مدينة عُمان الأردنية

يلملم أبناء ولايات الخابورة والسويق وصحم بمحافظة شمال الباطنة جراحهم وينفضون غبار الأضرار عن مناطقهم ومنازلهم، تساندهم الجهات المدنية والعسكرية والأهلية وفرق المتطوعين التي توافدت على الولايتين من عدة ولايات.

وبدأت شرايين الحياة بالعودة تدريجيًا للخدمات الأساسية بالولايتين وتم فتح بعض الطرق الرئيسية والفرعية، كما تمت إعادة التيار الكهربائي والمياه لعدد من المناطق والقرى ويتواصل العمل على إعادة هذه الخدمات لبقية المناطق التي لا تزال تعيش بدون كهرباء ولا ماء ولا اتصالات.

وعملت الجهات الرسمية ومؤسسات الدولة والفرق الأهلية وعدد من مؤسسات القطاع الخاص أمس على تشكيل فرق عمل للعمل على عدة جوانب، حيث عملت قطاعات الخدمات على إعادة التيار الكهربائي والمياه لعدد من القرى والمناطق، وإصلاح بعض أعمدة الكهرباء التي سقطت نتيجة الأمطار والرياح، وعمل عدد من المؤسسات العسكرية والمدنية والفرق التطوعية على تنظيف الطرق وإعادة إصلاح الطرق المتضررة وإزالة الموانع التي تراكمت على الطرق، كما واصلت الجهات توزيع المؤن المعيشية والأثاث وبعض المواد على مراكز الإيواء ومنازل المواطنين بعدد من القرى والمناطق بالولايات، كما واصل عدد من القطاعات جهودها للتخلص من الحيوانات النافقة وإزالة المخلفات وتنظيف المناطق والطرق والمرافق وشفط المياه المتجمعة بالمناطق المنخفضة.

وقام عدد من المسؤولين بالولايات بمتابعة الجهود المبذولة من قبل كافة القطاعات وتوحيد التنسيق فيما بينها، والعمل على مواصلة الجهود لإعادة الجوانب الحياتية لوضعها الطبيعي في أسرع وقت ممكن.

وفي تصريح لـ«عمان» أكد سعادة الشيخ سيف بن حمير آل مالك الشحي محافظ شمال الباطنة أن كافة قطاعات الدولة ومؤسساتها المدنية والعسكرية والمجتمعية تعمل على مدار الساعة لإعادة الخدمات إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن، موضحًا أن حجم الضرر الكبير الذي تسببت به الأنواء المناخية يؤخر عودة بعض الخدمات كالاتصالات والكهرباء نتيجة لتأثر عدد كبير من أعمدة الكهرباء وخطوط الضغط العالي، مشيرًا إلى أن حجم الضرر كبير والجهود كبيرة، وجميع القطاعات تعمل في الميدان وتنفيذ الأوامر السامية التي تفضل بها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - بضرورة الإسراع في إصلاح البنية الأساسية التي تضررت نتيجة هذه الأنواء، بالإضافة إلى اتخاذ ما يلزم من إجراءات لسرعة إعادة الخدمات الأخرى المتضررة.

وقال سعادته: كثّفت كافة القطاعات جهودها أمس بشكل واسع حيث تم فتح العديد من الطرق وإزالة المعوقات التي كانت تمنع الحركة المرورية، مشيرًا إلى أنه تمت إعادة افتتاح الطريق الرئيسي الرابط بين ولايات المحافظة، إضافة إلى جميع الطرق الداخلية بالولايات. وأضاف: إن افتتاح الطرق الدخلية ساهم بشكل إيجابي للوصول إلى كافة المناطق المتضررة بالولايات، مؤكدًا أنه تم الوصول إلى جميع المناطق الساحلية والمدن بولايات الخابورة وصحم والسويق، ويجري العمل على فتح الطرق الواصلة بالقرى الجبلية بولايتي الخابورة وصحم للوصول إلى كل القرى بالولايتين، موضحًا أن فتح الطرق الداخلية ساهم في الوصول إلى كل المناطق والقرى الساحلية وإيصال المياه اليهم عن طريق الصهاريج ومياه الشرب.

وأشار سعادة الشيخ محافظ شمال الباطنة إلى أن هناك جهودا مع قوات السلطان المسلحة لإعادة جميع الطرق الجبلية المؤدية إلى كافة المناطق.

