جانب من الأحداث في قطاع غزة

حذرت الولايات المتحدة إسرائيل من أنها يجب أن تتخذ خطوات خلال 30 يوماً لتحسين الوضع الإنساني في غزة؛ تفادياً لمواجهة قيود محتملة على المساعدات العسكرية الأمريكية، حسبما ذكرت وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء. ووجّه كل من وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع، لويد أوستن، رسالة لإسرائيل أكدا فيها على "وجوب أن تجري الحكومة الإسرائيلية تعديلات لنرى مجدداً ارتفاع مستوى المساعدات التي تدخل غزة، عن المستويات المتدنية للغاية التي هي عليها اليوم".
وتعتبر الرسالة التي أُرسلت، الأحد 13 أكتوبر/تشرين أول 2024، أقوى تحذير مكتوب معروف من الولايات المتحدة لحليفتها إسرائيل، وتأتي تزامناً مع هجوم إسرائيلي جديد على شمال غزة؛ والذي تسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين.
وجاء في الرسالة أن الولايات المتحدة لديها مخاوف عميقة بشأن الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، مضيفةً أن إسرائيل منعت أو أعاقت ما يقرب من 90 في المئة من التحركات الإنسانية بين الشمال والجنوب الشهر الماضي.

ونقل موقع أكسيوس الأميركي عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "المسؤولين الأمنيين في إسرائيل استلموا رسالة وزيري الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن والدفاع لويد أوستن ويراجعونها بدقة".
وأضاف المسؤول الإسرائيلي أنهم "في إسرائيل يأخذون الرسالة الأمريكية على محمل الجد ويعتزمون معالجة ما أثير فيها من مخاوف"، بحسب قوله.
وتشير رسالة بلينكن - أوستن إلى أن أوامر الإخلاء الإسرائيلية أجبرت 1.7 مليون شخص على النزوح إلى منطقة المواصي الساحلية الضيقة، حيث يتعرض النازحون "لخطر العدوى المميتة" بسبب الاكتظاظ الشديد، وأن المنظمات الإنسانية تفيد بأنه لا يمكن تلبية احتياجاتهم للبقاء على قيد الحياة.

وتضيف الرسالة: "نحن قلقون بشكل خاص من أن الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية - بما في ذلك وقف الواردات التجارية، ومنع أو إعاقة ما يقرب من 90 في المئة من التحركات الإنسانية بين شمال وجنوب غزة في سبتمبر/أيلول 2024، واستمرار القيود المرهقة والمفرطة ذات الاستخدام المزدوج، وفرض متطلبات جديدة للتدقيق والجمارك المرهقة على موظفي المساعدات الإنسانية والشحنات - إلى جانب زيادة انعدام القانون والنهب - تساهم في تسريع تدهور الأوضاع في غزة".
وتقول الرسالة إن على إسرائيل "أن تعمل، ابتداءً من الآن وفي غضون 30 يوماً" على اتخاذ سلسلة من التدابير الملموسة لتعزيز إمدادات المساعدات، مضيفةً أن الفشل في ذلك قد "تكون له آثار على سياسة الولايات المتحدة".

وتستشهد الرسالة بالقوانين الأمريكية التي يمكن أن تحظر تقديم المساعدات العسكرية للدول التي تعيق إيصال المساعدات الإنسانية الأمريكية.
وجاء في مضمون الرسالة أيضاً إنه يجب على إسرائيل "زيادة جميع أشكال المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء غزة" قبل حلول فصل الشتاء، بما في ذلك تمكين ما لا يقل عن 350 شاحنة يومياً من الدخول عبر جميع المعابر الرئيسية الأربعة ومعبر خامس جديد، وكذلك السماح للأشخاص في المواصي بالتنقل إلى الداخل.
كما تدعو الرسالة إسرائيل إلى إنهاء "عزلة شمال غزة"، من خلال إعادة التأكيد على أنه "لن تكون هناك سياسة إخلاء قسري للمدنيين من شمال القطاع إلى جنوبه".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، في مؤتمر صحفي الثلاثاء، إن الرسالة كانت "رسالة دبلوماسية خاصة لم نكن ننوي نشرها على الملأ".
ورفض ميلر التكهن بالعواقب التي قد تترتب على إسرائيل إذا لم تعزز من تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وقال ميلر إن مهلة 30 يوماً ليست مرتبطة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 2024، قائلاً إنها "مناسبة لمنح إسرائيل الوقت للعمل على حل القضايا المختلفة".

