السلطان هيثم بن طارق

جاء خطاب السلطان هيثم بن طارق، راسمًا خطًا واضحًا لملامح المرحلة المقبلة في عُمان، ومؤكدًا على إكمال مسيرة باني نهضة البلاد الحديثة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور، فكانت المحاور التي تحدّث عنها الخطاب تتمثل في الشباب، التعليم والابتكار والبحث العلمي، الرؤية المستقبلية 2040، حقوق المرأة، تطوير آليات صنع القرار الحكومي، إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة، تحديث التشريعات والقوانين، وغيرها من الأمور التي تهم أبناء الشعب.
 
ومثل ما ذكر صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق في خطابه "إن الانتقال بعمان إلى مستوى طموحاتكم وآمالكم في شتى المجالات، سيكون عنوان المرحلة القادمة"، تلقى أبناء السلطنة الخطاب السامي بقلوب ملؤها الإيمان والأمل والتفاؤل بما تخبئه الأيام من خير يصب في مصلحة الوطن والمواطن، وفي هذا الصدد التقينا بمجموعة من الأكاديميين في جامعة السلطان قابوس.
 
التوجه الواضح للحكومة يُكسب المستثمرين الثقة

 إذ يقول المكرم الأستاذ الدكتور سعيد بن مبارك المحرمي أستاذ الاقتصاد والمالية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية وعضو مجلس الدولة: "إن من أهم متطلبات جذب المستثمرين هي الثقة في بيئة الأعمال، والثقة تُستمد من التوجه الواضح للحكومة وشكرا لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم –حفظه الله ورعاه- على وضوح المنهج، فلقد وضعتم خطة العمل للمرحلة القادمة بوضوح تام، وبتفصيل واضح محد، الخطاب السامي ولّد ثقة لدى الجميع بأن التنمية ستتواصل وستتحسن جميع المؤشرات بمشيئة الله"
 
الخطاب وضع خارطة طريق للمرحلة المقبلة

 ويتفق معه الدكتور عامر بن سيف الهنائي أستاذ مشارك بكلية الهندسة ومدير مركز أبحاث الطاقة المستدامة فيقول: "الخطاب السامي لمولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم –حفظه الله ورعاه- وضع استراتيجية وخارطة طريق المرحلة المقبلة لتعكس الرؤية المستقبلية التي وضعها جلالته لمواجهة التحديات المختلفة على أسس وركائز ثابتة مثل ما ذكر جلالته بالتركيز على التعليم والبحث العلمي ودعم المشاريع القائمة على الابتكار والذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة" مضيفا في الصدد ذاته: "تعد جامعة السلطان قابوس رائدة مؤسسات التعليم العالي بالسلطنة ومنبع العلم والمعرفة وتطوير البحث العلمي والابتكار من خلال الاهتمام والرقي بهذا الجانب الحيوي والمهم. فالجامعة اليوم تزخر بوجود 13 مركزا بحثيا في شتى مجالات المعرفة والعلوم المختلفة بالإضافة الى مركز الابتكار ونقل التكنولوجيا ليكون بمثابة قمة الهرم في هذه المنظومة المتكاملة".

 البحث العلمي والابتكار في سلم الأولويات الوطنية

 وترى الدكتورة ميمونة بنت درويش الزدجالية بقسم المناهج والتدريس بكلية التربية بأن محتوى الخطاب السامي والرسائل التي تضمنها؛ يمكن وصفه بأنَّه نهج عمل متكامل مهم في المستقبل، إذ نجح الخطاب في ترسيخ أسس السياسة الداخلية والخارجية للسلطنة في الفترة القادمة، موضحة أنه بعد الشكر والوفاء لمنجزات السلطان الراحل قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه- ركز الخطاب على البناء والتنمية، والشباب والحوكمة، والمحاسبة وإعادة هيكلة الحكومة، والاقتصاد والتوازن والاستدامة، والتشغيل والابتكار والذكاء الاصطناعي، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والمرأة والقطاع العسكري والمدني. وتضيف الدكتورة ميمونة " لم يكن قطاع التعليم بمنأى عن خطة العمل القادمة فجاء الخطاب السامي متوجًا بتأكيد جلالته – حفظه الله ورعاه- على الاهتمام بقطاع التعليم بمختلف أنواعه ومستوياته وتوفير البيئة الداعمة والمحفزة للبحث العلمي والابتكار الذي سيكون في سلم الأولويات الوطنية وأنه سيمد بكافة أسباب التمكين باعتباره الأساس الذي من خلاله سيتمكن أبناء الوطن من الإسهام في بناء متطلبات المرحلة المقبلة. من هنا جاء الخطاب السامي نقطة تحول في مسيرة العمل القادم فأثلج الصدور وأراح الأنفس وأسعد أبناء السلطنة وعزز من ثقة المواطن في قيادته الجديدة".

الشباب هم نصف سكان السلطنة وعصبها الاستراتيجي

ويؤكد الدكتور جمال بن ناصر الصباحي من كلية العلوم الزراعية والبحرية بأن الخطاب السامي تضمن خطوطًا عريضة مهمة في مسيرة السلطنة للمرحلة القادمة والنهج الحكيم الذي اخططه المغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور- طيب الله ثراه-. مشيرًا إلى أبرز تلك النقاط المهمة التي عرضها الخطاب السامي لجلالة السلطان حفظه الله ورعاه وهي البحث العلمي والابتكار التي أخذت حيزا كبيرا في رؤية عمان الاستراتيجية 2020-2040، مضيفًا بأن هذه النقاط حجر أساس لاقتصادات الدول التي تساهم في تنميتها وتعزيز اقتصاداتها كما تساهم في إعطاء قيمة حيوية مضافة للتنوع الاقتصادي بالتوازي مع ما تزخر به السلطنة من موقع جغرافي وتنوع في المصادر الطبيعية.

