الجيش الحر يستهدف معاقل قوات النظام
دمشق ـ جورج الشامي ارتفع عدد القتلى في سورية الجمعة إلى 100 قتيل، في تظاهرات جمعة "خطوطكم الحمراء تقتل السوريين"، فيما أطلق الجيش الحر "المعارض" عملية عسكرية في القلمون في ريف العاصمة أسماها "فتح المدائن"، تزامنًا مع انفجارات عدة ضربت مطار دمشق الدولي أعقبتها حرائق كبيرة.وقال ناشطون سوريون، إن حصيلة قتلى الجمعة ارتفعت إلى 100 قتيل، بينهم 7أطفال، و4 سيدات، وقتيل تحت التعذيب، منهم 37 قتيلاً في دمشق وريفها, 24 في بانياس منهم 8 قتلى من عائلة واحدة أُعدموا ميدانيًا، 12 في كل من حمص وحلب، 7 في حماه, 3في دير الزور، قتيلين في كل من درعا واللاذقية, وقتيل في إدلب. وأفادت مصادر في دمشق، أن عددًا من القذائف سقطت على مطار دمشق الدولي، الجمعة، وأصابت إحداها خزانات للوقود، مما أدى إلى انفجارها، كما أصابت أخرى إحدى الطائرات في المطار، فيما قال سكان محليون، يعيشون في بلدات قرب المطار، "إن حريقًا هائلاً اندلع في ساعات الصباح الأولى من الجمعة، شوهد من مسافة تزيد على 20 كيلومترًا، وإن العشرات من سيارات الإطفاء اتجهت من العاصمة دمشق إلى المطار، الذي يبعد نحو 25كيلومترًا عن المدينة". وذكر التلفزيون السوري، أن "إدارة مطار دمشق فتحت تحقيقات لمعرفة أسباب وقوع حريق في مستودعات الكيروسين في المطار، وأن فرق الإطفاء سيطرت على الحريق"، مؤكدًا استمرار الرحلات بصورة طبيعية، فيما يحيط بالمطار عدد من البلدات، التي تشهد مواجهات دائمة بين مسلحي المعارضة والقوات الحكومية . وأعلن الجيش السوري الحر، عن بدء معركة "فتح المدائن"، في منطقة القلمون في ريف دمشق، فيما تشهد خربة غزالة في درعا محاولة لاقتحامها من قبل القوات الحكومية، في الوقت الذي شهدت فيه مختلف المحافظات السورية، تظاهرة مناهضة للحكومة، في جمعة أطلقوا عليها "خطوطكم الحمراء تقتل السوريين"، ومن أبرز التظاهرات التي جرت ظهر الجمعة، في دير الزور "مو حسن، القورية"، وفي حمص "جورة الشياح، الوعر، مصياف"، وفي حماة "قلعة المضيق، السلمية"، وفي درعا "الغارية الشرقية، معربة، الكاشف، ابطع، شهبا"، وفي ريف دمشق "دوما، الزبداني"، وفي حلب "الباب، المرجة"، وفي الرقة، وفي إدلب "بنش، كفر نبل"، وغيرها من المدن والبلدات السورية. وقالت شبكة "شام" الإخبارية، "إن قصفًا عنيفًا بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون شهدته أحياء برزة وجوبر والقابون، وفي ريف العاصمة جرى قصف من الطيران الحربي على بلدات العبادة وبساتين المليحة وحوش عرب وقصف من الطيران المروحي على بلدات رنكوس وتلفيتا في القلمون، وقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات بيت سحم وداريا وحرستا ومعضمية الشام والدير سلمان ودورشا وخان الشيح، في حين اندلعت اشتباكات عنيفة محيط الفوج 67 في بلدة رنكوس وعلى طريق اتستراد السلام قرب بلدة دروشا وفي محيط بلدات العبادة ومحيط حاجزي تاميكو والنور في المليحة، كما تمكن الجيش الحر من تحرير حاجز عديسة في رنكوس، وفي حمص قصف الطيران الحربي مدينة القصير وقصف بقذائف الهاون والمدفعية بساتين مدينة تدمر وعلى قرية الدار الكبيرة, أما في حلب فقد تجددت الاشتباكات العنيفة في محيط مطار حلب الدولي بين الجيش الحر والقوات الحكومية، وجرى قصف بالمدفعية الثقيلة على مدينة السفيرة وقصف بالدبابات على قرية عين عسّان واشتباكات في محيط حاجز بلدة المالكية في ريف حلب الجنوبي، وفي الجنوب شهدت درعا قصف من الطيران الحربي على بلدة خربة غزالة وقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على بلدات الغارية الغربية والمسيفرة وقرى منطقة اللجاة، وسط اشتباكات عنيفة في بلدة خربة غزالة، كما شهدت دير الزور قصف بالمدفعية الثقيلة على معظم أحياءها بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في