القدس - ناصر الأسعد
حث وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، على "اغتنام فرصة" مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار "للعمل نحو وقف إطلاق النار في قطاع غزة". وضغط بلينكن من أجل السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى الفلسطينيين، مع تزايد المخاوف بشأن عشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين بسبب القتال في شمالي القطاع الذي يصعب الوصول إليه.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، بعد محادثات بين بلينكن ونتنياهو في القدس إن بلينكن "أكد على الحاجة إلى الاستفادة من التحرك الإسرائيلي الناجح في تطبيق العدالة على يحيى السنوار، من خلال تأمين إطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء الصراع في غزة، بطريقة توفر الأمن الدائم للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء"، حسب تعبيره.
وأضاف ميلر أن بلينكن أكد أيضاً على "ضرورة أن تتخذ إسرائيل خطوات إضافية، لزيادة واستدامة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، وضمان وصول المساعدات إلى المدنيين في جميع أنحاء القطاع".
وعقب المحادثات، قال مسؤول أمريكي إن نتنياهو أدرك "جدية" تحذيرات بلينكن، بشأن ضرورة زيادة وصول المساعدات إلى غزة، "لكن النتائج هي المهمة".
وحذرت واشنطن من أنها قد تعلق بعض مساعداتها العسكرية، إذا لم تعمل إسرائيل بسرعة على تحسين الوصول الإنساني إلى المنطقة.
ونفى نتنياهو مزاعم بأن إسرائيل تنفذ خطة مثيرة للجدل تتضمن حصاراً مكثفا لتجويع شمال غزة، بحسب المسؤول الأمريكي.
وتظاهر مئات الإسرائيليين خارج فندق في تل أبيب، حيث كان أنتوني بلينكن يلتقي بالرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، مطالبين وزير الخارجية الأمريكي بالعمل على التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.
وردد المحتجون هتافات تؤكد تعويلهم على الدور المحتمل للولايات المتحدة ووزير خارجيتها في إعادة الرهائن.
يذكر أن زيارة بلينكن للشرق الأوسط هي الحادية عشرة منذ بدء حرب غزة، وهي الأخيرة قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ربما تغير سياسة واشنطن تماماً بما في ذلك إزاء النزاع في غزة.
قالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، إن 115 شخصاً قتلوا في مختلف عمليات القصف في مناطق القطاع كافة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأضافت في تقريرها الإحصائي اليومي لعدد القتلى والجرحى جراء الحرب المستمرة في قطاع غزة لليوم الـ 382 على التوالي، أن عدد الجرحى بلغ 487 شخصاً.
وقالت الوزارة في تصريحها اليومي إن "الاحتلال الاسرائيلي ارتكب سبع مجازر ضد العائلات في قطاع غزة"، بحسب تعبيرها.
وأكدت أنه لا يزال هناك "عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، وأن طواقم الإسعاف والدفاع المدني لا تستطيع الوصول إليهم" معلنة في الوقت ذاته أن حصيلة قتلى وجرحى الحرب في القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، ارتفعت إلى 42 ألفاً و718 قتيلاً، ومئة ألف و282 جريحاً.
وفي سياق متصل قالت حركة حماس إنها قتلت قائد اللواء 401 في تفجير عبوة ناسفة بمجموعة قيادة إسرائيلية من 12 ضابطاً في الفالوجة غرب معسكر جباليا.
وأضافت أنها أوقعت المجموعة بين قتيل وجريح، وأن من بين الجرحى الذين أصيبوا بجراح خطيرة قائد كتيبة إسرائيلية.
وأكدت "أن الاحتلال اعترف إثر هذه العملية بمقتل قائد اللواء401 وإصابة آخرين بجروح خطيرة ومنهم قائد كتيبة".
وكانت الحركة قد استهدفت جرافة عسكرية إسرائيلية بعبوة أرضية في شارع الصفطاوي شمال مدينة غزة. كما استهدفت جرافة عسكرية إسرائيلية بقذيفة "تاندوم" وجرافة أخرى بقذيفة "الياسين 105" وعبوة "شواظ" في منطقة الفالوجة غرب معسكر جباليا شمالي القطاع.