وبيّن سعادته أن الجهود بولايات المحافظة ركزت بشكل أساسي على عودة الأهالي إلى مساكنهم وتوفير المؤن والمستلزمات وتنظيف المنازل لعودة أصحابها إليها، مشيرًا إلى أن عددا من الأسر بدأ بالعودة من مراكز الإيواء ومنازل ذويهم إلى منازلهم.

وقال سعادة الشيخ محافظ شمال الباطنة: يجري العمل بشكل متسارع لإعادة خدمة الاتصالات والكهرباء والمياه حيث تمت إعادة التيار الكهربائي لبعض القرى والمناطق كما تم إصلاح العديد من أنابيب المياه الرئيسية وتمت إعادة المياه لبعض المناطق والقرى، مشيرًا إلى أن كافة الشركات تعمل على مدار الساعة ميدانيًا وخدمة الاتصالات ستعود ولكنها مرتبطة بتأثر قطاع الكهرباء وهي بحاجة إلى وقت.

الخابورة

ففي ولاية الخابورة تواصلت الجهود لمعالجة الآثار الناتجة عن الحالة المدارية «شاهين» حيث قامت مختلف الجهات الحكومية والفرق التطوعية بأعمال كبيرة من أجل إعادة الأمور على ما كانت عليها قبل الجائحة فعلى الرغم من كبر حجم آثار الجائحة على البنية الأساسية من شوارع ومساكن ومنشآت حكومية تم تشكيل لجنة متابعة من مكتب والي الخابورة تمثل مختلف القطاعات الحكومية والخاصة والتطوعية لتبدأ عملها مباشرة بعد الاجتماع ليتم العمل في البداية بتجهيز مراكز الإيواء والتي بلغت 9 مراكز موزعة على مختلف المواقع في الخابورة

وقد تحدث إبراهيم آل عبدالسلام مدير مساعد بدائرة التنمية الاجتماعية بالخابورة عن جهد الدائرة قائلا: بالنسبة لمراكز الإيواء الـ9 في الولاية تم تجهيزها بكافة المستلزمات من فرش ومواد غذائية ليضم مركز الحواري للإيواء 268 فردا فيما تواجد في مركز درة العلم 142 فردا وضم مركز الفكر السامي 180 فردا فيما تم تخصيص قاعة نادي الخابورة للقوى العاملة الوافدة ليتواجد من خلالها 50 فردا، مع متابعة مستمرة على مدار الساعة من خلال وجود مشرفين في تلك المراكز لمتابعة هذه المراكز وتقديم كل الخدمات وتسهيلها على المواطنين والمقيمين فيها.

وعن القطاع الكهربائي تحدث المهندس إبراهيم الفارسي من كهرباء مجان قائلا: شهدت أغلب مناطق الولاية عودة للتيار الكهربائي بعد أن تم انقطاعه خلال اليومين الماضيين بعد تأثر الولاية بالأنواء المناخية الأخيرة وجاء سبب الانقطاع كما ذكر المختصون بالكهرباء أنهم كانوا يقومون بإعادة التيار الكهربائي للمحطات الرئيسية وشحن الخطوط المغذية للمناطق ثم تم تقييم كل خط على حدة وبعد التأكد من عدم وجود أضرار على الخط تم البدء في إعادة التيار الكهربائي للخطوط والمحولات الفرعية ليتم بعدها إرجاع التيار الكهربائي للمنازل بعد أن تم تقييم الحالة والتنبيه على المواطنين بضرورة التأكد من أن المياه لم تؤثر على التوصيلات الداخلية للعقارات بحيث إنه عندما يعود التيار الكهربائي للمنازل لا يكون هناك ماس كهربائي بالإضافة إلى تحويل فرق الطوارئ في ولايات شناص ولوى وصحار إلى ولاية الخابورة ومجموعة أخرى حضرت من البريمي بالإضافة إلى استخدام مولدات كهربائية للمناطق المتأثرة.

كما عادت معظم الخدمات الأساسية حيث تم تأهيل الطرق الرئيسية لمدخل الولاية والأماكن الخدمية الرئيسية وقامت البلدية بتقديم كافة التسهيلات في هذا الشأن.