 كما يذكر الدكتور جمال الصباحي بأن فئة الشباب تمثل ما يقارب النصف من عدد سكان السلطنة وكان للخطاب السامي التركيز على هذه الفئة الذين يمثلون العصب الاستراتيجي في المجتمعات في قطاعات الإنتاج والتطوير والابتكار وإنشاء المؤسسات الداعمة الصغيرة منها والمتوسطة في دعم القطاعات الكبيرة للسلطنة. مضيفًا " لقد أكد جلالته أن التدريب هو ركيزة مهمة في تأهيل الكوادر الشبابية التي يعول عليها في الإسهام في الجوانب التنموية المختلفة للسلطنة ".

 " كذلك أفرد جلالته جزءا من كلمته السامية حول موضوع الذكاء الاصطناعي الذي يعد أحد المواضيع الحديثة والساخنة التي أخذت اهتماما كبيرا من قبل الدول ومراكز البحوث وقطاعات الانتاج من حيث التنافسية في مجالات التحديث والتطوير والابتكار وتطويعه بما يخدم البشرية والبيئة المحيطة به ".
 
التأكيد على دور المرأة العمانية في بناء المسيرة

 وتقول الدكتورة أروى بنت زكريا الريامية – طبيب استشاري أول بقسم علم أمراض الدم في المستشفى الجامعي "خطاب تاريخي أثنى فيه جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- كل يد تبني عمان، وأكد من خلاله على المواصلة في مسيرة النهضة المباركة ورسم خطٍ لمستقبل النهضة العمانية الحديثة وفق رؤية ثاقبة، كما أكد على أهمية كل فرد في المساهمة في بناء الوطن، ودور الشباب "ثروة الوطن وحاضر الأمة ومستقبلها" في مسيرة عُمان لمستقبل واعد. مضيفةً " أنه من دواع الفخر والاعتزاز أن يحرص جلالته على إعطاء المرأة العمانية رعايته وتأكيده على المحافظة على حقوقها واعطائها الفرص في مختلف المجالات لتشارك الرجل في خدمة الوطن والمجتمع وصناعة حاضر عمان ومستقبلها، كما نشكره على الاهتمام بقطاع التعليم وتوفير البيئة اللازمة والمحفزة للبحث العلمي والابتكار لأجل بناء مستقبل أفضل لبلادنا الغالية عُمان".
 
نحن الأكاديميين أمام مسؤولية عظيمة
 
ويشير الدكتور علي بن سعيد الريامي أستاذ مساعد بقسم التاريخ في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بأن الخطاب التاريخي لجلالة السلطان هيثم -حفظه الله- جاء ليؤكد على القيم الحضارية الثابتة لعُمان وفي مقدمتها السلام، والمضي قدمًا على طريق نهضة متجددة، تقوم على مبادئ الحرية والعدل والمساواة، موضحًا أن الخطاب مفعم بالأمل والتفاؤل يشخص الواقع، ويستشرف المستقبل، ويستلهم من معين التجربة الحضارية العمانية الممتدة عبر الزمان.

ويضيف الدكتور الريامي " اشتمل الخطاب السامي للسلطان هيثم -حفظه الله ورعاه- على ملامح عامة جوهرية، وخارطة طريق دقيقة لمتطلبات البناء والتنمية في المرحلة القادمة، وهي مرحلة تتطلب بذل المزيد من الجهد، والعمل الجاد المخلص لرفعة شأن الوطن وصون مكتسبات نهضته المباركة كما أراد لها السلطان الراحل-رحمه الله - لتمضي عمان قدمًا لتحقيق رؤيتها المستقبلية 2040 بخطى مدروسة وثابته وبمشاركة فاعلة من قبل كافة أبناء الوطن ".

 ويقول كذلك " اشتملت مفردات الخطاب التاريخي لجلالته -حفظه الله- على مضامين وجوانب مهمة ومفصلية، بما يؤكد عمق الفهم السامي لمتطلبات العصر، والإحاطة بتحدياته، فجلالته -أيده الله- يرى في الشباب الهمة العالية وأمل الحاضر والمستقبل، مشيرًا في خطابه بالقول: "هم ثروة الوطن وموردها الذي لا ينضب، وسواعدها التي تبني الأمة ومستقبلها"". مشيرًا إلى أن أبرز ما تناوله الخطاب السامي الاهتمام بقطاع التعليم "بمختلف أنواعه ومستوياته"، وكذلك البحث العلمي والابتكار، ومدى أهمية توفير البيئة المحفزة له، وإمداده بكافة أسباب التمكين، مما يجعل الأكاديميين في جامعة السلطان قابوس، من مختلف التخصصات أمام مسؤولية كبيرة وعظيمة، لبذل المزيد من الجهد والعطاء لنرى عُمان في مصاف الدول الآخذة بأسباب التقدم والتطور والنماء في شتى الميادين.

قد يهمك أيضا:

جلالة السلطان يهنئ سلطان برونـاي دار السلام ورئيس غويانا

السلطان هيثم بن طارق يكشف استراتيجيته لاستكمال مسيرة النهضه