وزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز خلال لقائه مع رئيس الوزراء الفرنسي

بحث ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز مع رئيس الوزراء الفرنسي ايمانويل فالس ، في مقر رئاسة الوزراء في باريس ، أوجه التعاون بين البلدين وتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط . ورحّب رئيس الوزراء الفرنسي بزيارة ولي العهد السعودي إلى فرنسا، فيما عبّر ولي العهد عن سعادته بهذه الزيارة، مؤكدًا عمق العلاقات التي تربط بين المملكة وفرنسا. وأكد الأمير سلمان أن بلاده منذ تأسيسها تعيش الاستقرار، ما يجعلها جاذبة للاستثمار. وشدد على أن مسؤوليات بلاده تجاه دينها وعروبتها كبيرة

ووتمحورت المحادثات التي أجراها ولي العهد السعودي مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حول تكثيف التعاون والتشاور بين البلدين بالنسبة للملفات الساخنة في المنطقة. وكان هناك تشاور حول رغبة فرنسا في تنظيم مؤتمر دولي لمكافحة تطرف تنظيم "داعش"، وحول ما إذا كانت هناك فائدة من مشاركة إيران في ذلك الجهد. ولكن لم تتبلور فكرة، لأن باريس تنتظر تشكيل الحكومة العراقية الجديدة لعقد مثل هذا المؤتمر.

وأكد الأمير سلمان بن عبدالعزيز أن العلاقات السعودية - الفرنسية تشهد "حاليًا نقلة نوعية، بفضل حرص القيادة السياسية في كلا البلدين على دعمها وتعزيزها في المجالات كلها، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين"، مشيرًا إلى أن "مكانة فرنسا في الساحة الدولية وثقلها الاقتصادي وريادتها في كثير من الصناعات المتقدمة، تجعل منها شريكًا استراتيجيًا للمملكة".

وقال ولي العهد السعودي، خلال افتتاحه معرض "استثمر في المملكة" في باريس، في حضور عدد كبير من رجال الأعمال"هناك حرص كبير من القيادة السياسية في كلا البلدين على دعم العلاقات بين الرياض وباريس، وتعزيزها في المجالات كلها، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين".

وأضاف" من منطلق اهتمام المملكة بتعميق التعاون بين القطاع الخاص في البلدين، فقد حرصت أن ألتقي برجال الأعمال، وإننا لنأمل أن تسفر اجتماعاتكم عن الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين إلى ما تصبو إليه القيادتان"

وأشار إلى أن الناتج المحلي للمملكة "تضاعف خلال العقد الماضي ليصل إلى 540 بليون يورو، ما أهَّل المملكة لأن تكون من أكبر 20 اقتصادًا في العالم، كما عملت حكومة الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال الأعوام الماضية على تنمية الاحتياطات، إلى أن تخطت 500 بليون يورو، وتوسعت في الإنفاق على مشاريع الخدمات الصحية والتعليمية، وتطوير البنية التحتية، بما في ذلك ربط مدنها من خلال شبكة طرق وقطارات حديثة هي الأكبر في تاريخها".

وأضاف"تمت أخيرًا الموافقة على فتح سوق الأسهم السعودية للاستثمار الأجنبي، وهو السوق الأكبر في الشرق الأوسط. كما تساهم المملكة بسخاء في تنمية البلدان النامية، وفي استقرار سوق البترول العالمي والأسواق المالية".

وأكد ولي العهد أن نسبة السعوديين "تحت سن 25 عامًا تفوق 50 في المائة من عدد السكان، ما يتطلب منا التوسع في برامج التنمية التي تمس حياة المواطن، ضمن مفهوم التنمية المستدامة، مع الاهتمام ببرامج تمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وترشيد وتنويع مصادر الطاقة، حيث تم إنشاء مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة".

ودعا رجال الأعمال إلى الاستثمار في السعودية، لأنها تملك "بيئة جاذبة ومستقرة"، مضيفًا"أن علاقاتنا الاقتصادية بفرنسا قديمة، وتوجد في المملكة أكثر من 70 شركة فرنسية تعمل في قطاعات متنوعة، وطموحات قيادتي البلدين ورغبتهما في تنمية التجارة بينهما كبيرة، ما يجعلني متفائلًا في شراكتنا الاستراتيجية".

و قال الأمير سلمان، إن المملكة تعيش "الاستقرار، وإن عليها مسؤوليات تجاه دينها ومبادئها الإسلامية وعروبتها"، لافتًا إلى أنها منذ توحيدها على يد "الملك عبدالعزيز وحتى عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهي تعيش الاستقرار"

وأكد خلال استقباله  في مقر إقامته في باريس العسكريين السعوديين المبتعثين، أن "القوات المسلحة والقوات الأخرى من الحرس الوطني والأمن مهمتها الأساسية هي الحفاظ على أمن واستقرار المملكة كما هو الحال الآن".

وأظهرت زيارة ولي العهد السعودي رغبة لدى البلدين للإسراع في إنهاء العقد لدعم الجيش اللبناني، وتكثيف التشاور السياسي في ما يخص صراعات المنطقة. ودعا الأمير سلمان خلال العشاء الذي أقامه على شرفه الرئيس هولاند في قصر الاليزييه "الدول المحبة للسلام إلى أن تسارع بدعم المركز الدولي لمكافحة التطرف" الذي دعا إلى إنشائه الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

وتمنى الأمير سلمان تشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق "تحرص على وحدته وأمنه واستقراره". وأعرب عن قلق بالغ لتدهور الأمن في اليمن، "وما يتم من أعمال تهدف إلى تقويض العملية السياسية التي تستند إلى المبادرة الخليجية". ويلتقي ولي العهد السعودي وزيري الدفاع جان إيف لودريان والخارجية لوران فابيوس. ويلقي خطابًا الخميس في مقر منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة.