صنعاء -عمان اليوم
أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، السبت، بدء تنفيذ عملية نوعية بالصليف في محافظة الحديدة غرب البلاد ضد أهداف عسكرية للميليشيات الحوثية، فيما وجهت قوات الجيش اليمني، مسنودة بتحالف دعم الشرعية، ضربة موجعة لميليشيات الحوثي الانقلابية أثناء محاولتها التسلل إلى مواقع للجيش في مديرية خب الشعف شمال محافظة الجوف.
وكشف المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العقيد الركن تركي المالكي، أن قيادة القوات المشتركة للتحالف نفذت عند الساعة "00:30" من فجر الأحد، عملية استهداف نوعية في مديرية الصليف ضد أهداف عسكرية تتبع للمليشيا الحوثية تهدد الأمن الإقليمي والدولي.
وأوضح المالكي أن الأهداف المدمرة شملت 6 مواقع لتجميع وتفخيخ وإطلاق الزوارق المفخخة والمسيّرة عن بعد، وكذلك الألغام البحرية، حيث يتم استخدام هذه المواقع للإعداد لتنفيذ الأعمال العدائية والعمليات الإرهابية التي تهدد خطوط الملاحة البحرية والتجارة العالمية بمضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر.
كما بيّن أن عملية الاستهداف توافقت مع القانون الدولي والإنساني وقواعده العرفية، منوهاً إلى أنه تم اتخاذ الإجراءات الوقائية لحماية المدنيين ومواقع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية غير الحكومية والتي تبعد مسافة 2.1 كلم من المواقع المستهدفة.
الحوثيون يستخدمون الحديدة للاعتداء
وأضاف العقيد المالكي أن المليشيا الحوثية المتطرفة تتخذ من محافظة الحديدة مكاناً لإطلاق الصواريخ البالستية والطائرات بدون طيار والزوارق المفخخة والمسيّرة عن بعد، وكذلك نشر الألغام البحرية عشوائياً في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وانتهاك نصوص اتفاق ستوكهولم لوقف إطلاق النار في المحافظة.
وأكد استمرار قيادة القوات المشتركة للتحالف بتطبيق الإجراءات والتدابير اللازمة للتعامل مع مثل هذه الأهداف العسكرية المشروعة وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية واستمرار دعمها لكافة الجهود السياسية لتطبيق اتفاق ستوكهولم وإنهاء الانقلاب.
الضغط على الحوثيين
ويشار إلى أن رئيس الحكومة اليمنية الشرعية، معين عبدالملك كان اجتمع، الجمعة، مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفثس، للحديث عن التحركات الأممية والدولية الرامية للتهدئة وخفض التصعيد، وآفاق العملية السياسية في اليمن.
وناقش الطرفان التصعيد المستمر لميليشيا الحوثي الانقلابية وانتهاكاتها المستمرة لحقوق المواطنين وتأثيرات ذلك على الحل السياسي، بما في ذلك التصعيد العسكري الأخير في عدد من الجبهات وجرائم الحرب المرتكبة ضد المدنيين خاصة في الجوف، وعلى رأسها عمليات القتل للمواطنين العزل والتهجير القسري.
كما تناول اللقاء، استمرار ميليشيا الحوثي في رفض تنفيذ اتفاق ستوكهولم رغم مرور أكثر من عام على توقيعه وخروقاتها المتكررة للهدنة الأممية، إضافة إلى حجم الكارثة الإنسانية التي سببتها من خلال عرقلة ونهب المساعدات الإنسانية وحظر تداول العملة الوطنية، وهو ما يستلزم مضاعفة الضغط على القوى الانقلابية للجنوح للسلم والإذعان للقرارات الدولية ذات الصِّلة.
ضربة موجعة للحوثيين في الجوف
وجهت قوات الجيش اليمني، مسنودة بتحالف دعم الشرعية، السبت، ضربة موجعة لميليشيات الحوثي الانقلابية أثناء محاولتها التسلل إلى مواقع للجيش في مديرية خب الشعف شمال محافظة الجوف.
