واشنطن ـ يوسف مكي
أكّدت المخابرات الأميركية على أنّ زعيم تنظيم "داعش" المتطرّف، أبوبكر البغدادي، لم يُقتل حسب الإشاعات، ولكنّ اختفاءه يرجع إلى عدم رغبته في الظهور للعلن، وهو يتحدث فقط في المناسبات المحدودة داخل جماعته، كما يقول مسؤولو مكافحة التطرف الأميركيين إن البغدادي يحاول الظهور باستراتيجية جديدة، وبخاصة بعد تقلص أعداد مقاتلي التنظيم، ومن بين هذه الاستراتيجيات هي إعادة بناء الأسس الأيديولوجية لدولة الخلافة من خلال تطوير البرامج الخاصة بتعليم مدارس الأطفال.
لا يحبّ الظهور كثيرًا للعلن
وفي هذا السياق، قال عضو سابق في التنظيم يدعى أبوزيد العراقي، إن البغدادي جمع كبار مساعديه بالقرب من مدينة دير الزور في سورية، في منتصف عام 2017، وذلك للانتقال إلى مدينة الرقة، عاصمة الخلافة التي فقدتها داعش، وأضاف "حضر العديد من القادة المهمين، بما فيهم أعضاء لجنة وضع المناهج الدراسية".
وظهر البغدادي آخر مرة في يوليو/ تموز 2014، أثناء خطبته في مسجد في الموصل ليعلن تأسيس دولة الخلافة الإسلامة، ومن المعروف عنه أنه لا يحب الظهور في الأضواء، ولكنّ اختفاؤه قاد إلى انتشار العديد من التقارير الخاطئة عن وفاته أو أنه على حافة الموت.
ولفتت تقارير إعلامية إلى أن البغدادي قُتل بفعل غارة أميركية على سورية، أو ربما روسية، كما قيل إنه أُلقي القبض عليه في سورية، وتعرض للتسمم ومات، ولكن في عام 2016، تم رصد مكافأة تبدأ من 10 ملايين دولار وتصل إلى 25، لمن يلقي القبض عليه.
يجمع المعلومات من القادة ليكوّن استراتيجيته
وخرجت بعض التقارير إلى العلن، تفيد بوجود تحركات قليلة له، ولكن مؤخرًا أكدت المخابرات الأميركية أنه لا يزال على قيد الحياة ويتمتع بصحة جيدة.
وقال مسؤول "نعتقد بأنه لا يزال ينسق مهام التنظيم، ويساعد في إدارته، وتخميننا هو أنه لا يزال موجودا في سورية، في أحد الأماكن التي تسيطر عليها داعش".
ويقول البعض إن غياب البغدادي يهدف إلى جمع المعلومات المؤكدة من القادة الآخرين ومن ثم ينشر الأيدولوجيات الجديدة للتنظيم، ومع ذلك، يقول البعض إنه أخرج نفسه من ساحة المعركة، كما أنه غير قادر على توحيد قواته.
يُؤمن بالتأثير في الجيل القادم من خلال الأطفال
ويؤكد البعض أنه اختفى لأنه يضع في أولوياته تقديم مناهج جديدة للأطفال عن داعش وكذلك توظيفهم في التنظيم، لأنه مقتنع أنه حتى مع اختفاء داعش، يمكنهم فرض سيطرتهم على الجيل القادم من خلال التعليم، لأن فكرة الخلافة صامدة.
من جهته، قال نيكولاس راسومسون، المدير السابق للمركز الوطني لمكافحة التطرف "ربما يستغل البغدادي الوقت للتحضير للمستقبل، وبخاصة مع انهيار دولة الخلاقة"، مضيفا "كان داعش على علم بما سيحدث، لم يكن الأمر كما بدا حيث النصر والسيطرة على الرقة والموصل إلى الأبد، وربما المشروع المقبل غير مرتبط بالصرع السوري، ولكنه لن يختفي بمجرد هزيمة داعش في ساحة المعركة".