السويق

وفي ولاية السويق تتضافر الجهود بوتيرة متسارعة لعودة الحياة لطبيعتها وَالتي من المتوقع أن تأخذ فترة ووقتًا لما خلّفه الإعصار من أضرار في قرى ومناطق الولاية بأكملها، حيث تعمل جميع المؤسسات الحكومية والخاصة بكامل طاقتها من أجل ذلك وبدعم من شرطة عمان السلطانية والدفاع المدني والإسعاف وقوات السلطان المسلحة بمختلف تشكيلاتها والفرق التطوعية والفرق الأهلية الرياضية والمواطنين من داخل الولاية ومن الولايات الأخرى حيث لا يزال العمل جاريا في سحب مياه الأمطار وفتح الطرق وإزالة الأتربة ومخلفات الأشجار ومخلفات البناء وتنظيف المساكن وتوزيع مياه الشرب والمؤن وتقديم الإعانات البسيطة على المتضررين ضاربين بذلك أروع المثل من العطاء والجد والاجتهاد والتآزر والتآلف بين أفراد المجتمع العماني.

ومن جهة أخرى لا تزال خدمة الكهرباء والماء والاتصال مقطوعة بالولاية لليوم الثالث على التوالي مما نتج عن ذلك قلة التواصل بين أبناء المجتمع وتكدس السيارات على محطات الوقود للتزود بالوقود من محطات الوقود التي تعمل بالكهرباء الاحتياطية الخاصة.

وقد عايشت «عمان» معاناة الناس خلال تجوالها في قرى منطقة الخضراء واطلعت على حجم الخسائر التي أصابت أملاك المواطنين والمقيمين كما شاهدت الوجه المضيء من التعاضد والتعاون بين أفراد المجتمع واللحمة الوطنية.

وقال سعادة الشيح سلطان بن منصور بن ناصر الغفيلي والي السويق: إن ولاية السويق تضررت كثيرا بالأنواء المناخية الأخيرة التي أصابت الولاية إعصار «شاهين» وهذه الأضرار الناجمة عن الإعصار تضررت من خلاله البنية الأساسية بالولاية وأملاك المواطنين وأن ولاية السويق لا تزال بلا كهرباء ولا مياه ولا اتصالات.

وأشار سعادته إلى أن الجميع يعمل في الميدان لعودة الأمور إلى طبيعتها مؤكدًا أن الجميع يعمل ويسعى لتحقيق ذلك في أسرع وقت ممكن.

وأضاف: إن اللجان المشكلة لهذه الحالة تعمل بإخلاص وبكل جدٍ واجتهاد وفق الإمكانيات المتاحة لذا أشكر كل من وقف معنا وساندنا في الأنواء المناخية الاستثنائية وأخص بالشكر شرطة عمان السلطانية والدفاع المدني والإسعاف وقوات السلطان المسلحة بمختلف تشكيلاتها واللجان العاملة من المؤسسات الحكومية والخاصة والفرق التطوعية من داخل الولاية وخارجها حيث ثبت أن الجميع جسد واحد من أجل عمان.

وعن حصر أضرار المواطنين رد سعادته قائلا: هنالك لجنة شكلت بأوامر سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - لحصر الأضرار في البنى الأساسية وأملاك المواطنين ستقيّم الأضرار وستتخذ الإجراءات اللازمة حول هذا الشأن.

وقال عادل بن خميس الغيلاني من الفريق التطوعي بولاية صور وأحد المشرفين على حملة عمان جسد واحد: نحن اليوم موجودون في ولاية السويق لمؤازرة إخواننا في هذه الولاية التي تأثرت نتيجة الأنواء المناخية المدارية إعصار «شاهين» حيث تواجدنا كممثلين عن لجنة الزكاة بولاية صور ووصلنا حاليا بثلاث شاحنات محملة بمواد غذائية وفرش وبطانيات كدعم عاجل وستكون هناك شاحنات أخرى ستصل تباعا.

صحم

وفي ولاية صحم تواصلت الجهود التي تبذلها مختلف الجهات الحكومية والأهلية للتخفيف من حدة الأضرار التي صاحبت الحالة المدارية «شاهين» والتي تأثر بها عدد من ولايات محافظة شمال الباطنة، حيث بذل عدد من الجهات الخدمية مجهودات متواصلة امتدت لساعات الليل في سبيل إعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي، حيث شهد عدد من قرى ولاية صحم سيما القريبة من ولاية الخابورة أضرارا فادحة ومن بينها قرى القصبية وخور الملح وحلة الكحاحيل وحلة البرج والمنطيفة وحفيت والتي تأثرت بالعاصفة المدارية والأودية، كما تأثر عدد من القرى أيضا بهبوط الأودية وأدت إلى وجود أضرار في ممتلكات المواطنين.