وكشف المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، عن تفاصيل الضربة، في بيان، أن مجاميع تابعة لميليشيات الحوثي الانقلابية حاولت التسلل إلى مواقع للجيش الوطني في جبهتي الجوف والسليلة بمنطقة اليتمة بمديرية خب الشعف، إلا أن قوات الجيش الوطني أخفقت تلك المحاولة، وذكر البيان، أن الجيش الوطني رصد الميليشيات الانقلابية منذ بداية تحركاتها سواء من الجبال المحاذية للعقبة أو من المواقع الأخرى جنوب اليتمة، ووقعت اشتباكات استمرت قرابة الـ١٤ ساعة، وبالتزامن، استهدفت مقاتلات التحالف بغارتين تجمعات للميليشيات الانقلابية في ذات المنطقة، وأسفرت عن مقتل عدد من العناصر الحوثية وتدمير أطقم وعربات تابعة لها، بحسب البيان.
دعوة لتوثيق جرائم الحوثيين
وكشف مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة الجوف اليمنية، عن قيام ميليشيا الحوثي الانقلابية بإحراق سكن الأطباء بهيئة مستشفى الجوف، ونهب مخازن مكتب الصحة والمستشفى والعبث بمحتوياته، وإغلاق مستشفى الحزم، وتحويل المباني الصحية إلى ثكنة عسكرية.
وأدان المكتب، في بيان صحافي، هذه الانتهاكات التي ترتكبها ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً للقطاع الصحي في المحافظة. وحملها المسؤولية الكاملة عن هذه الانتهاكات، مشيراً إلى أن إغلاق المرافق الصحية وتحويلها إلى ثكنات عسكرية يهدد حياة المدنيين لا سيما النساء والأطفال وكبار السن، كما دعا المنظمات الدولية إلى توثيق هذه الجرائم وإدانة هذه الممارسات والعمل على التحقيق فيها بما يسهم في الحد منها وتقديم مرتكبيها للعدالة، مطالباً بإجراءات كفيلة بحماية المنشآت الصحية من انتهاكات مليشيات الحوثي.
غريفثس محذرُا من مأرب: فلتصمت البنادق وإلا..
ودعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن مارتن غريفثس، السبت، إلى وقف فوري للعمليات العسكرية مع تجدد أعمال العنف في الجوف، وقال للصحافيين في مدينة مأرب، "وجهت الأسبوع الماضي دعوة لوقف الأنشطة العسكرية. اليوم، أكرر تلك الدعوة لوقف فوري وغير مشروط. ببساطة لا يمكن لليمن أن ينتظر".
كما أوضح المبعوث الأممي للصحافيين في مكتب المحافظ بمأرب، أن اليمن يمر بمنعطف خطير، فإما أن تصمت البنادق ويتم استئناف العملية السياسية، أو ينزلق اليمن مرة أخرى لنزاع ومعاناة واسعي النطاق كما نشهد اليوم في مأرب، بحسب تعبيره، كما أضاف، "أكرر دعوتي للوقف الفوري غير المشروط للأنشطة العسكرية وبدء عملية خفض تصعيد شاملة وجامعة تسمح بالمحاسبة والمساءلة"، وتابع "يجب أن تُترجم الردود الإيجابية الأولية التي تلقيتها من أطراف النزاع في اليمن بشأن هذه الدعوة لأفعال فورية على الأرض، فاليمن لا يستطيع الانتظار".
70 ألف نازح
والتقى غريفثس، محافظ مأرب وبحث موضوع تدفق سبعة آلاف عائلة طردتهم الميليشيات الحوثية من مديريتي الحزم والغيل، بالتزامن، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، السبت، أن المعارك في الجوف شمال اليمن، تسببت في نزوح نحو 70 ألف شخص، أو ما يقدر بعشرة آلاف أسرة، إلى محافظة مأرب المجاورة، ويذكر أن المعارك العنيفة تجددت في محافظة الجوف منذ الشهر الماضي، واحتدمت مع تقدم ميليشيات الحوثي نحو الحزم، عاصمة المحافظة.
قد يهمك أيضا:
تصعيد حوثي في محافظة الحديدة عقب الإعلان عن لجان لمراقبة التهدئة