لندن ـ كاتيا حداد
حطَّمت إحدى الجمعيات الخيرية الإسلامية الشبابية في بريطانيا، الرقم القياسي من خلال تقديم أكثر من خمسة آلاف وجبة طعام للمشردين في المدن الكبرى في جميع أنحاء المملكة المتحدة، متمنية الوصول إلى رقم سبعة آلاف وجبة للمشردين في العام الجديد، طبقا لما ذكرته صحيفة "أندبندنت" البريطانية.
وقام المتطوعون في "جميعة الأحمدية الإسلامية للشباب" (AMYA) بالبدء في توزيع المواد الغذائية والإمدادات، بما في ذلك المياه والقفازات والقبعات الشتوية في منطقة "تشارينغ كروس"، وهي إحدى المناطق المعروفة بكثرة عدد المشردين فيها ليلة رأس السنة.
وقال أحد أصغر أئمة بريطانيا صباح أحمدي، 25 عاماً، إن "أهداف الجمعية الأساسية هي اتباع تعاليم الدين الإسلامي، وتشمل تقديم المساعدة لمن يحتاجون إليها، ومحاربة التطرف بين الشباب بإشراكهم في أنشطة إيجابية، بهدف التغيير الاجتماعي، فضلاً عن كون تعليم الشباب ثقافة العطاء للمجتمع تعني أنه لا مجال للتطرف".
وأوضح صباح أن المتطوعين في الجمعية ينظفون الفوضى أيضاً التي يخلفها المشردون وراءهم يوم رأس السنة"، مضيفاً "نشعر أن جزءاً من مسؤوليتنا فعل ذلك في البلد الذي نعيش فيه."وبعيداً عن مواسم الإجازات والأعياد، يقدم متطوعو الجمعية ما يعادل 150 وجبة في الأسبوع إلى المشردين طول السنة، وليس هذا فقط، إذ تقدم الجمعية مساعدات لحل مشكلات الأشخاص الذين يعانون من أمراض عقلية في مراكز الرعاية ودور الأيتام.
وقال عمر أحمد، أحد المتطوعين في الجمعية:"على الرغم من أننا لا نحتفل بالـ"كريسماس" (عيد الميلاد)، فإن هذا لم يمنعنا من مساعدة الأشخاص الذين يحتفلون به، لا سيما في هذا الوقت من العام، إذ يشعرون بالوحدة والبرد في الطرقات." وأوضح أحمد قائلا: "هذه الإجراءات تعتبر استجابة إيجابية للخوف من الإسلام، إضافة إلى خلق علاقات قوية بين المجتمعات المختلفة"
فيما قالت إحدى المشردات التي حصلت على وجبات مجانية من AMYA، إنها ترغب في التغيير، مضيفة: "النظام خاطئ ويجعل الناس تلجأ إلى الشوارع، لا نرغب في رؤية مزيد من الأشخاص في الشوارع بعد الآن، ونريد أن يكون للجميع شقة مستقلة."
وبدأت الجمعية نشاطها عام 1989، وهو جناح لـ"مؤسسة الأحمدية الإسلامية" التي تأسست في المملكة المتحدة عام 1913، ويقال إنها من أكبر وأقدم جمعيات الشباب المسلم الخيرية في بريطانيا، إذ تضم 9100 عضو عبر فروعها المنتشرة في أنحاء الدولة، والتي يبلغ عددها 148.
ويذكرأن الجمعية منذ الأول من ديسمبر/كانون الأول 2018، قد قدمت نحو 4000 وجبة عبر لندن، ما يعادل 200 وجبة في اليوم، في مناطق (فيكتوريا وهولبورن وأوترلو وليستر سكوير وكوفنت غاردن وأكسفورد ستريت ووستمنستر وبيكادلي سيركس وكينغز كروس وراسل سكوير وهايد بارك)، كما جرى توزيع ما يزيد على ألف وجبة عبر مدن كبيرة، مثل (نوتنغهام وديربي ومانشستر وكارديف).
ووفقا لإحصاء أجرته جمعية "شلتر" للمشردين، يوجد 320 ألف مشرد في المملكة المتحدة، مع زيادة تقدر ب13 ألف العام الماضي، ما يعني أن شخصاً من أصل كل 200 شخص في بريطانيا إما مشرد أو يعيش في مكان مؤقت.
وقد يهمك أيضًا: