاهل السعودي في افتتاح أعمال السنة الثالثة من الدورة السادسة لمجلس الشورى في مقر المجلس في الرياض، وافتتحها نيابة عنه الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد ووزير الدفاع السعودي.

وتضمن الخطاب الملكي السنوي جملة من الموضوعات التي تهم الشأن السعودي الداخلي، مشدداً أن "اللقاء يأتي في ظروف دولية وإقليمية بالغة الحساسية والدقة فمحيطنا الإقليمي يموج بالقلاقل والفتن كشر فيه التطرف عن أنيابه قاتلاً للأنفس وسالباً للأموال ومنتهكاً للأعراض"، مبيناً أن مع تلك الظروف وما تستدعيه من انشغال بها "واصلت المملكة مسيرتها التنموية ساعية إلى تعزيز الأمن وتحقيق راحة المواطن وسعادته".

واعتبر الملك عبد الله بن عبد العزيز، في خطابه السنوي، أن تحقيق التنمية والرخاء يترافق معه "تشجيع منظومة القيم الثقافية والأخلاقية التي تقوم عليها بلادنا والتي حث عليها ديننا الحنيف الداعي إلى نشر التسامح والمحبة والرحمة، وترسيخ الهوية الإسلامية والعربية للمملكة، والاستمرار في دعم مكانتها على الصعيد الدولي، وتعزيز الوحدة الوطنية، وتحقيق الأمن الوطني الشامل، وضمان حقوق الإنسان والعدل والمساواة والاستقرار".

وتحدث عن سياسة بلاده البترولية، واهتمامها باستقرار السوق البترولية، مبيناً أن السعودية استمرت "في انتهاج سياسة بترولية معتدلة منطلقة من أسس اقتصادية تقوم على مراعاة مصالح الأجيال الحاضرة والقادمة وفق سياسات مدروسة قوامها استقرار السوق، ومراعاة المصالح المشتركة للمنتجين والمستهلكين".

وتطرق الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى ما تحقق في بلاده من إنجازات تنموية وتعليمية واقتصادية، وفي مجالات البنية التحتية والمشروعات الخدمية والصناعية، لرفع المستوى المعيشي لكافة المواطنين، وتحسين نوعية الحياة، والارتقاء بالخدمات والمرافق وكفاءتها، مشدداً على أن "ما تحقق لا يرتقي إلى ما نسعى إليه، ويطمح له المواطن فطموحاتنا لا تقف عند حد، وسعينا دائب ومستمر للحفاظ على ما تحقق من مكتسبات وتحقيق المزيد من المنجزات، وستستمر الدولة في نهجها التنموي لخدمة المواطن وتحقيق أمنه ورخائه ورفاهيته".