بغداد – نجلاء الطائي
أعلنت الشرطة ومصادر طبية أن 12 على الأقل قُتلوا وأصيب 50 آخرين في انفجار سيارة ملغومة بسوق للخضر في شرق بغداد اليوم الأحد، في وقت حققت القوات العراقية، مدعومة بغطاء جوي كثيف من التحالف الدولي، خلال الساعات القليلة الماضية، تقدما جديدا على حساب مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بشكل قد يؤدي إلى قرب إعلان السيطرة على الساحل الأيسر للمدينة بشكل كامل، ما يمثل 50% من مجمل مساحة الموصل، حيث يشطر نهر دجلة المدينة إلى جانبين، يعرفان بالساحل الأيسر والساحل الأيمن.
وأفاد الناطق باسم عمليات بغداد العميد سعد معن في بيان، تلقى "العرب اليوم" نسخة منه "بعد الشك في إحدى العجلات ﻻحظ أحد الجنود عجلة مفخخة يقودها انتحاري في منطقة جميلة شرقي العاصمة بغداد، وبعد إطلاق النار عليه من قبل الجندي فجر "الإرهابي" العجلة التي يقودها وهو بداخلها". وأشار إلى مقتل 6 مواطنين وإصابة 10 آخرين بينهم الجندي وشرطي آخر إثر الانفجار".
يشار إلى أن هذا الانفجار هو الثاني بمدينة الصدر شرقي العاصمة بغداد على الرغم من الاجراءات المشددة التي فرضتها الأجهزة الأمنية ضمن سيطرات التفتيش في العاصمة، حيث اعلنت الشرطة العراقية في الـ2 من الشهر الجاري مقتل 35 شخصا وإصابة نحو 60 آخرين في تفجير ارهابي نفذ بمدينة الصدرا ، وبشأن معارك الموصل حققت القوات العراقية، مدعومة بغطاء جوي كثيف من التحالف الدولي، خلال الساعات القليلة الماضية، تقدما جديدا على حساب مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بشكل قد يؤدي إلى قرب إعلان السيطرة على الساحل الأيسر للمدينة بشكل كامل، ما يمثل 50% من مجمل مساحة الموصل، حيث يشطر نهر دجلة المدينة إلى جانبين، يعرفان بالساحل الأيسر والساحل الأيمن
وقال ضابط في قيادة عمليات نينوى، إلى "العرب اليوم "، إن "القطعات العراقية تحرّكت، منذ الصباح الباكر، نحو أهدافها المرسومة في محاور القتال، محاولة استغلال فرصة تراجع داعش، يوم أمس، لتحقيق مكاسب جديدة في المعركة"، مبينا أن "قوات مكافحة الإرهاب في المحور الشرقي تحركت للسيطرة على ما تبقّى من أجزاء حي الرفاق، لفرض سيطرتها الكاملة والتحرّك نحو مناطق أخرى". وأضاف الضباط، أن القوات العراقية "تقدمت أيضاً من المحور الشرقي باتجاه الشمالي، لتأمين المناطق والطرق التي سيطرت عليها بالأمس"، مبينا أنّها "واجهت عددا من عناصر "داعش" وتمكّنت من قتلهم، بينما فرّ الآخرون ولم يواجهوا".
وأكد أن "معارك عنيفة وقعت بين أزقة وأحياء المدينة بدعم من مروحيات الأباتشي الأميركية، التي رفعت وتيرة مشاركتها في المعارك مع تقارب المسافات بين عناصر "داعش" وقواتنا". وفي المحور الجنوبي الشرقي، "شنّت قوات الشرطة الاتحادية والفرقة المدرعة التاسعة من الجيش العراقي، هجمات على ما تبقى من أجزاء مناطق أحياء السلام ودوميز وسومر"، وأكد المصدر أن "القوات تسعى إلى تطهير تلك المناطق بالكامل، وستواصل التقدم حسب الخطة الموضوعة".
وأشار المصدر نفسه إلى أن "القطعات العراقية تتحرّك بغطاء جوي كثيف من قبل طيران التحالف الدولي، الذي يفتح الطريق أمامها ويقصف دفاعات وتجمعات التنظيم، كما يرصد أي تحرّك له ويحبطه"، مبينا أن "القوات العراقية تحاول استثمار زخم التقدّم الأخير، وإحراز تقدّم جديد، وقد اقتربت من فرض سيطرتها الكاملة على الساحل الأيسر للموصل".