ومن جانب آخر واصلت دائرة الشؤون البلدية بصحم أعمالها المكثفة جراء العاصفة المدارية «شاهين» وقال أحمد بن علي الميمني مدير دائرة الشؤون البلدية بصحم: إن دائرة الشؤون البلدية بصحم وبشراكة مجتمعية مع الفرق التطوعية والأهالي والخدمات الهندسية بوزارة الدفاع لن تألو جهدا في القيام بتنفيذ أعمال النظافة العامة للطرق والأحياء السكنية حيث قامت ومنذ صباح أمس من خلال فريق العمل الموزع على مختلف مناطق الولاية لمتابعة سير وإنجاز الأعمال فقد تمت عمليات فتح الطرق وإزالة مخلفات الأودية من الطمي والحجارة والمخلفات الأخرى التي جرفتها الأودية وذلك لتسهيل الحركة المرورية لمستخدمي الطريق، كما قامت بعمل مكثف في شفط التجمعات المائية من أمام المحلات التجارية والمناطق السكنية وذلك لمنع تكاثر البعوض والحشرات الضارة، أيضا تم تنظيف الأحياء السكنية من المخلفات مثل الأشجار المتساقطة وكذلك بعض الأجسام المتطايرة نتيجة هبوب الرياح العاتية، كما تم تنظيف مناهيل الأودية من الطين والطمي، وتم فتح الطرق في الأحياء السكنية لمساعدة بعض الأسر التي حاصرتها مياه الأودية للخروج من منازلها وبالتالي العمل على شفط تلك المياه، كذلك قامت الفرق التطوعية بدورها الكبير لمساندة الأعمال البلدية من خلال تعاونها في تنظيف المناطق من جميع المخلفات المتراكمة بالطرقات والأحياء السكنية، كما نتوجه بالشكر الجزيل للقطاع الخاص على تعاونه معنا بتزويد البلدية بالمعدات والآليات لدعم جهود وأعمال البلدية في عمليات تنظيف مخلفات الحالة المدارية، وستواصل البلدية أعمالها المكثفة وذلك لعودة الأوضاع بالولاية كما كانت عليها قبل الحالة المدارية «شاهين».

وقام سعادة الشيخ سيف بن حمير آل مالك الشحي يرافقه سعادة الشيخ عوض بن عبدالله المنذري بزيارة عدد من المواقع بولاية صحم وأهمها قرية خور الملح للوقوف عن قرب عن تأثيرات الحالة المدارية التي أثرت على الولاية وتفقد الأضرار التي لحقت بالمواطنين والمقيمين وتوجيه جهات الاختصاص بضرورة إعادة الحركة المرورية في تلك المناطق وعودة التيار الكهربائي في أسرع وقت ممكن وتوفير مسكن لمن أراد ذلك.

التبرعات

وقام فريق عطاء صحم الخيري بفتح باب التبرعات للمواطنين الراغبين في تقديم المساعدات للأسر المتضررة وذلك للتخفيف عليهم، كما قام الفريق بإرسال مواد تموينية للمناطق الجبلية بوادي بني عمر بولاية صحم لصعوبة الوصول إلى تلك المناطق بالتنسيق مع شرطة عمان السلطانية (قيادة محافظة شمال الباطنة) وهيئة الدفاع المدني والإسعاف بمحافظة شمال الباطنة حيث قام طيران سلاح الجو السلطاني العماني صباح أمس بنقل مود غذائية للمناطق الجبلية بوادي بني عمر وبإشراف من قبل سعادة الشيخ عوض بن عبدالله المنذري والي صحم.

مراكز الإيواء

تم غلق جميع مراكز الإيواء بولاية صحم وعودة الأسر لمنازلها ووجه فريق عطاء صحم الخيري لمن يرغب في الحصول على إقامة أخرى سيتم توفير ذلك بالتسيق مع مكتب والي صحم.

وقد يهمك أيضًا:

ضبط قاربي تهريب على متنهما ٢٤ متسللا بشمال الباطنة

الحكم على مواطن خالف قرارًا للجنة العليا في شمال الباطنة