بغداد - عمان اليوم
دعا الرئيس العراقي برهم صالح إلى «حوار شفاف» بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة إقليم كردستان، عقب جولات عدة من الحوار بين الجانبين على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، وفي هذا الصدد قالت الرئاسة في بيان إن صالح بحث مع الوفد الكردي برئاسة نائب رئيس حكومة الإقليم قوباد طالباني في بغداد، أمس، «تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية، وتنسيق الجهود للتصدي لفلول (داعش) الإرهابي، فضلاً عن مناقشة تداعيات تفشي جائحة (كورونا)، والتعاون بين الحكومة الاتحادية والإقليم في هذا المجال».
ونقل البيان عن صالح تأكيده على «ضرورة تضافر الجهود من أجل الوصول إلى حلول جذرية للمسائل العالقة بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية استناداً إلى الدستور والقانون». وأضاف أن «الحلول تأتي عبر التفاهم الجدّي والرغبة المشتركة لتحقيق المصلحة الوطنية»، مشدداً على «أهمية تسوية القضايا المالية بشفافية بما يحفظ حقوق جميع العراقيين وتأمين رواتب ومستحقات الموظفين».
وتأتي زيارة وفد الإقليم عقب زيارة قام بها أوائل الأسبوع إلى بغداد رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني الذي أجرى لقاءات مكثفة مع الرئاسات الثلاث (الجمهورية والوزراء والنواب). كما التقى عدداً من أبرز القيادات الشيعية في البلاد، مثل زعيم «تيار الحكمة» عمار الحكيم، وزعيم «ائتلاف دولة القانون» نوري المالكي، وزعيم «تحالف الفتح» هادي العامري، لبحث القضايا العالقة بين الطرفين.
وتعدّ خلافات، مثل تفسير المادة «140» من الدستور الخاصة بالمناطق المتنازع عليها، ورواتب موظفي إقليم كردستان، ومستحقات البيشمركة، ومطالبة بغداد للإقليم بتزويده بثمن تصدير 250 ألف برميل يومياً من نفط الإقليم مقابل تسديد الرواتب، أبرز بنود المفاوضات بين بغداد وأربيل على مدى السنوات الماضية.
وأكد وزير شؤون المناطق خارج الإقليم في حكومة كردستان عضو الوفد الكردي خالد شواني، أن «العراق يمر بأزمة اقتصادية؛ وكذلك حكومة الإقليم تمر بالأزمة ذاتها، ومثلها التزامات العراق تجاه منظمة (أوبك) فيما يتعلق بالحفاظ على أسعار النفط، وبالتالي، فإن ذلك يتطلب التعاون بين الحكومتين الاتحادية في بغداد وحكومة الإقليم في أربيل لمواجهة كل التداعيات المحتملة لذلك»
وأضاف أن «هناك استحقاقات مالية لكردستان بصرف النظر عن هذه الظروف، والتي تتعلق برواتب الموظفين، فضلاً عن الاستحقاقات المالية الأخرى، بالإضافة إلى التفاهم على ملف إيرادات النفط، وكيف يمكن أن يصل الطرفان إلى حل بشأن هذا الملف؛ ومن بينها استحقاقات إقليم كردستان وفقاً للدستور». وأوضح أن «المهم بالنسبة إلينا هو كيفية التعاون بين الطرفين لعبور هذه الأزمة».
وعن الفرق بين هذه المباحثات والجولات السابقة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، قال شواني إن «ما يميز هذه المرحلة من المفاوضات هو وجود إرادة حقيقية لدى الحكومتين لمعالجة كل هذه الإشكاليات، وبالتالي؛ فإنه مع وجود هذه الإرادة، فإننا نأمل التوصل إلى حلول وتفاهمات، لا سيما أن الأجواء إيجابية خلال الحوارات؛ سواء تلك التي جرت خلال الفترة الماضية والتي بدأناها الآن مع المسؤولين في بغداد».
إلى ذلك، دعا عضو البرلمان العراقي عن محافظة البصرة منصور البعيجي رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى عدم عقد أي اتفاق مع إقليم كردستان إلا بعد أن «يذعن» الإقليم للدستور ويسلم النفط وجميع وارداته من المنافذ الحدودية والمطارات إلى الحكومة الاتحادية. وقال البعيجي في بيان، أمس، إن «جميع الوفود الكردية التي تأتي إلى بغداد تتعامل مع الحكومة الاتحادية كندٍّ لها أو كدولة أخرى تتفاوض مع دولة جارة لها، كأنهم غير تابعين للعراق أو للحكومة الاتحادية... يتعاملون بتعالٍ مع الحكومة المركزية، وحتى القوانين التي تشرع في البرلمان الاتحادي لا يعترفون بها ولا ينفذونها في الإقليم».
وأضاف: «لا يمكن أن نقبل بتسليم نفط البصرة وواردات المنافذ للمحافظات الأخرى إلى حكومة إقليم كردستان، والأخير يرفض الإذعان للحكومة الاتحادية». وعدّ أنه «لا خيار أمام حكومة الإقليم غير تسليم النفط والمنافذ والمطارات والالتزام بالدستور والقانون حتى تستطيع الحكومة الاتحادية أن تتعامل مع الإقليم أسوة بالمحافظات الأخرى. وإذا رفضت حكومة الإقليم تسليم النفط والواردات الأخرى، فإننا باعتبارنا ممثلين عن الشعب؛ لن نسمح بدفع دينار واحد للإقليم ولأي سبب كان».
المصدر: الشرق الأوسط
قد يهمك أيضا:
حشود غاضبة تهاجم الرئيس العراقي في الموصل وتجبر موكبه على الرحيل