أحياء عدة في المدينة، وفي إدلب قصف الطيران الحربي مدينة سلقين وقصف بالمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات دركوش ومعرة مصرين وكفر تخاريم، وسقط صاروخ على قرية بسنيا الحدودية في منطقة حارم عند الفجر، ولا أنباء عن خسائر بشرية حتى الآن، وكذلك تعرض مطار تفتناز الخاضع لسيطرة الكتائب المقاتلة، لقصف جوي نفذته الطائرات الحربية، إضافة لغارات على مناطق في مدينة بنش وتفتناز وطعوم، أما في الرقة فتجددت الاشتباكات العنيفة في محيط الفرقة 17 بين الجيش الحر والقوات الحكومية، وتجدد القصف على مدينة الطبقة، وفي محافظة طرطوس شنت القوات السورية حملة دهم واعتقالات في مدينة بانياس، كما تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على قرية البيضا ومنطقة وطا البيضا في ريف بانياس، وقامت بمحاصرة قرية البساتين وإغلاق مداخلها كافة، وشهدت بانياس أيضًا مقتل 7 من أفراد القوات الحكومية و20 من المعارضة المسلحة، وجرح 60 مقاتلاً من الطرفين في تجدد للاشتباكات في قرية البيضا، والتي ترافقت مع حملة اعتقالات واسعة تشنها قوات الأمن على القرية، وذلك غداة المجزرة المروعة التي ارتكبتها القوات الحكومية، الخميس، راح ضحيتها عشرات السوريين معظمهم من الأطفال والنساء". ودان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، في بيان له على صفحته الرسمية على "فيسبوك"، "وقوع أحداث ترقى إلى جريمة إبادة جماعية في قرية البيضا"، مشيرًا إلى أن "القوات الحكومية مسؤولة بشكل مباشر عما جرى"، معتبرًا أن "هذه الجريمة تستدعي تدخلاً عاجلاً من مجلس الأمن"، مطالبًا "الجامعة العربية والأمم المتحدة بالتحرك السريع لإنقاذ المدنيين في بانياس، وغيرها من محافظات سورية". وقال رئيس المجلس الثوري في بانياس، أنس عيروط، في حديث له، "إن الجيش السوري قصف قرية البيضا، بالمدفعية وقذائف الهاون، منذ صباح الجمعة، تمهيدًا لدخول (الشبيحة) إلى القرية، قبل إعدام نحو 200 شخص، بينهم عائلات بأكملها، وإحراق جثثهم، حيث تنفذ القوات الحكومية حملة مداهمات واعتقالات، في الأحياء الجنوبية من مدينة بانياس، التي يقطنها مواطنون مسلمون سنة، والتي سمع فيها صوت إطلاق رصاص"، فيما أعرب المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مخاوفه من أن ينفذ الجيش السوري مجزرة طائفية، في هذه الأحياء، استكمالاً للمجزرة الطائفية، التي ارتكبها مدعمة بـ"شبيحة" من الطائفة العلوية، الخميس، في قرية البيضا. وأكد مدير المرصد السوري، رامي عبدالرحمن، في تصريح صحافي، أن "ضباطًا إيرانيين، وعناصر من (حزب الله)، يديرون غرفة العمليات في معارك حمص، ويشرفون على عمليات الجيش في المدينة، لاسيما معارك الشوارع"، مشددًا على "ضلوع الضباط الإيرانيين، وعناصر (حزب الله)، مدعومة بعناصر (قوات الدفاع الوطني)، في السيطرة على أجزاء كبيرة من حي وادي السايح، الأمر الذي سيسمح للجيش الحكومي بعزل أحياء حمص القديمة المحاصرة، عن حي الخالدية المحاصر"، محذرًا من "وقوع مجازر في حق أبناء الطائفة السنية، الذين يقطنون المناطق المحاصرة، فيما لو تمكن الجيش السوري من اقتحامها". واعتبرت مصادر دبلوماسية أوروبية، أن تورط "حزب الله" في سورية قد يضعه على قائمة "الإرهاب"، وأضافت أن "المواقف الأخيرة للأمين العام لـ(حزب الله) حسن نصر الله، وثبوت ضلوع عناصره في المعارك في سورية، من شأنهما إضعاف حجة الدول، التي رفضت حتى الآن الاستجابة للضغوط، التي تدفع في اتجاه إدراج الحزب على قائمة المنظمات الإرهابية"، لافتة إلى أنه "سيكون من الصعوبة الاستمرار في الدفاع عن الموقف الرافض لحجة أن (حزب الله) كيان سياسي لبناني، وأحد عناصر الاستقرار في هذا البلد، عندما تكون ميليشياته تتدخل في الحرب الدائرة في سورية، وتهدد بالتدخل أكثر فأكثر".