لندن ـ كاتيا حداد
تدخل بريطانيا مرحلة جديدة بجانب مرحلة خروجها من الاتحاد الأوروبي، بسبب استقالات الوزراء، والتغيرات الجارية على السياسة البريطانية الداخلية، وذلك بعدما استقالت وزيرة الداخلية البريطانية، ويأتي ذلك وسط إجراء تعديل وزاري محتمل في قلب الوزارة، ما قد يخل بتوازن البقاء والرحيل بين كبار الوزراء، كما تأتي الاستقالة قبل أيام فقط من الانتخابات المحلية التي يخشى الحزب بالفعل من أنها قد تتأثر بفضيحة " Windrush"، وفي ضوء تساؤلات عن موقف المحافظين من الأقليات العرقية والمهاجرين.
جافيد يؤكد ابتعاده عن سياسة أسلافه:
ونأى وزير الداخلية البريطاني الجديد، ساجد جافيد، بنفسه عن سياسة البيئة المعادية التي اتبعتها أسلافه، وذلك أثناء خطابه في مجلس العموم بعد توليه المنصب الجديد، مؤكدًا أنه يفضل التحدث عن بيئة متوافقة، حيث قال إنه سيضع "طابعه" الخاص على وزارة الداخلية، مشيرًا إلى ضرورة اتباع سياسة هجرة إنسانية نزيهة ترحب وتحتفي باللذين يأتون إلى بريطانيا بشكل قانوني، إلى جانب تضيق الخناق على المهاجرين غير الشرعيين.
وتواجه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، في هذه الأثناء دعوات للمثول أمام البرلمان والإجابة على أسئلة حول ما إذا كانت تعرف عن تضليل آمبر رود، وزريرة الداخلية السابقة، للبرلمان في الأسبوع الماضي. واستقالت السيدة رود من منصب وزيرة الداخلية بعد أن اعترفت بأنها "ضللت عن غير قصد" البرلمان فيما يخص أهداف الترحيل، وكانت آمبر وهي عضو البرلمان المحافظ تنوي في البداية التمسك بمنصبها بعد أسبوع من الدعوات للاستقالة بسبب تعاملها مع فضيحة "Windrush".
ضغط على ماي واشتباه بتورطها:
وتحولت الأضواء الآن على رئيسة الوزراء، مع طرح الأسئلة هذا الصباح على دورها في الفضيحة، حيث تولت السيدة ماي منصب وزيرة الداخلية بين عامي 2010 و 2016. وفشل هذا الصباح، كريس غريلنغ، بشكل متكرر في الإجابة عن أسئلة حول ما إذا كان ينبغي أيضا مسائلة السيدة ماي، وفي نهاية هذا الأسبوع، تحدث السيد جافيد عن فضيحة "Windrush" ، قائلا "اعتقدت أنه يمكن أن تكون والدتي أو والدي أو عمي، يمكن أن يكون أنا".
وهاجر والدا جافيد من باكستان في الستينيات، وفي رسالة الاستقالة إلى السيدة ماي، قالت السيدة رود إنها عُرضت عليها أدلة تشير إلى انتشار معرفة بأهداف الترحيل داخل وزارتها، الأمر الذي لم يترك لها أي خيار سوى الرحيل، وقبل قبول استقالتها، قالت رئيسة الوزراء إن السيدة رود كانت قد ردت على الأسئلة من خلال لجنة مختارة حول فضيحة Windrush بعدما فعلت ذلك بحسن نية، وأكدت أنها "آسفة للغاية" بشأن قرارها بالرحيل. وصدم قرارها، الذي يجعلها خامس عضو في مجلس الوزراء يستقيل منذ الانتخابات العامة النواب، حيث جاء بعد ساعات فقط من رسالة مسربة قوضت علنا ادعائها بأنها لم تكن تعرف أهدافا لترحيل المهاجرين أثناء وجودها في السلطة، وفي الرسالة، التي كتبت قبل أكثر من عام، حددت السيدة رود خططها لزيادة عمليات ترحيل المهاجرين بنسبة 10%، مما يتناقض مع إنكارها السابق للبرلمانيين.