بنغازي ـ فاطمة السعداوي
كشف اللواء ونيس بوخمادة، قائد القوات الخاصة (الصاعقة) التابعة للجيش الوطني الليبي، النقاب عن اعتزام قواته الانتقال بكامل مقاتليها وعتادها إلى كل محاور مدينة درنة في شرق البلاد لمحاربة "الجماعات الإرهابية" التابعة لتنظيم "القاعدة".
وقال بوخمادة مخاطبًا سكان المدينة في تصريحات تلفزيونية، أعادت بثها وكالة الأنباء الموالية للجيش الجمعة: "يا أهلنا في درنة... إن كانت لكم طريقة معينة للتفاهم مع الجماعات الإرهابية القابعة في المدينة، التي تتخذ المدنيين دروعًا بشرية لهم، وتوصلتم معهم إلى اتفاق للخروج من المدينة وتركها بسلام، فإننا نؤكد ترحيبنا بذلك، لأننا لا نتعطش لسفك الدماء، وإلا فإننا لن نترك درنة مختطفة مهما كان الثمن".
وبعدما شدد بوخمادة على أن "القوات الخاصة لن تترك درنة مختطفة من قبل الجماعات الإرهابية"، اعتبر أن "المعارك لم تنته في ليبيا، والمعركة التي أمام قوات الجيش الآن ستكون معركة درنة".
وتحاصر قوات الجيش الوطني، المدينة، منذ بضعة شهور في محاولة لتحريرها من قبضة الجماعات الإرهابية، التي تسيطر عليها، وتعتبرها بمثابة معقلها الرئيسي في شرق البلاد، فيما كان ما يسمى "مجلس مجاهدي درنة" قد أعلن نهاية الشهر الماضي وصول مسلحين من منطقة سيدي إخريبيش في بنغازي إلى مدينة درنة، إذ أكد المتحدث باسم المجلس محمد العبيدي، في بيان نشره على صفحته بموقع "فيسبوك": "وصول (أسود إخريبيش) إلى درنة، ونحمد الله على وصولهم سالمين... ونحن تعاهدنا على مساعدة إخواننا الثوار والمهجرين، وما زلنا على ذلك العهد، ولن نتركهم بإذن الله لحفتر وميليشياته"، لكن سكان بالمدينة نفوا هذه الأخبار لوسائل إعلام محلية، وقالوا إن الأمور تسير على الأرض بشكل طبيعي.
في غضون ذلك، تستعد العاصمة المصرية لاستضافة الاجتماع الخامس للعسكريين الليبيين، بهدف بحث توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، إذ قال مسؤول عسكري ليبي إن فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني في العاصمة الليبية طرابلس، والمدعوم من بعثة الأمم المتحدة، "يحاول تحسين وضعه التفاوضي قبل اجتماعات مرتقبة في القاهرة لتوحيد الجيش الليبي في إطار الوساطة المصرية".
واستضافت القاهرة حتى الآن أربعة اجتماعات لنحو 25 من كبار ضباط الجيش الليبي، يمثلون مختلف الفرقاء هناك، وذلك لمحاولة توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، كان آخرها في التاسع من الشهر الماضي. ويفترض أن يركز الاجتماع المقبل، والمرجح عقده خلال أيام، بحسب مصادر ليبية عسكرية، على وضع الإجراءات والتدابير الخاصة بآلية تنفيذ تنظيم هيكلة المؤسسة العسكرية.
وقال مصدر مطلع إن المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني، سيقوم بزيارة وشيكة إلى القاهرة، على ما يبدو، لحضور الجلسة الختامية لخامس اجتماع لضباط الجيش، مشيرًا إلى أن السراج رئيس حكومة الوفاق سيزور القاهرة في وقت لاحق، لكن من دون احتمال عقد لقاء مباشر مع حفتر، ونقل المصدر المسوؤل عن اللواء إدريس مادي، آمر المنطقة العسكرية الغربية التابعة للقيادة العامة للجيش الوطني الليبي، قوله إن اجتماعًا بين العسكريين الليبيين سيعقد في القاهرة، لكن دون تحديد موعده.
من جهة ثانية، قال طلال الميهوب، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي، إن المشير خليفة حفتر هو المرشح الأوفر حظًا للفوز بنتائج الانتخابات الرئاسية التي تعتزم بعثة الأمم المتحدة إجراءها قبل نهاية سبتمبر (أيلول) المقبل.
وأوضح الميهوب، الذي يستعد للاجتماع مع المشير حفتر بمقره في الرجمة خارج مدينة بنغازي بشرق البلاد بداية الأسبوع المقبل أن "المشير حفتر يظل هو المرشح الأكثر حظًا للفوز بنتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة متى أجريت. وبنزاهة الانتخابات وحمايتها من الميليشيات، سيكون الحظ الأوفر للمشير"، وردًا على الدعوات التي تطالب بمنع عناصر الجيش، الذي يقوده حفتر، من المشاركة بالتصويت في الانتخابات المقبلة، قال :"نحن في حالة استثنائية، وليس لدينا دستور يحدد عدم أحقية الجيش في التصويت".
وبخصوص فرص فوز سيف الإسلام، النجل الثاني للعقيد الراحل معمر القذافي، أضاف الميهوب: "لا أعتقد أن لديه قاعدة عريضة لأن أنصار القذافي ليس لديهم هدف واحد، منهم من يريد العودة بقوة السلاح، ومنهم من يريد العودة بالانتخابات... هم مشتتون".