ولم يقتصر قصف طيران التحالف الدولي على المحور الشرقي للموصل، إذ تعدّاه إلى الغربي، مستهدفا تجمّعا للتنظيم ليوقع "أكثر من 26 قتيلا وجريحا بينهم عدد من القادة".
وبحسب مصدر محلّي فإنّ "عناصر "داعش" كانوا داخل مدرسة في منطقة وادي العرين غربي الموصل، وأسفر القصف عن قتل وإصابة أغلب العناصر، فضلا عن إحراق عدد من العجلات التابعة لهم".
وأضاف "لا نستطيع تحديد التوقيتات الزمنية لاعلان تحرير الساحل الأيسر لكن سيتحقق ذلك خلال أيام قليلة". وأشار العارضي إلى أن "قطعاتنا الآن تبعد 500 متر عن حافة نهر دجلة في الجانب الجنوبي للساحل" مبينا أن "تفجير الجسر الرابع قابل للاعمار ونعبر منه"، وفي محافظة صلاح الدين ومنذ عامين والقيادة العسكرية تعلن أكثر من مرة عن تحرير وإعادة السيطرة على بلدة صغيرة تقع إلى الشرق من مدينة تكريت. وتبيّن في ما بعد أن هذه البلدة أصبحت نافذة لعودة الخروق الامنية الاخيرة التي شهدتها مناطق مختلفة من محافظة صلاح الدين.
وتقع البلدة الصغيرة، ذات الجغرافية المعقدة، على حدود محافظتي صلاح الدين وديالى، وتناوبت على تحريرها، منذ عام 2015، قوات من المحافظتين بالاضافة إلى الحشد الشعبي. وحتى اللحظة يؤكد مسؤولون محليون أنها مازالت تمثل مصدر تهديد للجميع، وللمرة الثالثة، خلال أسبوع واحد، تشهد صلاح الدين خروقاً خطيرة في مناطق تم تحريرها منذ اكثر من عام. ويعتبر الهجوم على مركز لشرطة في قضاء الدور، الذي تتخذه قيادة عمليات شرق دجلة مقراً لها، آخر الخروق.
ويعزو مسؤولون محليون الهجمات الاخيرة في صلاح الدين، إلى وجود جيوب لداعش في مناطق شرق وشمال المحافظة. وان التنظيم بات يعيد تنظيم مجاميعه لمهاجمة المناطق المحررة. واعتبر المسؤولون التفاف المسلحين على صلاح الدين محاولة لفك الضغط عن الموصل. وتحدثوا عن ضعف واضح في الجانب الاستخباري لدى القوات الماسكة للأرض بعد أن تم تحريرها منذ أكثر من عام.
وكان التنظيم قد حاول، قبل أيام، عزل الموصل عن باقي المحافظات، بعد سيطرته على طريق ستراتيجي بين بغداد والموصل، لعدة ساعات، قبل أن تستعيد القوات العراقية سيطرتها عليه. وقتل ثلاثة من منتسبي الشرطة المحلية بينهم ضابط برتبة مقدم، الإثنين الماضي، بهجوم شنه 4 مسلحين يرتدون أحزمة ناسفة على مركز للشرطة في حي السكك وسط سامراء.
وطوقت القوات الامنية مركز الشرطة وحاصرت الانتحاريين، وجرى تبادل لإطلاق النار استمر لعدة ساعات. وفرضت السلطات حظرا مؤقتا للتجوال، تم رفع في اليوم التالي. واعتبر أحمد الكريّم، رئيس مجلس محافظة صلاح الدين، مؤخرا، أن تكرار الخروق الامنية في مدينة سامراء أمر "غير مقبول" في ظل تواجد عدة قوات أمنية وأطواق حماية. وأشار إلى أن "تداخل المسؤوليات وعدم الانسجام يفقدنا السيطرة على الأوضاع ويفيد العدو". وطالب رئيس مجلس صلاح الدين بـ"حصر السلاح بيد الدولة وتوحيد القرار الأمني، وجعل مدينة سامراء منزوعة السلاح".
وكشفت أول انتكاسة تعرضت لها القوات العراقية بعد تحرير الشرقاط والقيارة في أيلول/سبتمبر الماضي، عن وجود "جيب داعشي" بطول 30كم يمتدّ بين تكريت وكركوك.