وفي وقت سابق، أصرت إسرائيل على أنه لا توجد حدود لكمية المساعدات الإنسانية التي يمكن إيصالها إلى غزة، وألقت باللوم على وكالات الأمم المتحدة في عدم توزيع المساعدات، كما اتهمت حركة حماس بسرقة المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة.
وقالت الهيئة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن الشؤون الإنسانية في غزة (كوغات)، الاثنين 14 أكتوبر/تشرين أول، إن 30 شاحنة تحمل مساعدات من برنامج الغذاء العالمي دخلت شمال غزة عبر معبر بيت حانون - إيرز.

وفي سياق متصل، قال القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، إن "ما يحدث في شمال قطاع غزة، وتحديداً في جباليا ومخيمها، إبادة جماعية مكتملة الأركان ترتكبها قوات الاحتلال ضد المدنيين".
وأضاف حمدان في كلمة مصورة، نشرها الثلاثاء 15 أكتوبر/تشرين أول، أن الحملة العسكرية المستمرة لليوم الـ 11 "قررتها حكومة الاحتلال الفاشي"، في محافظة الشمال، حيث تحتشد المئات من الآليات، وآلاف الجنود، مع قوة نارية كبيرة، "لتعزل شمال القطاع عن مدينة غزة، وتُطبق عليه الحصار، بمن فيه من مئات الآلاف من المواطنين المدنيين؛ حيث ارتقى أكثر من 342 شهيداً، أغلبهم من النساء والأطفال".
ودعا القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى "تجاوز الإرادة الأمريكية المكبّلة والنظر في إجراءات فعالة وواضحة، وفرض قرارات تحمي المدنيين العزّل، وتوقف حرب الإبادة بحقهم".

ومنذ السادس من أكتوبر/تشرين الأول، تشنّ إسرائيل حملة جوية وبرية واسعة النطاق في شمال قطاع غزة، خصوصاً في منطقة جباليا ومخيمها، حيث تقول إن "عناصر حماس يحاولون إعادة تشكيل صفوفهم هناك".
وأمر الجيش الإسرائيلي سكان جباليا، وبيت لاهيا وبيت حانون المجاورتين بإخلائها إلى "منطقة المواصي" الإنسانية.
وتقول الأمم المتحدة إن حوالي 50 ألف شخص فروا إلى مدينة غزة وأجزاء أخرى من الشمال.
وقال رئيس البعثة الفرعية للجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، أدريان زيمرمان، الثلاثاء، "مع استمرار الأعمال القتالية المكثفة وأوامر الإخلاء في شمال غزة، تشعر الأُسر بخوف لا يمكن تصوره وتفقد أحباءها وتواجه حالة من الاضطراب والإرهاق. يجب أن يكون بمقدور الناس الخروج بأمان دون مواجهة مزيد من الخطر".
وأعلن الدفاع المدني في غزة، الثلاثاء، أن 69 شخصاً على الأقل قتلوا في العملية العسكرية في جباليا، مشيراً إلى وجود جثث كثيرة تحت أنقاض المنازل المدمرة.
وقال رئيس البنك الدولي، أجاي بانجا، إن "الأضرار المادية جراء الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة تتراوح الآن على الأرجح بين 14 و20 مليار دولار".
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يستهدف "إرهابيين متحصنين في مناطق مدنية"، ويتهم مقاتلي حماس بمنع السكان من الابتعاد عن منطقة القتال.
وحذرت جماعات حقوق الإنسان الإسرائيلية، الاثنين، مما أسمته "إشارات مقلقة على أن الجيش الإسرائيلي بدأ في تنفيذ خطة الجنرالات".
وتدعو خطة الجنرالات إلى الترحيل القسري لجميع المدنيين في الشمال، يعقبه حصار لمقاتلي حماس المتبقين هناك لإجبارهم على الاستسلام وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
وينفي الجيش الإسرائيلي تنفيذ هذه الخطة، ويقول إن الهدف منها فقط "إبعاد المدنيين عن طريق الأذى".

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

نتنياهو أبدى استعداده لمناقشة نقل السلطات المدنية في قطاع غزة إلى "كيانات محلية" غير مرتبطة بحماس

الجيش الإسرائيلي يعلن عن مقتل جندي سادس في الهجوم الأخير الذي شنه مقاتلو حماس في جباليا