الخرطوم ـ جمال إمام
أعلنت قوات الدعم السريع عبر منصة "إكس"، اليوم الأربعاء، سيطرتها الكاملة على (اللواء 24) مشاة أم كدادة بولاية شمال دارفور بقيادة اللواء أبو نشوك، وقالت إنها تطلق التحذير الأخير للفرقة السادسة بالفاشر عاصمة شمال دارفور.
وكانت مدينة الفاشر شهدت اشتباكات عنيفة أمس بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وذلك بعد أيام قليلة من إعلان الدعم السريع السيطرة على 3 مدن مهمة في إقليم دارفور من أصل 5 بما في ذلك مقرات الجيش فيها، وهي نيالا في الجنوب ثاني أكبر مدينة بعد الخرطوم، ومركز قيادة الجيش في الولايات الغربية وزالنجي في الوسط والجنينة في الغرب.
وما زال الجيش يحتفظ بقواعده في الفاشر شمال دارفور والضعين في الشرق.
ودارت اشتباكات قوية، اليوم الأربعاء، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أجزاء واسعة من مدينة أم درمان غرب العاصمة وجبل أولياء وسلاح المدرعات جنوب الخرطوم، باستخدام الأسلحة الخفيفة والثقيلة مع تحليق الطائرات الحربية والمُسيّرات.
طرد مئات السودانيين من مدرسة لجأوا إليها في شرق البلاد
وأفاد شهود أن الشرطة طردت الأربعاء مئات من المدنيين السودانيين كانوا لجأوا إلى مدرسة في ولاية القضارف في شرق البلاد، في وقت تستمر الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، نقلا عن الدعم السريع.
وقال حسين جمعة أحد النازحين من الخرطوم "حضرت قوة من الشرطة وأمرتنا بمغادرة المدرسة، وفق قرار الوالي وأطلقت علينا الغاز المسيل للدموع".
وتستضيف القضارف حاليا 273 ألف شخص نزحوا بسبب الحرب التي اندلعت في نيسان/أبريل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقالت أمل حسين التي تقيم في جوار المدرسة: "تفاجأنا بسيارات الشرطة تطوق المكان وتعالت أصوات النازحين".
وأضاف جمعة: "نحن 770 شخصا هربنا من الحرب في الخرطوم وتم إيواؤنا في هذه المدرسة. وكنا نتلقى مساعدات غذائية على قلتها ولا نعرف سبب إخراجنا".
وتقول الأمم المتحدة إن آلافا يقيمون في ملاجئ مؤقتة على غرار هذه المدرسة، حيث يفتقرون الى الغذاء ومياه الشفة والخدمات الصحية.
وبعد ساعتين فقط من إجباره على مغادرة المدرسة الأربعاء، أوضح سليمان محمد أنه "تم إجلاؤنا أيضا من سكن طلاب كلية طب جامعة القضارف، والشرطة قالت لنا إن القرار أصدره الوالي".
وانتهت الثلاثاء، الجولة الأولى للمفاوضات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة جدة السعودية الثلاثاء، والتي جرت بتيسير من السعودية والولايات المتحدة والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) والاتحاد الإفريقي.
وقال سكان إن أحياء محلية أمبدة وغرب الحارات في غرب أم درمان وأحياء وسط المدينة تشهد مواجهات شرسة بين الطرفين منذ الصباح.
وذكرت حفصة وهي ربة منزل تسكن غرب أم درمان لوكالة أنباء العالم العربي: "نسمع أصوات ضرب خيالي منذ الساعات الأولى من فجر اليوم ولم يتوقف حتى الآن. أصوات الرصاص والدانات قريبة جدا. نعيش في حالة رعب".
وتعرضت عدة أحياء في محلية كرري بشمال أم درمان لقصف مدفعي عنيف صباح اليوم، أدى إلى سقوط عدد من الضحايا نقلوا إلى مستشفى النور. وينتشر الجيش السوداني في هذه الأحياء التي تضم عددا من قواعده العسكرية بينها القاعدة الجوية.