وكان مسلحون قد عادوا للسيطرة على قرية الزوية، بعد 24 ساعة من تحريرها، وبعد أسبوع من تحرير الشرقاط، الذي تقع القرية في شريطه الجنوبي. وأعلنت القوات العراقية، آنذاك، عن "انسحاب تكتيكي" من تلك القرية. ويقول سبهان ملا جياد، عضو مجلس محافظة صلاح الدين، انه "بعد معركة تحرير آمرلي في أيلول 2015 لم تجر عملية حقيقية ضد "داعش" باستثناء العمليات في بيجي".
واعتبر ملا جياد، أن "كل المعارك التي جرت بعد ذلك كانت قد شهدت انسحاب المسلحين من المدن والاختفاء في مناطق جغرافية صعبة". وكانت القوات العراقية، التي حررت الشرقاط في ايلول الماضي، قد تركت نصف مساحة القضاء بيد داعش. ولم تكمل القوات التي حررت القوات قضاء بيجي، أواخر 2015، تقدمها وتركت ثلاث قرى بين جبال مكحول ونهر دجلة، بضمنها قرية الزوية.
وما يزال تنظيم "داعش" يحكم قبضته على مجموعة قرى في منطقة الفتحة التي تربط محافظة صلاح الدين بكركوك. واعتبر عضو مجلس صلاح الدين أن "ترك الحويجة، والساحل الأيسر من الشرقاط من دون تحرير هو خطأ عسكري يهدد امن القوات في الموصل والسكان في صلاح الدين". ويتعرض قضاء الشرقاط، بشكل شبه يومي، إلى هجمات بقذائف الهاون، تنطلق من الساحل غير المحرر الذي يتصل مباشرةً، عبر مناطق مفتوحة، بقضاء الحويجة.
واتضح أن الهجوم الأخير الذي تعرض له قضاءي الدور وسامراء، نتج من تسلل مجاميع مسلحة من بلدة "مطيبيجة"، الواقعة بين صلاح الدين وديالى. وأكد ونس الجبارة، القيادي في حشد تكريت، أن "تلك المنطقة محررة بشكل رسمي لكنها مازالت تضم جيوبا مسلحة".
وأكد الجبارة، أن "تلك البلدة الحدودية مع ديالى تتمتع بجغرافية صعبة تسمح للمسلحين بالاختباء فيها".
وكانت القيادة العسكرية والحشد الشعبي قد أعلنا، في آذار/مارس عام 2015 تحرير البلدة. وبعد ذلك، تم الإعلان عن تحرير المنطقة للمرة الثانية، وذلك بعد بـ4 أشهر من الاعلان الاول، كما اعلن مرة ثالثة عن تحرير المنطقة، في آب/أغسطس العام الماضي. وقبل 3 أشهر، أعلن مجددا استمرار تطهير "مطيبجة". لكنّ الجبارة، الذي يشرف على فصيل محلي يتبع للحشد الشعبي، يرى أن "الخروق الاخيرة في المحافظة قد تكررت في معارك الرمادي والفلوجة".
واضاف "تلقينا في تلك المرحلة نتائج انكسار "داعش"، الذي حاول أيضا مهاجمة المدن المحررة"، منبها إلى أن "هناك قوات كافية وأخرى إضافية لمسك الأرض أو في الحالات الطارئة". ويؤكد القيادي في الحشد الشعبي أن "الاعتداءات الأخيرة في الدور والشرقاط، لم تستمر سوى ساعات قليلة"، معتبرا أن "داعش غير قادر على احتلال منطقة او التواجد فيها اكثر من ساعتين".
فيما أوضحت قيادة العمليات المشتركة، أسباب تواجد مدربين أميركيين في منطقة جبال مكحول شمالي محافظة صلاح الدين. وذكر بيان لخلية الاعلام الحربي، "صدر بيان من المتحدث باسم حركة النجباء بخصوص تحرك قوات أميركية في قاطع جبال مكحول ومن أجل إحاطة الرأي العام بحقيقة ماجرى نوضح بأن ماحصل هو وجود عدد من المدربين مع فوج العمليات الخاصة لجهاز مكافحة الاٍرهاب الذي أراد أن يُجري تدريبات ميدانية على جبل مكحول وتخص التدريبات على (القنص والرمي بالمدفعية)". وأضاف البيان أنه 'وبعد رفض القوة الماسكة للقاطع لعدم وجود تنسيق مسبق عادت قوات جهاز مكافحة الاٍرهاب إلى مكان انطلاقها'.