مسقط - عمان اليوم
أدلى السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي وزير الخارجية ببيان السلطنة في المناقشة العامة رفيعة المستوى للدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة امس الثلاثاء، وقد وجه شكره بداية لمعالي رئيس الدورة فولكان بوزكير ولبلده تركيا عن تهانيه لانتخابه رئيسا للدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة قائلا: نحن على ثقة بأنكم قادرون على إدارة هذه الدورة بجدارة وتسيير أعمالها بكل حكمة واقتدار.
وقال البوسعيدي في الكلمة انه ومع احتفال الأمم المتحدة بمرور 75 عاما على إنشائها نغتنم الفرصة هنا لنسجل للأمم المتحدة ولمعالي الأمين العام أنطونيو غوتيريش وزملائه في هذه المنظمة الدولية تقديرنا العميق للجهود الدؤوبة والمتواصلة لحفظ الأمن والسلم الدوليين مؤكدين استعداد السلطنة على استمرار التعاون القائم بيننا ومع سائر الدول الأعضاء لتحقيق الغايات النبيلة للأمم المتحدة .
وتطرقت الكلمة إلى تأكيد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ــ حفظه الله ورعاه ــ بما لا يدع مجالا للشك، أن سلطنة عمان ستواصل السياسة الحكيمة التي وضعها جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد ــ طيب الله ثراه ــ باني عُمان الحديثة ومهندس سياستها الخارجية وعلاقاتها الدولية على مدى الخمسين عاما الماضية.
وقال البوسعيدي: إن سلطنة عمان تنتهج طريق الحوار وتشجع عليه كما تدعم حكومة بلادي قيم التسامح والعمل الجماعي والعيش في سلام مع الجميع، اننا نؤمن بمبادئ العدل والمساواة وحسن الجوار وسيادة القانون ونحترم سيادة الدول ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير ونؤكد على التسوية السلمية للنزاعات على أساس أحكام ومبادئ ومواثيق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي باعتبارها التزاما علينا جميعا الوفاء بها « .
وقال معالي وزير الخارجية: إن جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) فرضت تغييرات كبيرة على حياتنا اليومية، بيد أنه مهما كانت صعوبة التحديات، علينا التكيف المثالي على أساليب الحياة الجديدة، وأن نظل متفائلين نحو المستقبل. وفي ذات السياق فإن على المجتمع الدولي واجب إنساني يتمثل في ضمان التوزيع العادل للموارد اللازمة لمكافحة الجائحة وتأمين اللقاحات في المناطق الأقل نموا والتي تعاني من محدودية المرافق والقدرات الطبية.
كما أن الجائحة أفرزت تحديات اقتصادية شائكة، وفي هذا الصدد ندعو الدول والمؤسسات المانحة إلى بذل ما بوسعها لتيسير عملية إعادة هيكلة الديون وإيلاء عناية خاصة لمساعدة الدول الأكثر تضررا بما يشجع على تسريع وانسياب عجلة الاقتصاد ويحفز النمو.
وقال معاليه: إن السلطنة تنتهج طريق الحوار وتشجع عليه، كما تدعم قيم التسامح والعمل الجماعي والعيش في سلام مع الجميع وتؤكد سلطنة عمان مجددا مساندتها للمطالب المشروعة والعادلة للشعب الفلسطيني الشقيق، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية، التي تقوم على مبدأ الأرض مقابل السلام وحل الدولتين.
وقال معاليه: إن بلادي تدعو جميع الفرقاء في الجمهورية اليمنية إلى الالتفاف حول طاولة الحوار البناء من أجل التوصل إلى حل سلمي توافقي للصراع الدائر وفي هذا الصدد فإننا نناشد الأطراف كافة أن تدعم جهود مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن.
وقال معاليه: إن السلطنة تود أن تعبر عن دعمها للجمهورية اللبنانية داعين المجتمع الدولي إلى مؤازرة جهود إعادة الإعمار ومساعدة لبنان في معالجة آثار الانفجار المأساوي الذي وقع في مرفأ بيروت، وفي الشأن الليبي فإن سلطنة عمان رحبت بالاتفاق على وقف إطلاق النار والعمل على وضع آليات استئناف عملية إنتاج النفط وتصديره، وإدارة الإيرادات لصالح الشعب الليبي الذي نرجو له الأمن والاستقرار والازدهار.
وأضاف وزير الخارجية: اتخذت سلطنة عمان هذا العام خطوات مهمة نحو إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة وتحديثه، وذلك دعما لمتطلبات المرحلة، على طريق مسيرة التنمية الاقتصادية، وفي إطار رؤية عمان 2020-2040، واستنادا للمبادئ التي ينص عليها النظام الأساسي للدولة، ونخص بالذكر مبادئ اقتصاد السوق التي يهتدي بها النظام الاقتصادي للسلطنة الأمر الذي يعزز بلا شك من قيمة موقعها الجغرافي وأهميته في التجارة الدولية إلى جانب الاستقرار السياسي الذي تنعم به السلطنة، والمقومات السياحية، والفرص الاستثمارية المتنوعة في العديد من الميادين والقطاعات التنموية المجزية.
وأشار البوسعيدي في ختام الكلمة إلى الشباب باعتبارهم أمل الحاضر وعماد المستقبل، قائلا انه لابد للحكومات أن تضع في أولوياتها الاهتمام بالشباب، وتوفير كل ما من شأنه النهوض بقدراتهم، وتنمية مواهبهم، ضمانا لتنمية مستدامة تتحقق بسواعدهم الفتية.
وقال معالي وزير الخارجية: اننا نعيش في خضم عالم من التحولات المستمرة والمتعاقبة نحو التقدم العلمي والتكنولوجي، إذا كان للإنسانية أن تسود في هذا العالم الجديد، فنحن بحاجة إلى مستمرة إلى إيجاد الأساليب والوسائل التي تمكننا من العمل معا بشكل أفضل وأفضل، ومن مرحلة لأخرى.
قد يهمك ايضًا: