مسقط - عمان اليوم
تعدّ ولاية السيب هي بوابة محافظة مسقط لمعظم محافظات السلطنة، واكتسبت أهمية كبيرة في عهد السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور، حيث كانت الولاية التي اختارها ليسكن فيها في معظم الأوقات، وعُرفت بمقر إقامته متمثلا ذلك (ببيت البركة العامر) الذي يقع في منطقة المنومة بولاية السيب والذي كان مقر إقامته بشكل دائم، حيث كان الأهالي في منطقة (المنومة) التي تجاور بيت البركة من جهة الغرب وحلة (الغشيبة) بالمعبيلة الشمالية المجاورة للقصر من جهة الشرق يستأنسون بمجاورتهم لسلطانهم وأبيهم وقائدهم طوال السنوات الماضية.
وتشرّفت ولاية السيب كونها الولاية التي ينطلق منها موكب السلطان قابوس بن سعيد مع بدء جولاته السلطانية في ربوع البلاد، حيث كانت الانطلاقة دائما للركب الميمون من قصر السيب العامر، فكان هو القصر الذي منه ينطلق الموكب السامي المُقلُّ للسلطان قابوس بن سعيد بن تيمور لجولات الخير في ربوع البلاد، والتي دائما ما كان المواطنون ينتظرونها بلهفة وشوق، لذلك كانت السيب دائما محط أنظار أبناء السلطنة ويكنّون لها المحبة كأي ولاية أخرى.
أقرأ أيضا :
السلطان هيثم بن طارق يتلقى برقيات التهاني لمناسبة تولّي الحكم في عُمان
فالسيب هي الولاية التي تجاور البحر والجبل، حيث تعانق أمواج بحر عُمان رمال شواطئها الناعمة الممتدة من منطقة الموالح شرقا إلى منطقة المنومة غربا، بينما تجاور الخوض والجفنين والرسيل جبال الحجر، وتتخذ من تلك الجبال رونقا آخر لوجه ولاية السيب الجميل، الذي جمع بجماله ورونقه وجود الأب القائد دائما بين أحضان هذه الولاية العريقة.
السيب التي كانت قديما تُسمى (دما) هي ولاية تاريخية عريقة كانت محطة من محطات التاريخ العماني، وفيها وقعت العديد من الاتفاقيات التاريخية منها ما يُعرف بـ(اتفاقية السيب)، كما شهدت الولاية عبر التاريخ أحداثا متعاقبة، لكنها ظلت قوية محافظة على جمالها ورونقها.
وتُعتبر ولاية السيب واحدة من الولايات ذات التاريخ الضارب في القدم، حيث يوجد بها العديد من الآثار والأبراج التاريخية مثل الأبراج التاريخية في الجفنين والرسيل والخرس والسليل وبرج الخوض ومسجد (فيقا) بمنطقة المعبيلة الشمالية.
وشُيّدت في عهد السلطان الراحل العديد من الجوامع والمساجد بولاية السيب ومنها جامع السلطان قابوس وجامع سمو السيد طارق بن تيمور، وجامع السيدة فاطمة بنت علي آل سعيد ومسجد السيدة ميزون بنت أحمد وجامع السلطان تيمور بن فيصل ومسجد الزلفى، وغيرها من المساجد والجوامع ومدارس القرآن الكريم.
وتُعد ولاية السيب من أكبر ولايات محافظة مسقط الست، وحظيت كغيرها من الولايات بنصيبها من مشاريع النهضة المباركة التي أسسها السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور حيث نالت نصيبها من كافة الخدمات، واحتضنت مؤسسات حكومية مهمة، مثل جامعة السلطان قابوس المنارة العلمية الأكبر والأهم التي بُنيت في عهده، ومنها تخرجت أجيال من السواعد العمانية التي انخرطت للعمل في مؤسسات الدولة لتبني عمان، كذلك ومن بين أهم المؤسسات الموجودة بولاية السيب مطار مسقط الدولي الذي يُعدُّ واحدا من أكبر وأرقى المطارات في المنطقة، ومنطقة الرسيل الصناعية والتي تعتبر من أهم المناطق الصناعية في السلطنة، كذلك يوجد بولاية السيب السوق المركزية للخضراوات والفواكه بالموالح، كما يوجد بها مستشفى جامعة السلطان قابوس والمستشفى العسكري، كما ينتشر بالولاية العديد من المدارس الحكومية والخاصة، ويوجد بها العديد من المجمعات التجارية الكبيرة، إضافة إلى الأسواق والمراكز التجارية، كذلك يوجد بولاية السيب العديد من المؤسسات العسكرية والمدنية المختلفة، وهي من بين أهم المؤسسات التي تقدم كافة الخدمات للمواطنين.
ويوجد في ولاية السيب العديد من المنتجعات والمجمعات السياحية والمدن السياحية المعروفة، حيث شهدت الولاية ولا تزال زخما حضاريا ثقافيا واجتماعيا وتجاريا واقتصاديا، كما أن بولاية السيب العديد من المدن والمناطق الرئيسية المعروفة على مستوى السلطنة، وفي قلب الولاية (السيب) يقع سوق السيب الذي يُعتبر واحدا من أقدم الأسواق بالسلطنة وأكبرها، حيث يزخر هذا السوق بالعديد من المنتجات المحلية والمستوردة، ومن خلاله عُرفت ولاية السيب بتسميتها المشهورة (السيب سكر وحليب)، وذلك لتنوع البضائع فيها ووجود كافة الأصناف التي يطلبها الناس، حيث يأتي المتسوقون والتجار لهذا السوق من كل أنحاء السلطنة، إضافة إلى سوق السمك الذي يعتبر واحدا من أبرز الأسواق على مستوى السلطنة، ومن بين المناطق كذلك منطقة الحيل الشمالية والجنوبية ووادي اللوامي والخوض والموالح الجنوبية والشمالية والجفنين والرسيل والسليل، وغيرها الكثير من المناطق المعروفة بولاية السيب.
وفي يوم رحيل السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور شُيِّع جثمانه الطاهر من بيت البركة بولاية السيب إلى جامع السلطان قابوس الأكبر بولاية بوشر، حيث خرج الموكب من بيت البركة مارًّا بمنطقة المعبيلة والسيب والخوض والحيل والموالح، حيث خرج الأهالي ليودعوا قائدهم وفقيدهم الغالي وإلقاء النظرة الأخيرة على نعشه، وهو يمر من أمامهم وهم يذرفون الدموع مودعين سلطانا أحبوه وأحبهم، داعين الله العلي القدير بأن يسكنه الفردوس الأعلى من جنانه.
قد يهمك أيضا:
ترسيخ منهج التفكير العلمي أهم سياسات السلطان قابوس لتطوير أبناء عُمان