ويحاول الجيش التوغل نحو وسط مدينة أم درمان للسيطرة على جسر شمبات الحيوي الذي يربطها بمدينة الخرطوم بحري ويعد خط الإمداد الرئيسي لقوات الدعم السريع من غرب البلاد إلى مدن العاصمة الثلاث.
وقال الشهود إن اشتباكات عنيفة دارت على الأرض بين الجيش والدعم السريع بشمال محلية جبل أولياء في جنوب الخرطوم والمتاخمة لولاية النيل الأبيض.
وأشاروا إلى أن قذائف هاون سقطت في حي دار السلام بمحلية جبل أولياء وتسببت في وقوع عدد من الإصابات بين المواطنين.
وتجددت المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة جنوب الخرطوم، والذي شهد معارك شرسة بين الطرفين في الأيام الماضية، حيث تقول قوات الدعم السريع إنها سيطرت على أجزاء واسعة من السلاح المهم، بينما يؤكد الجيش أنه يصد هجوما لقوات الدعم السريع.
و رحّب حزب التجمع الاتحادي المنضوي ضمن تحالف قوى الحرية والتغيير بما تم التوصل إليه بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع من التزامات لتسهيل زيادة المساعدات الإنسانية وتنفيذ إجراءات بناء الثقة ضمن محادثات منبر جدة.
وقال في بيان إن هذه الالتزامات في هذه المرحلة تمثل خطوة للأمام يمكن البناء عليها حتى الوصول إلى اتفاق لوقف شامل ودائم لإطلاق النار، وهو ما يتوق الشعب السوداني للوصول إليه.
وحث البيان الطرفين على الالتزام التام بما تم الاتفاق عليه، داعيا إلى مواصلة التفاوض وإكمال سير المحادثات حتى الوصول لهذه الغاية المنتظرة.
وقالت منسقة الشؤون الإنسانية بالسودان، نكوتيا سلامي، الثلاثاء إن بيان الالتزامات الذي اعتمدته أطراف النزاع في السودان في جدة يمثل "لحظة الحقيقة بالنسبة للبلاد"، مشيرة إلى أن الوعود التي قطعتها القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لحماية المدنيين وتوفير وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق هي وعود يجب الوفاء بها.
ورحبت سلامي بالاتفاق على إنشاء منتدى إنساني للسودان بقيادة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ممثلا للمجتمع الإنساني وبمشاركة أطراف النزاع، وأكدت أن المنتدى سيعمل على تسهيل تنفيذ الالتزامات التي تم التعهد بها في جدة.
وشددت على أن الالتزامات التي اتفقت عليها القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع يجب أن تتبعها إجراءات فورية وملموسة. وأضافت "من الأهمية بمكان أن تتم إزالة العقبات البيروقراطية وغيرها التي تمنعنا من تقديم الإغاثة المنقذة للحياة بسرعة وعلى نطاق واسع إلى الأبد".
كما أكدت على أهمية الحصول على ضمانات موثوقة من جميع الأطراف للتأكد من إمكانية تحرك مواد الإغاثة والعاملين في المجال الإنساني عبر الحدود بأمان.
كانت وزارة الخارجية السعودية قد قالت في بيان نُشر على منصة إكس الثلاثاء إن الجهات المُيسرة لمحادثات جدة أكدت اتفاق الأطراف السودانية المشاركة فيها على إجراءات لبناء الثقة تتضمن آلية تواصل بين الجيش والدعم السريع واحتجاز الهاربين من السجون.
وأشار البيان إلى أن طرفي الصراع اتفقا أيضا على خطوات لتسهيل زيادة المساعدات تتضمن إنشاء آلية إنسانية مشتركة بقيادة الأمم المتحدة، مع التزامهما بتيسير مرور المساعدات الإنسانية لكلا الطرفين.
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على نحو مفاجئ في منتصف أبريل، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
"قوات الدعم السريع" تُعلن تحركها للسيطرة على جميع ولايات السودان ومواقع الجيش في البلاد
الدعم السريع تعلن السيطرة على مقر قيادة الجيش في وسط دارفورمع استمرار الصراع في السودان