وعلى الصعيد الأممي، قال تقرير للأمم المتحدة إن آثار الحرب أدت إلى تراجع التنمية في غزة بما يناهز 69 عاماً.
وتوقع التقرير أن يرتفع معدل الفقر في فلسطين إلى 74.3 في المئة في العام الحالي ليشمل 4.1 ملايين شخص.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة "إن الاحتلال الإسرائيلي منع إدخال أكثر من ربع مليون شاحنة مساعدات منذ بدء الحرب". وأضاف "أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم التجويع كسلاح حرب ضد المدنيين، خصوصاً الأطفال بمنع الحليب عنهم".
من جهتها أعلنت مفوضية الاتحاد الأوروبي الاثنين، دعمها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، بـ16 مليون يورو.
وبحسب وكالة يورو نيوز الأوروبية، قالت المفوضية في بيان، إن هذه الدفعة هي الثالثة المقدمة إلى الوكالة منذ بداية العام 2024، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي سيُسهم في دعم الأونروا خلال هذا العام بـ82 مليون يورو.
وأوضحت المفوضية في هذا الصدد أن هذا الدعم المالي يأتي في إطار التزامها بمعالجة الأزمة الإنسانية للشعب الفلسطيني.
وصفت حركة حماس ما يدور من عمليات للجيش الإسرائيلي منذ ثمانية عشر يوماً في شمالي قطاع غزة بما يشمله من مناطق جباليا ومخيمها ومشروع بيت لاهيا بـ "المجازر اليومية والتدمير الشامل وعمليات تهجير قسري وتطهير عرقي".
وقالت الحركة إن "الاستهداف الوحشي" للمدارس ومراكز الإيواء والمستشفيات، بما فيها من نازحين ومرضى وجرحى، يأتي في إطار استمرار الجيش الإسرائيلي في محاولاته لتنفيذ مخططه المعروف بـ (خطة الجنرالات) وفقاً لبيان الحركة.
وطالبت حماس من المنظومة الدولية بالتحرُّك الفوري لوقف "جريمة التهجير القسري والتطهير العرقي والمذابح التي ينفّذها جيش الاحتلال شمالي قطاع غزة، التي تعد انتهاكاً صارخاً لكل القوانين والشرائع والأعراف".
وأضافت أن هذا "لم يكن لِيُمَرَّر لولا حالة الصمت والتخاذل التي تعتري المنظومة الدولية، والسلوك المتواطئ للإدارة الأمريكية مع جرائم العدو الصهيوني" بحسب بيان الحركة.
وجددت الحركة دعوتها للشعوب العربية والإسلامية، ولجميع الأحرار حول العالم بضرورة التحرك وتشكيل أكبر ضغط على إسرائيل وداعميها من الدول الغربية، و"العمل لوقف جريمة العصر التي ترتكب في قطاع غزة، وإفشال مخططات الاحتلال الرامية لتهجير شعبنا وتصفية قضيتنا الوطنية" كما ورد في البيان.
أدان مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين ما سماه "قيام إسرائيل بتقويض عمل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية العاملة في قطاع غزة، بما في ذلك قصف مراكز ومقار وكالة الأونروا، وتصنيفها كمنظمة إرهابية، والعمل على إنهاء مهامها في الأرض الفلسطينية المحتلة".
جاء ذلك في البيان الصادر عن اجتماع مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، في القاهرة الثلاثاء.
واعتبرت جامعة الدول العربية أن "عجز المنظومة الدولية عن وقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي غير المسبوقة في التاريخ الحديث يشكل وصمة عار في جبين الإنسانية والمنظومة الدولية".
وطالب البيان بتفعيل الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية في 19 يوليو/ تموز من العام الجاري 2024، بشأن "عدم قانونية الاحتلال الإسرائيلي"، كما دعا إلى تجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وإلى انضمام الدول العربية إلى دعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
بلينكن يقترح استسلام حماس لوقف الحرب في قطاع غزة
بلينكن يصف هجمات الحوثيين بأنها تمثّل تهديداً و على حماس الإستسلام و دولة فلسطينية هي الحل