وابلًا من الصواريخ والقذائف باتجاه عمق الأراضي الإسرائيلية

قتلت القوات الإسرائيلية سبعة فلسطينيين في قطاع غزة خلال عملية توغل فاشلة، من شأنها أن تنسف اتفاق وقف إطلاق النار غير المعلن رسمياً. وفي المقابل قتل ضابط إسرائيلي برتبة مقدم وأصيب ضابط آخر في العملية التي جرت يوم الأحد في جنوب شرق غزة ، وهي أول توغل بري من قبل القوات الإسرائيلية منذ الحرب الأخيرة في عام 2014.

في رد ظاهر على تبادل إطلاق النار ، تم إطلاق أكثر من 12 صاروخًا من القطاع الذي تسيطر عليه حماس خلال الليل ، وقطع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارة إلى باريس ، حيث كان قادة العالم مجتمعين لتخليد الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى.

وفي جولة ثانية من العنف بدت أنها هجمات انتقامية ، أطلق مسلحون في غزة وابلًا من الصواريخ وقذائف الهاون باتجاه عمق الأراضي الإسرائيلية بعد ظهر الاثنين ، مما أدى إلى تدمير حافلة وإصابة شاب يبلغ من العمر 19 عامًا بجروح خطيرة ، وفقًا لوسائل الإعلام الإسرائيلية. وقال الجيش الاسرائيلي ان 80 قذيفة أطلقت على المستوطنات القريبة.

ودوت صافرات الانذار في تجمعات اسرائيلية على طول الحدود. وقال الجيش ان دفاعاتها المضادة للصواريخ اعترضت عدداً منها. وشنت المقاتلات الإسرائيلية غارات على ما قالت إنها "أهداف إرهابية" في غزة.

وأصدرت كتائب "عز الدين القسام" ، الجناح المسلح لحركة "حماس" ، بيانا خلال الليل أعلنت فيه أن "القوات الإسرائيلية اخترقت هذا المساء في سيارة مدنية، وفتحت النار على مجموعة من رجالها المسلحين بالقرب من مدينة خان يونس ، مما أسفر عن مقتل أحد أفرادها من القادة. واضافوا ان مقاتليهم قاموا بمطاردة سيارتهم أثناء انسحابها.

وأضافت، انه خلال المطاردة نفذت الطائرات الاسرائيلية "قصفاً لتغطية عملية انسحاب هذه القوة". وقال مسعفون ومسؤولون من "حماس" ان سبعة اشخاص على الاقل قتلوا بينهم أربعة نشطاء من ضمنهم القيادي في "حماس" نور بركة.

وتخلت إسرائيل إلى حد كبير عن تكتيكها باستهداف كبار مسؤولي "حماس" في السنوات الأخيرة. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان قصير: "إنه خلال نشاط العمليات الخاصة لقوات الدفاع الإسرائيلية في قطاع غزة ، تطور الأمر الى تبادل إطلاق النار". واضاف البيان، ان ضابطا قتل وأصيب آخر بجروح. وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق أن "العمليات الخاصة أمس لم تكن تهدف إلى قتل أو خطف الإرهابيين ، ولكن لتعزيز الأمن الإسرائيلي" ، دون تحديد كيفية القيام بذلك. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن العملية كانت بهدف جمع المعلومات الاستخبارية. وذكرت محطة الإذاعة العامة "كان" أن القوات الخاصة التابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي كُشف عن غطائها نتيجة لخلل فني .

وقال سكان في المنطقة التي وقع فيها القتال إن "السيارة التي كانت تحمل الجنود الاسرائيليين ، وبعضهم يرتدي زي النساء ، أوقفها بركة ، وطلب من ركابها إبراز هويتهم. وأطلق الجنود النار عليه بواسطة بندقية قبل أن يسرعوا إلى بستان زيتون ، حيث قامت طائرة هليكوبتر بالتغطية عليهم واطلقت النار على مقاتلي "حماس" . وقال السكان ان مقاتلي حركة المقاومة الاسلامية (حماس) تعرضوا للقصف بالطيران، ودمرت الطائرات الاسرائيلية السيارة التي كانت تستخدمها قواتها بمجرد مغادرتها.

وتهدد هذه الحادثة وقف اتفاق إطلاق النار غير الرسمي بين إسرائيل و"حماس". وفي الأسبوع الماضي ، سمحت إسرائيل  التي تحاصر غزة، بإدخال شحنات الوقود إلى القطاع لتزويد محطات الكهرباء والحد من العتمة فيه. كما سمحت لقطر بتقديم 15 مليون دولار كمساعدات.

واشتعل العنف بشكل متكرر على الحدود منذ أن بدأ الفلسطينيون الاحتجاجات الأسبوعية في مارس/آذار الماضي. وردت إسرائيل على الحركة بنيران مميتة ، فقتلت حوالي 170 متظاهراً وجرحت الآلاف. واستمر سفك الدماء طيلة سبعة أشهر ، حيث تتقاتل "حماس" وإسرائيل في حروب متواصلة من الضربات الجوية والصواريخ. فيما تعمل مصر وقطر والأمم المتحدة على التوسط لوقف إطلاق نار طويل الأمد.